جوتيريش: عدد الضحايا في غزة يظهِر خطأ في العملية العسكرية الإسرائيلية
قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، أمس الأربعاء، إن عدد المدنيين الذين استُشهدوا في قطاع غزة يُظهِر أن هناك خطأ ما بشكل واضح في العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة، بحسب ما نقلته وكالة "رويترز".
وتعهدت إسرائيل بالقضاء على فصائل المقاومة الفلسطينية بعد عملية طوفان الأقصى التي قُتل فيها نحو 1400 شخص، واحتجزوا أكثر من 240 آخرين، وتواصل منذ ذلك الحين عدوانها البري والبحري والجوي على القطاع المحاصر، وفقا لـ «القاهرة الإخبارية».
وأضاف "جوتيريش" أن عندما ينظر المرء إلى عدد المدنيين ضحايا العمليات العسكرية، يتضح بالضرورة وجود خطأ ما".
وقال مسئولون فلسطينيون إن 10569 شخصًا استُشهدوا حتى الآن، 40% منهم أطفال.
ولم ترد بعثة الاحتلال الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة على الفور على طلب للتعليق على تصريحات جوتيريش، وتقول إسرائيل إنها تستهدف الفصائل وليس المدنيين، زاعمة أن الأخيرة تستخدم المدنيين دروعًا بشرية.
احتياجات مأسوية
وقال جوتيريش "من المهم أيضًا أن نجعل إسرائيل تدرك أنه ليس من مصلحتها ظهور صورة يومية رهيبة عن الاحتياجات الإنسانية المأسوية للشعب الفلسطيني... هذا لا يدعم إسرائيل أمام الرأي العام العالمي".
وقارن جوتيريش بين عدد الأطفال الذين استُشهدوا في غزة وعدد القتلى من الأطفال في الصراعات بأنحاء العالم والتي يقدم الأمين العام تقارير عنها سنويًا إلى مجلس الأمن الدولي التابع للمنظمة الدولية.
وقال يوم الاثنين إن غزة أصبحت "مقبرة للأطفال".
وأضاف: "في كل عام، يصل الحد الأقصى لعدد الأطفال الذين يقتلون، على يد أي من الأطراف الفاعلة في جميع الصراعات التي نشهدها، إلى مئات".
وأردف: "لدينا في غزة آلاف القتلى من الأطفال خلال أيام قليلة، وهو ما يعني وجود خطأ واضح في أسلوب تنفيذ العمليات العسكرية".
ويتضمن تقرير الأمم المتحدة عن الأطفال والصراعات المسلحة قائمة تهدف إلى فضح أطراف الصراعات على أمل دفعها إلى تنفيذ تدابير لحماية الأطفال، وهذا الأمر مثير للجدل منذ فترة طويلة، وقال دبلوماسيون إن إسرائيل مارست في السنوات الماضية ضغوطًا في محاولة لرفعها من هذه القائمة.
وفي يونيو، أضاف جوتيريش القوات المسلحة الروسية إلى قائمة مرتكبي الجرائم في التقرير، بعد أن تحققت الأمم المتحدة من أنها قتلت 136 طفلًا في أوكرانيا خلال عام 2022.
ومن المقرر أن يصدر التقرير التالي في منتصف العام المقبل.
احتياجات هائلة
وصف جوتيريش الوضع الإنساني في غزة بأنه "كارثي"، وهو يضغط من أجل وقف إطلاق النار لأغراض إنسانية من أجل السماح بإيصال مساعدات الإغاثة إلى غزة. وقال أيضا إن 92 شخصًا يعملون مع وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة (أونروا) استُشهدوا في غزة.
وأضاف: "من الضروري تمامًا، من الضروري تمامًا، أن يكون هناك تدفق للمساعدات الإنسانية إلى غزة يلبي الاحتياجات الهائلة للسكان".
وتعكف الأمم المتحدة على العمل لتعزيز وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة، وأوضح جوتيريش أنه على مدى الأيام الـ18 الماضية لم يدخل معبر رفح الحدودي من مصر سوى 630 شاحنة. وتريد الأمم المتحدة أيضًا أن تتمكن من استخدام معبر كرم أبو سالم الحدودي الذي تسيطر عليه إسرائيل.
وقال جوتيريش: "نجري مفاوضات مكثفة مع إسرائيل والولايات المتحدة ومصر كي نضمن توافر مساعدات إنسانية فعالة لغزة... حتى الآن هي قليلة جدًا ومتأخرة جدًا".
وفيما يتعلق بما سيحدث في غزة بعد انتهاء القتال، أوضح جوتيريش فيما وصفه بأنه "أفضل سيناريو"، أنه "يتعشم أن تتولى سلطة فلسطينية يعاد إحياؤها" السيطرة السياسية.
وأقرّ جوتيريش بضرورة أن تكون هناك فترة انتقالية يتم التفاوض عليها مع الفلسطينيين وإسرائيل، ووصف الحديث عن قوة محتملة لحفظ السلام تابعة للأمم المتحدة بأنه "سابق لأوانه"، قائلًا إن مثل هذه الخطوة لم تتم مناقشتها في المنظمة الدولية.
وقال: "يمكن لكيانات عديدة أن تلعب دورًا.. يمكن للأمم المتحدة أن تلعب دورا.. يمكن لعدة دول ذات صلة بالمنطقة أن تؤدي دورًا.. يمكن للولايات المتحدة أن تلعب دورا"، مضيفًا أنه يتعين أن يكون ذلك نقطة البداية "لمفاوضات جادة لحل الدولتين"، تنشأ بموجبها دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل.