آيه الباز تكتب.. +18 سنة .. ممنوع القراءة للقاصرين
بيقول ستيفان رفايغ في كتابه ابداعات أدبية عن تولستوي: إنه كان رجلاً دنيوياً ملتصقاً بالأرض وإلي أن وصل الخمسين لم يكن قط قد فكر في الميتافيزيقيا ولم يكن مندفعا بشدة نحو لذة التفكير عن قصد ولكنه وعلي نحو مظلم تلقي ضربة ما من مكان ما جعلت هذا الرجل القوي العظيم منتصب القامة الراسخ يترنج وتبحث يداه عن سنداً يقبض عليه..
بعد هذه الضربة سنري أنه تحول من الحياة الهادئة المستكينة الي رجلٍ فيلسوفا باحثا عن الحقيقة، لقد كان يبحث عن الحياة في خوفه من الموت والعدم وترك خلفه ورقة مكتوب عليها اسئلته الستة محاولا الإجابة عليها ..
لماذا أعيش؟ ما سبب وجودي ووجود كل إنسان في الجود غيري ؟ ما دلالة الخلاف الواقع في بين الخير والشر ولأي غرض يوجد هذا الخلاف ؟ كيف يجب أن أعيش؟ ما الموت؟ وكيف يمكنني أن اصل إلي النجاة؟
يحاول زفايغ الإجابة عن أسئلة تولستوي في إطار ادبي بليغ راوياً سيرته الذاتية مختصرة جدا وإليكم ما استنبطته عن ماهية الأفكار الأخلاقية عند تولستوي نيكولا ليڤ تولستوي واحد من أهم كُتاب الادب في العالم ، تكونت عنده رؤية أخلاقية واضحه جسدها في ثلاث قصة قصيرة خرج بالزبدة من كل قصة،
القصة الأولي:
قصة المرأة الريفية التي قدِمت إلي المدينة فوجدت كل الأطعمه فاسدة ومغشوشة وعندما نزلت للتاجر لتقول له تلك الحقيقة الصادمه لم يكف التاجر عن السب والشتم لها رغم أن باقي الناس في المدينة يساورهم الشك ناحية الاطعمه و اتهموها بأنها جاهلة و تريد أن يجوع الناس لما طلبت أن تُرمي البضائع المغشوشة في النهر
يقارن تولستوي هذه القصة و قصة تقديم الفنون والعلم للعامة علي أنه العلم الممتع والمفيد والحقيقة أنه فن هابط وعلم لا ينفع و موسيقي مبتذلة واخلاق متدنية وأنه لما طلب بتغيير الذوق العام والارتفاع والسمو بالفنون والأدب والعلم لطبقة أعلي اتهموه بفساد الذوق العام...
تعقيب: نفس الكلام قلته سابقة في بوست دكتور احمد خالد توفيق وأنه مبيعرفش يكتب و أدبه مبتذل ومتدني والناس هاجمتني ببساطه لان ذوقهم فاسد مش انا ال ذوقي فاسد
القصة التانية:
بيحكي فيها عن فريق سياحي تايه في الغابة وعليهم أنهم يبحثوا عن طريق سالك غير طريق الأشواك والحجارة والسير مجبرين في الأدغال ..بعد شوط طويل من الرحلة
اختلف الفريق وانقسم فريقين
الاول قرر يكمل في نفس الطريق لانه اكتر منطقية حتي لو كان مليان أشواك والتاني قرر يبحث عن طريق تاني وقسم أعضاء فريق لكذا شخص بحثا عن طريق آمن للعبور
في الوسط وقف واحد منهم يقول لهم اقفوا .. بلاش سير في أي اتجاه ولا بحث عن اتجاهات للوصول للغايات.. يكفي أننا نقف نفكر ونستطلع مطالع النجوم والشمس عشان نعرف نقرر هنكمل في أي اتجاه ..
الفريقين اعترضوا جدا علي الرأي وقالوا ليه ننتظر؟ طب م نبحث وكل واحد يكمل في طريقه ال هو اختاره عشان يوصل !
الناس دي بتعبر عن ناس كتيرة مننا.. منا ال حاول يكمل بغض النظر عن مآله ومنا ال اختار طرق كتيرة يمشي فيها و تشتت والغريب أن محدش في كل دول وصل لغايته
ولعلك تحسب أن أول وأهم جهد يمكن بذله هو التقدم ولعل آخرين يحسبون أن أول وأهم جهد يمكن بذله هو البحث عن مصادر أخري.
وتنظر كل الفِرق في كل الأفكار الا الفكرة الوحيدة التي قد تخطر علي البال وهي فكرة الوقوف ولو للحظة ، لا يمضون ولا يذهبون ولا يزيدون من متاعبهم ببذل جهد.اكبر
وأخيراً:
إن كان ثمة بقية شك في أننا قد ضللنا الطريق فإن موقف الناس إزاء السير أن يتدبروا أمرهم يثبت بغاية ما يكون من الوضوح مبلغ ظلالنا من البؤس وضياعنا المخيف..
في حال اختلاط الطرق بك وتوهان أمرك ما بين الوقوف أو المسير، خدلك وقفة يا صديقي ..
القصة التالتة: مجموعة من الشباب لهم مرج تغزوه الحشائش وانفقوا من الجهد والمال للقضاء عليها الكثير
فنصحهم رجل صالح كبير في السن بأن الحشائش لا تجز ولكن تُقتلع من الجذور،، مرت السنوات الطِوال ولم يزل أصحاب المرج يجزون الحشائش دون اقتلاعها من جذورها ولما طفح الكيل بهم قام فيهم شاب صغير يعيد كلام الرجل الصالح بأن الحشائش لا تجز ولكن تُقتلع من الجذور
اقتُطع الكلام من سياقه وقالوا إن الشاب يقول إن الحشاپش لا تجز وسكتوا ورموا التهم بالباطل إلي أن جن جنون الناس وطغت عليهم الحشائش من كل مكان
هذا المثل بالظبط يمثل قول المسيح لا ينبغي أن يقاوم الشر بالشر بل يقتضي مقاومة الشر بالخير لأن كل مقاومة الشر بالشر لا ينتج عنها الا الشر ،، باركوا أعينكم و أحبوا اعداءكم فلا يكونوا لكم عدو، وصلّوا للذين يُسيئون إليكم، أحسنوا الي مبغضيكم
وعلي مر الايام اقتطع الناس الكلام وقالوا لا تقاوموا الشر هذا المَثل الاخير يا سادة.
الخلاصة إن فلسفة الأخلاق مهمة جدا لبناء الحضارات والقائل بأن الفلسفة أكل عليها الدهر وشرب مخطئ ، فما حاجه الأجيال الجديدة بالبحث والنظر فيها ؟ ماذا لو توقف الجيل الجديد عن النظر الي الفلسفة وتعلمها؟
أما في حال وصلت للقراءة إلي هنا يا صديقي فأحب اقولك أنا تعبت لحد ما جمعت البوست دا وقطعاً ملوش علاقة بالسطر الاول اطلاقا دا مجرد جرجرة رجلين مش اكتر عشان تقرأ البوست المهم ده.
كاتبة المقال ايه الباز