معلومات الوزراء: توقعات بمساهمة شبكات الجيل الخامس بـ13.1 تريليون دولار فى 2035
أصدر مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، تحليلاً تناول خلاله تكنولوجيا شبكات الجيل الخامس، مشيراً إلى أن أول ما يأتي إلى ذهن الكثيرين عند الحديث عن شبكات الجيل الخامس هو سرعة الإنترنت الفائقة، والتنزيلات السريعة، وتصفُّح صفحات الويب بصورة سريعة، حيث تعتبر السرعة واحدة من الميزات التي توفرها تكنولوجيا شبكات الجيل الخامس، إذ تتميز شبكات الجيل الخامس بأنها التكنولوجيا التي ستغير العالم؛ لما لها من إمكانات اقتصادية ستعود بمكاسب على الاقتصاد العالمي، وعلى الرغم من أهميتها الاقتصادية وتوجُّه العالم نحوها، فإن لديها مخاطر محتملة يمكن أن تؤثر في المدى البعيد، وهو ما يجب أخذه أيضاً في الاعتبار وتفاديه.
وأوضح التحليل أن شبكة الجيل الخامس تُعَد معيارًا لاسلكيًّا عالميًّا جديدًا بعد شبكات الجيل الأول والثاني والثالث والرابع، حيث تتيح هذه التقنية نوعًا جديدًا من الشبكات المصممة لربط كل شيء معًا بما في ذلك الأجهزة، والأشياء، والآلات، ومع طرح تقنية (G5) -الجيل القادم من اتصال الهاتف المحمول- في السنوات المقبلة، فإنها ستخلق قيمة في العديد من الصناعات وللمجتمع ككل.
وتُظهِر الاستخدامات المبتكرة للتكنولوجيا نتائج واعدة في مجموعة واسعة من البيئات: المستشفيات المجهزة بأجهزة الجيل الخامس التي تتيح مراقبة المرضى عن بُعد، وسيارات الإسعاف الذكية التي تتواصل مع الأطباء في الوقت الفعلي، والمحافظ الرقمية التي تربط الهواتف والأجهزة الأخرى لإنشاء معاملات مالية سلسة، والمصانع التي تدعم تقنية الجيل الخامس والتي يمكن من خلالها الحفاظ على الاتصالات بين أجهزة استشعار أكثر من أي وقت مضى، هذا إلى جانب تقديم ما يصل إلى 100 ضعف للسرعة، و1000 ضعف من سعة شبكات الهاتف المحمول الحالية، وستوفر تقنية (G5) موثوقية فائقة وزمن وصول منخفضًا، وستقلل استخدام الطاقة، وستتيح اتصالًا هائلًا داخل المباني وخارجها، وستصير النتيجة أن النطاق العريض لن يكون فائق السرعة فحسب، بل سيكون موجودًا في كل مكان، علاوة على ذلك، عندما يتم استخدام الجيل الخامس بالاشتراك مع الذكاء الاصطناعي، والواقع الممتد (XR)، والحوسبة الطرفية، وإنترنت الأشياء (IoT)، فإنها ستمكِّن قطاع الأعمال والمجتمع من تحقيق الفوائد الكاملة لهذه التطورات التكنولوجية الأخرى.
واستعرض التحليل المجالات المختلفة المستخدمة لشبكات الجيل الخامس (G5) ومنها؛ المستهلك، والسلامة العامة، الثورة الصناعية الرابعة، الصحة الإلكترونية، المركبات المتصلة، النطاق العريض للهاتف المحمول، الوصول اللاسلكي الثابت، اللوجستية والتتبع، شبكات الاستشعار.
وأوضح مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار في تحليله أنه وفقًا لتقديرات (IHS Markit) في عام 2020، تعمل تكنولوجيا الجيل الخامس على دفع النمو العالمي، عبر تمكين مجموعة واسعة من الصناعات؛ حيث من المتوقع أن تساهم تلك التكنولوجيا بنحو 13.1 تريليون دولار أمريكي من الناتج الاقتصادي العالمي في عام 2035، وستوفر 22.8 مليون فرصة عمل جديدة تدعم سلسلة القيمة، بالإضافة إلى ارتفاع مؤشر النفقات الرأسمالية العالمية لشبكات الجيل الخامس والبحث والتطوير بنسبة 10.8% عن توقعات العام الماضي لتصل إلى 265 مليار دولار سنويًّا في عام 2035. وهذا التأثير أكبر بكثير من أجيال الشبكات السابقة.
