بوابة الدولة
الأربعاء 15 مايو 2024 04:06 مـ 7 ذو القعدة 1445 هـ
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرصالح شلبي
مستشار التحريرمحمود نفادي
بوابة الدولة الاخبارية
المحافظ يتابع معدلات الأداء الخطة الإستثمارية 23-24 سامح شكرى: الشعب الفلسطينى يستحق دولة مستقلة ليعيش فى سلام وأمان شكرى: توسيع العمليات العسكرية الإسرائيلية برفح الفلسطينية يزيد كارثية الوضع بحوث القطن: ارتفاع المساحات المنزرعة بالمحصول إلى 130 ألف فدان بالجمهورية مجلس الوزراء: إجراءات حكومية لمواجهة البيع غير القانونى للعقارات بالعملة الأجنبية منظمة الصحة العالمية توافق على لقاح جديد لحمى الضنك الحكومة: زيادة تحويلات المصريين بالخارج والتنازل عن الدولار بالبنوك والصرافة توريد ٥٦٤الف طن قمح لصوامع وشون محافظة الشرقية سامح شكرى: ما يزيد عن 7 أشهر وأغلب الضحايا فى غزة مدنيين من النساء والأطفال غلق مستشفى ومخزن أدوية و تحرير 11محضربنطاق فاقوس والحسينية بالشرقية 14 مليار دولار.. رئيس الوزراء: تسلمنا الدفعة الثانية من صفقة تطوير رأس الحكمة سفير الاتحاد الأوروبى: رئيسة المفوضية تشارك بمؤتمر الاستثمار فى مصر يونيو المقبل

حمدى كسكين يكتب .الداية قصة قصيرة من كتابه :يوميات موطن كحيان

حمدى كسكسن
حمدى كسكسن

الجو ملبد بالغيوم ...ورياح صرصر باردة وعاتية تقتلع ما يعترض طريقها وزخات مطر خفيف تنذر بأن اكتمل لقاح السحب وان السماء في طريقها لالقاء ما في جوف بطنها من امطار

الجو مظلم وملبد بالغيوم وطرقات قريتنا مليئة بالطين وبقايا المطر

كانت قريتنا في ذلك الوقت تغط في سبات نوم عميق

لم تكن الكهرباء وصلت القرية بعد والناس نيام والشوارع لاتسمع فيها لاغية

ف الشتاء في قريتنا له طبيعة أخري لا تسمع في ليله الا نباح الكلاب التي ترتجف اجسادها من شدة البرد ومن قسوة الأمطار وغزارتها

قامت أمي تتحسس مواطن الخلل في سقف منزلنا الطيني الايل للسقوط وقامت معها جدتي التي تحتفظ بخريطة جينية لسقف المنزل الذي لا يستر سكان البيت من صبية صغار او طيور أو ماشية

نتيجة لغزارة المطر ونزوله من السقف المعروش بجذوع نخل خاوية وبعض السدة وجريد النخيل الذي أكل عليه الزمن وشرب كانت جدتي وأمي تؤمن مأوانا من المطر الذي بدأ يخرق حجب السقف متسللا حيث ننام فوق الفرن علي حصر بالية يزداد نزول المطر مخترقا السقف حيث نتكور ملتصقين فوق الفرن نلتمس بعضا من دفئه تضع أمي حلة هنا وتشت هناك وظلت جدتي هي وأمي المسكينة يوزعون أنية مطبخنا المتواضع من اناجر وقروانات وبعض الاواني الفخارية

لتلتقف المطر الذي بدأ ينزل مثل صنابير المياه من سقف البيت المتهالك

كنت طفلا صغيرا يحرك قدميه وسط برك المياه التي غطت أرضية بيتنا الطيني المتواضع وانا ألهو واجري هنا وهناك

غير عابئ ببرد او متحمل مسئولية تأمين صبية صغار لم ينبت لهم زغب ولا ريش بعد

تستشعر أمي مسئولياتها نحو صغارها بعاطفة وغريزة الأمومة وجدتي يعلو صوتها أستر يارب ..أستر يارب

وتنادي جدتي علي أمي لتتكئ أمي متعلقة بذراع جدتي النحيف الذي يشبه عصا الخيزران

وفجأة تنزلق قدم أمي في طين ووحل المطر في وسط منزلنا لتسقط علي ظهرها

تصرخ جدتي ويتعالي صراخها عديها سلم يارب ويزداد أنين إمي وصراخها علي مايبدو أن أمي كانت في حملها في الشهر التاسع وهذه الليلة المشئومة كانت ليلة ميلادها وفقا لحساباتها

تستلقي أمي متوسدة بردعة حمارتنا التي كانت بجوار حمل برسيم كان معد لافطار ماشيتنا صباحا تفرش جدتي لأمي حصيرة بالية من السمار وتضع أمي موضع المتكئة برأسها علي بردعة الحمار وحمل البرسيم

وتنادي جدتي علي والدي الذي كان يؤمن ماشيتنا من عوامل سيول المطر الجارفة بوضع بعض الخيش وبقايا قطع الملابس البالية لتقيها برد الشتاء وتحميها من المطر

وتطلب منه انه يأخذني معه لبيت خضرة الداية لنحضرها لتقوم بدورها في ميلاد أمي

إخرج حافيا ممسكا في جلباب والدي وسيول المطر تنهمر معلنة العصيان عن التوقف

يطرق والدي بيت خضرة الداية بعصاه

تفتح الداية الوقور

ايوه ياعم الحاج خير

تعالي معانا ياحاجة خضرة

أم العيال تزحلقت في الطين والوحل والبيت بينقع وجالها الطلق

حاضر روحوا وانا جايا وراكم

رجعنا للبيت في طريق عودتنا استشعرت السماء ظروفنا القاسية الصعبة وحالة أمي التي لا تسر عدو ولا حبيب

واستشعرت الطبيعة خجلا واستجاب الله لتوسل جدتي ودعاء أمي المسكينة

يتوقف المطر رويدا رويدا الا من زخاته الخفيفة التي تعلن ان شهر طوبة لايحترم صبي ولا عرقوبة

تشعل جدتي الموقد الطين ببعض القطع الخشبية التي كانت إمي قد جهزتها لمثل هذه الظروف وتسخن المياه

وتأتي خضرة الداية تتحسس الطريق وسط الروبة والطين

والوحل الذي يغطي شارعنا بفعل المطر

كان والدي قد أوقد الكلوب الذي احضره معه من احدي سفرياته لليبيا

وتدخل الخالة خضرة الداية تقابلها جدتي بالترحاب

تطمئن أمي بعد ان كانت ترتجف اوصالها ويتصبب عرقها من الم الطلق وضيق الحال وعدم جاهزية طبيعة ليالي الشتاء القاسية والقارسة البرودة والممطرة للولادة

كانت الداية أمرأة خمسينية عفية قوية البنيان مفتولة العضلات ....حلوة الكلام مع غلظة ملامح وجهها وتجهمها تدخل علي أمي وانا اتصور انها عشماوي وقد جاء لينفذ عقوبة الاعدام لإمي المسكينة

تدخل خضرة الداية متهللة مكبرة مطمئنة لامي ببعض الكلمات التي تبعث الطمإنينة وتدخل الفرحة علي قلب أمي

وتخبرها والنبي البطن ده ربنا هيرضيكي ويكرمك ببنت سترة للبيت

وهيفرح قلبك فيها

دقائق معدودات أمتلأ منزلنا علي اخره بالنسوة من أقاربنا ومن الأهل والجيران الكل يجهز مكانا خاليا من الوحل والطين الذي غطي منزلنا علي اخره

النسوة مشغولات بحمل الوحل والطين لخارج الدار وفرش رمل احمر نظيف واعداد مكانا امنا لعملية الولادة

ومجموعة اخري مشغولة بتسخين المياه وحركة دؤوب هنا وهناك وصراخ أمي يتعالي وخضرة الداية تهدئ من روعها وخوفها

وفجأة وبدون مقدمات تتعالي أصوات خضرة الداية وسط التهليل والتكبير للجدات وزغاريد النسوة معلنين استقبال منزلنا لمولودة جديدة

تغطي الفرحة علي كل ارجاء البيت

وسكانه فقد حقق رب العباد أمنية أمي بماكانت تتمناه ورزقت ببنت اخر العنقود بعد خمس من الصبية الذكور

تنفرج اسارير أمي مبتسمة لتغطي علي ألام وتعب الميلاد

يحضر والدي الجدي الماعز الذي كانت أمي قد نذرته لله لو ربنا رزقها ببنوتة ...يحضر والدي الجدي من مربطه ويستل سكينه

ويذبحه ويوزع لحمه علي كل الحضور وفاء لنذر أمي ولان ربنا أتم ميلادها علي خير

تسهر الداية علي راحة إمي وتطلب من النسوة الحضور لف المولودة الضيفة الصغيرة من برد الشتاء القارس وتطالب خضرة الداية من النسوة ان يشعلن النار في المدفأة الطينية

وان يشحتن لها بعض الملابس وتوضغ الصغيرة في الغربال ويؤذن والدي في أذنها بالاذان

وعندما لاح ضؤ الصباح وأتمت الداية عملية الميلاد علي خير

تطلب من أمي ما كانت نذرته لها من نذر

وهو ضكرين بط بلدي وتقسم الداية بأغلظ الايمان انها لن تبرح مكانها الا بجوز ضكورة البط البلدي وتفي جدتي بنذر أمي وترجع الداية محملة بكل ما لذ وطاب مجبورة الخاطر

بما جادت به ظروف بيتنا من عطايا

كانت خضرة الداية قد تلقت دورة تدريبية في مدرسة تمريض الزقازيق في الولادة وكانت خبيرة في فنون الولادة وطرق التوليد .....كانت ناظرة مدرسة تمريض الزقازيق في ذلك الوقت أجنبية أوربية وكانت الحكومة المصرية في ذلك الوقت تعقد دورات تدريبية للداية والقابضة في فنون الولادة وكيفيتها

كانت خضرة الداية تمر علي أمي بين الحين والاخر حتي يوم السبوع فقد كانت حمي الولادة منتشرة في ذلك الوقت مع حمي النفاس وبعض الامراض المستعصية التي تصيب الأمهات في فترة النفاس

وتأتي خضرة الداية يوم السبوع وتإخذ المولودة لتمر من شباك الجامع ( المسجد) عدة اشواط ثم تلف حول ضريح الشيخة سعدة وهو ضريح قريب من منزلنا

ثم يدق بالهون عدة دقات ولابد من تبخير الوالدة

ويتم شحت ملابس جديدة للطفل المولود

والكثير من مراسم السبوع القديمة التي جرفت من ذاكرتي

كان السبوع بسيطا ومتواضعا حبات فول نابت ملضومة في خيط او بعض حبات الفول السوداني وترش السبوع وهو عبارة عن بعض الحبات مما تجود به ارضنا الطيبة

مازالت صورة خضرة الداية ماثلة امام عيناي

كانت داية تتحسس ظروف النسوة الفقراء الغلابة

لم تكن هناك مستشفيات ولا ولادة قيصرية ولاشئ من هذا القبيل نسيت اذكركم ليلة ميلاد أمي كانت في الغيط تؤدي مهام عملها الشاق وجاءت مساء تحمل حمل برسيم فوق راسها وقد أدت روتينها اليومي كما يجب ان يكون وحلبت الماشية وملإت الزير بالماء ثم عشت البهائم واشعلت النار في الفرن ونظفت ظهره وفرشته لننام عليه قبل ان يزمجر شهر طوبة معلنا مطره الغزير

أسعار العملات

متوسط أسعار السوق بالجنيه المصرى15 مايو 2024

العملة شراء بيع
دولار أمريكى 46.8003 46.8989
يورو 50.6519 50.7774
جنيه إسترلينى 58.9964 59.1535
فرنك سويسرى 51.6731 51.8048
100 ين يابانى 30.0638 30.1329
ريال سعودى 12.4784 12.5054
دينار كويتى 152.2357 152.7202
درهم اماراتى 12.7414 12.7689
اليوان الصينى 6.4792 6.4934

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار الأسعار بالجنيه المصري
عيار 24 بيع 3,537 شراء 3,560
عيار 22 بيع 3,242 شراء 3,263
عيار 21 بيع 3,095 شراء 3,115
عيار 18 بيع 2,653 شراء 2,670
الاونصة بيع 110,005 شراء 110,716
الجنيه الذهب بيع 24,760 شراء 24,920
الكيلو بيع 3,537,143 شراء 3,560,000
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى