المستشار محمد حسن عبدة يكتب :المساكنة والدين والقانون
المولي سبحانه وتعالى وصف الزواج بقوله "ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها" الروم: 21، لتدل على السكن والسكينة، فإن المساكنة المطروحة كبديل للزواج ليس لها أي علاقة بالسكينة، ولا بالسكن إلى شريك تطمئن معه وإليه، وتواجه العالم بعلاقتكم التي ولدت في النور، وحفظ الحقوق بالقانون، بل على العكس تماما من المساكنة المقصود بالمساكنة أن يسكن رجل وامرأة في بيت واحد دون زواج، وباتفاق الطرفين على عدم الإنجاب، فإذا رغبت المرأة في الإنجاب تركها، وإذا حدث حمل تبرأ منه ولم يقبل أن ينسب إليه، وكأن الهدف من المساكنة هو إعادة المرأة إلى عصر الجواري، وحتى هذا العصر الذي كانت تباع فيه النساء وتشترى وتورث أيضا، كان العرب في الجاهلية يعترف بابنه إذا ولدت ويحررها ويتزوجها.
فالمساكنة هي عودة ليس إلى الجاهلية فقط، ولكن عودة إلى ما قبل ذلك. فليس لهذه المرأة الحق في أي شيء لا ميراث ولا نسب أولادها، ولا أي شيء، مجرد علاقة جسدية محرمة خارج مؤسسة الزواج المستفيد منها الوحيد هو الرجل. وإذا سألنا عن حكم الشرع في ذلك فلن تسمع سوى كلمة واحدة مذكورة في كل الكتب السماوية وهي " زنا". والقانون يعاقب على الزنا