كما أشارت دراسة أجرتها مؤسسة (Oxford Economics) في مارس 2023 إلى أنه بإمكان تكنولوجيا شبكات الجيل الخامس زيادة الإنتاجية للشركات من خلال دعم المرونة وتحقيق وفورات في التكلفة والوقت، وستستمر في القيام بذلك في السنوات القادمة، فعلى سبيل المثال، يتوقع بنسبة (78%) من مديري الأعمال الذين شملهم الاستطلاع في هذه الدراسة أن تعمل تكنولوجيا شبكات الجيل الخامس على تعزيز الإنتاجية من خلال تسريع وتيرة الأتمتة لمعالجة نقص العمالة، كما أوضحت الدراسة بأنه من المتوقع أن تساهم تكنولوجيا شبكات الجيل الخامس بـ (1.1%) في الناتج المحلي الإجمالي العالمي عام 2030 من خلال زيادة الإنتاجية التي تتحقق عن طريق الخدمات، والتطبيقات الجديدة، ونماذج الأعمال التي يتم تسهيلها من خلال تحسينات السرعة، وزمن الوصول، وسعة المرور في شبكات الجيل الخامس.
وأكد التحليل أنه يمكن أن يؤدي استكمال قدرات الجيل الخامس للنطاق المتوسط باستخدام طيف الموجات المليمترية (mmWave) إلى تعظيم فوائد الإنتاجية بشكل كبير؛ إذ من المتوقع أن يساهم الاستخدام المشترك للنطاق المتوسط وطيف الموجات المليمترية بـ (1.7%) في الناتج المحلي الإجمالي العالمي في عام 2030. وهذا يشير إلى أن تعزيز الناتج المحلي الإجمالي من خلال ما تتيحه شبكات الجيل الخامس باستخدام طيف الموجات المليمترية يشكل ما يقرب من 10% من الزيادة في الناتج المحلي الإجمالي العالمي بين عامي 2022 و2030.
وأوضح التحليل أنه وفقًا لبيانات شركة (VIAVI Solutions)، -واعتبارًا من أبريل 2023-، كان الوصول إلى شبكات الجيل الخامس (G5) متاحًا في 2497 مدينة في 92 دولة حول العالم؛ حيث سجلت منطقتا "أوروبا" و"الشرق الأوسط وأفريقيا" 1015 مدينة بها شبكات الجيل الخامس، تليهم منطقة آسيا والمحيط الهادئ بـ 782 مدينة، ثم الأمريكتان بـ 700 مدينة. وعلى مستوى العالم، فقد تصدرت الولايات المتحدة الأمريكية قائمة الدول في الوصول إلى شبكات الجيل الخامس (G5) بـ 503 مدن، تليها الصين بـ 356 مدينة، ثم فنلندا بـ 137 مدينة.
كما أنه وفقًا لأحدث البيانات من قاعدة بيانات (GlobalComms) التابعة لشركة (TeleGeography)، واعتبارًا من مارس 2023، يتم تقديم خدمات (G5) التجارية لـ 18 دولة في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، وهذا يشمل 8 دول في الشرق الأوسط و10 دول في إفريقيا.
وأشار التحليل إلى ما أظهرته البيانات بأن الإمارات العربية المتحدة تقود الطريق في تقديم خدمات (G5)؛ حيث قدمت شركة "اتصالات" في دولة الإمارات العربية المتحدة أول خدمة تجارية كاملة للهاتف المحمول (G5) في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا في مايو 2019، وبحلول فبراير 2023، خدمت شبكة الجيل الخامس بدولة الإمارات العربية المتحدة، جميع المناطق الحضرية والطرق السريعة المتصلة، بتغطية سكانية بلغت 97%.
وهذا بالإضافة إلى وجود موجة من إطلاق شبكات الجيل الخامس في أفريقيا عام 2022، حيث تم تقديم الخدمات إلى بوتسوانا وزيمبابوي في فبراير، وريونيون في يونيو، ونيجيريا وتنزانيا في سبتمبر، وزامبيا في نوفمبر.
وقد أبرز التحليل أن عدد مستخدمي شبكات الجيل الخامس في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، قد بلغ نحو 31.4 مليون مستخدم لشبكة (G5)، وأظهرت البيانات أن المملكة العربية السعودية تضم أكبر عدد من مستخدمي الجيل الخامس بأكثر من 11.2 مليون مشترك في نهاية عام 2022، وتليها جنوب أفريقيا التي احتلت المركز الثاني بما يقدر بـ 5 مليون مشترك ثم الإمارات بـ 3.5 مليون مشترك.
وأكد التحليل أن هناك الكثير الذي ننتظره من تكنولوجيا شبكات الجيل الخامس، نظرًا لإمكاناتها الاقتصادية، والتي من الممكن أن تسرع وتيرة تحقيق أهداف التنمية المستدامة، بدءًا من توفير طاقة نظيفة بأسعار معقولة وصولًا إلى القضاء التام على الجوع. ولكن لن يتحقق هذا في وقت قصير، بل سيأخذ الأمر إلى عدة سنوات لتوافرها حتى تصل إلى كل دول العالم.