حقوق الإنسان بالشيوخ: الجزر المعنزلة بين الوزرات وعدم السيطرة علي الدراما وراء تفشي ظاهرة الإدمان .. والقضية أمن قومي (صور)
حذرت لجنة حقوق الانسان والتضامن بمجلس الشيوخ، خلال إجتماعها مساء اليوم، برئاسة النائب محمد هيبة، وبحضور اللواء الدكتور محمد درويش المستشار السياسى لوزيرة التضامن الاجتماعى من عدم توحيد الجهود بين الوزارات المعنية للقضاء على مكافحة الإدمان والتي أعتبرتها قضية أمن قومى للحفاظ على أجيال المستقبل من الشباب .
وأكدت مناقشات اللجنة، أن علاج ظاهرة الادمان التى وصل أعداها الى 6 مليون نسمة تحتاج الى القضاء على الجزر المنعزلة بين الوزرات المعنية بهذة القضية التى تهدد الامن القومى.
وأعلن النائب محمد هيبة رئيس اللجنة على ضرورة عقد اجتماع عاجل مع صناع الدراما وكبار المؤلفين والمخرجيين لوضع تصور لمواجهة الاعمال الدرامية التي تجعل من البطل مدمناً للحشيش ، أو تاجراً حققق ثروات مالية هائلة من تجارتة .
وفجر الدكتور عصام عزوز رئيس الإدارة المركزية للرعاية الطبية بالهيئة الوطنية للإعلام، مفاجئة من العيار الثقيل ، بإن الهيئة الوطنية للإعلام ليس لها أي سلطة على الاعمال الدرامية والاعلانات التي تقدم من خلال القنوات الفضائية المملوكة للقطاع الخاص والتى تحمل بعض الاعمال الدرامية الممنوعة طبقاً للاكواد الأخلاقية سواء كانت تعاطى المخدرات ، أو الاتجار فيها، أوتدخين السجائر، مشيراً الى أنهم مسئوليين فقط عما يتم بثة في التلفزيون المصرى والإذاعة، قائلا: للأسف نحن غير قادرون على الاعلام الخاص والقنوات الفضائية الخاصة التي لا تلتزم بالاكواد الأخلاقية.
وأكد " عزوز " إن المسئول عن القنوات الفضائية الخاصة هو المجلس الأعلى لتنظيم الاعلام الذى من حقة حذف مشاهد تعاطى المخدرات أو الاتجار فيها أو وقف العمل وإحالة القائمين علية للتحقيق وفرض غرامات مالية .
وقال " عزوز" نحن أمام قضية خطيرة خاصة وأن 72% من الشباب يتجهون للادمان أو تجارة المخدرات ، أو تدخين السجائر من خلال الاعمال الدرامية التي تظهر هذه الظاهرة الخطيرة .
وأكد " عزوز " إن دورنا داخل الهيئة الوطنية للاعلام هو التوعية من مخاطر الإدمان والاتجار فيها ولنا دور وطنى وقومى ، ونطالب من أعضاء لجنة حقوق الانسان والتضامن دعماً ومساندة بأن يكون لنا دور رقابى على القنوات الفضائية الخاصة والسوشيال ميديا، خاصة مع أقتراب شهر رمضان الذى تزيد فية الاعمال الدرامية.
ودعا " عزوز " صناع الدراما المصرية بأن يراعوا المحتوى الدرامى وشبابنا ، بأن يكون للمشهد أثر إجتماعى إيجابى حيث تشكل الدراما وجدان المشاهد، وتحديداً الأطفال والشباب، بما تسببه من تدمير للقيم الإيجابية ونشر ثقافة العنف وتجاوز القانون.
ودعا الدكتور عمرو عثمان مساعد وزيرة التضامن الاجتماعى ومدير صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي ،صناع الدراما بأن يعوا بإن أعمالهم تدخل البيوت وتؤثر في الأسرة وكل الأجيال، كما أن الدراما لها تأثير كبير في البنية العقلية لغير المتعلمين .
وقال " عثمان " الدراما سلاح ذو حدين، إما أن تقتل وتدمر وتحبط، وإما أن تبني وترسخ القيم الأخلاقية السليمة، وعلى صناع الدراما من كتاب ومخرجين ومنتجين قبل الفنانين أن يعوا خطورة ما يقدمونه خاصة في ظروف مجتمع يحارب من الخارج ويتعرض لإعلام مدمر من الخارج، ودور الفن هنا يجب أن يكون أشبه بمضاد حيوي يقاوم تلك الفيروسات المدمرة، وعليه أن يلطف وينقي وينعش القيم الإيجابية.
وقال " عثمان " ما نشاهدة في الدراما يتجاوز العنف الموجود في الواقع بشكل كبير بما يؤثر سلبياً في الأطفال والكبار أيضاً، مضيفاً: حتى لو أن هناك عنفاً في الواقع، فإن على مؤلف الدراما أن يقننه ويرشّده من منطلق المسؤولية الاجتماعية للمبدع، ولو أن المؤلف والمخرج والمنتج أدركوا أن ما يقدمونه سيراه أبناءهم، لأدركوا خطورة الأمر، ولا يكون الهمّ والهدف هو تحقيق أعلى نسبة مشاهدة، لأن الأفلام الإباحية تحقق أيضاً نسب مشاهدة عالية، فهل نبررها؟!
وطالب " عثمان " ، بضرورة تكثيف الإعلانات التي تواجة قضايا الإدمان والاتجار في المخدرات والتي تحتاج الى أموال طائلة بأن تكون مجانية ،وان يتضمن شريط الاخبار في القنوات الفضائية الخاصة والحكومية رقم الخط الساخن الذى يستخدمة سنوياً 170 ألف مريض ونشير فية إن العلاج مجانى وسرى.
وأوضح " عثمان " إن حملة " أنت أقوى من المخدرات " التي أطلقها صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطى بجمهورية مصر العربية قد ساهمت في زيادة الطلب على العلاج من الإدمان 400% من خلال الخط الساخن " 16023” وشاهدها ما يقرب من "186 مليون مشاهد" بشكل تراكمي على مدار الـ 7 سنوات الماضية، كما أن الحملة أحدثت صدى أيضا على المستوى الدولي ،حيث تم عرضها كأحد قصص النجاح فى المؤتمر الدولى لمكتب الأمم المتحدة المعني بالجريمة والمخدرات بنيروبي 2017 وفينا 2020 ، ووصفتها هيئة الأمن العام فى الصين أحد أهم الحملات المؤثرة فى مجال الوقاية من المخدرات فى العقد الماضي وتم ترجمتها لخمس لغات وإذاعتها ، كما اهتمت المحطات الإخبارية العالمية BBC – CNN ووكالة الأنباء الصينية بتغطية تلك الحملات، كما حصلت الحملات على المركز الثالث على المستوى الدولي فى مسابقة دبى للأعمال الإبداعية.
ودعا " عثمان "الى إنشاء منصة إلكترونية تستهدف الوقاية من الإدمان من خلال تدريب وتأهيل كوادر شبابية في مجال الصحة النفسية والإدمان وتطوير مناهج الوقاية مبنية على الأدلة العلمية وابتكار أساليب للتوعية بخطر استخدام المخدرات لمختلف الفئات المعرضة للخطر ووضع آليات فعالة للتعامل مع الرسائل السلبية التي تروج للمخدرات عبر الإنترنت بالإضافة إلى تبنى سياسات للإبلاغ عن المحتوى غير القانوني لافتا الى ان نتائج المرصد الإعلامي لصندوق مكافحة وعلاج الإدمان حققت نجاحا كبيرا في تطور مشاهد التدخين وتعاطى المواد المخدرة في الدراما المصرية على مدار السنوات الماضية ،حيث انخفضت نسبة التدخين الى 2.9% بعدما كانت 13% عام 2017 ، أيضا انخفاض نسبة التعاطي إلى 0.5% بدلا من 4%.
كما دعا " عثمان " الى ضرورة مشاركة القطاع الخاص والجمعيات الاهلية في مواجهة ومكافحة الإدمان والمخدرات قائلاً إذا أنتظرنا بأن تكون الدولة " ماما وبابا " لن نستطيع مواجهة هذه الظاهرة الخطيرة .
ونوة " عثمان" الى إننا نواجة أزمة كبيرة بسبب تراخيص مراكز الإدمان ، ولابد من إيجاد حلول سريعة لمنح تلك التراخيص بكل سهولة ، كما إننا نحتاج الى قانون لعلاج الإدمان.
وقال النائب أحمد فتحى وكيل لجنة التضامن بمجلس النواب ، أن الواقع محزن وزيارتنا للعديد من المصحات النفسية أكدت إننا في أزمة لن يرضى عنها الدكتور خالد عبد الغفار وزير الصحة لذك تقدمت بمشروع قانون بتنظيم عمل مصحات علاج الإدمان غير الحكومية خاصة و أن علاج التعاطي والإدمان قضية قومية، لما ينتج عن الإدمان من آثار اجتماعية واقتصادية على الفرد والمجتمع وعليه يجب التحرك لإقرار قانون أكثر إتاحة وتيسير وشمول لمساعدة كافة الأطراف المعنية في منظومة العلاج وحوكمة الترخيص والرقابة علي مصحات علاج الإدمان غير الحكومية وإعادة النظر في شروط تراخيص مصحات علاج الإدمان والرقابة عليها.
وقالت النائبة رشا إسحاق أمينة سر اللجنة إننا نريد مصر بلا إدمان ، لإننا أمام قضية تؤثر على المجمتع والاجيال القادمةوتؤثر علينا إقتصاديا ، قائلة نحن أمام قضية أمن قومى تحتاج الى أفكار إبداعية .
وطالبت " إسحاق " من وزارة الصحة بأن تتعامل مع مراكز الادمان بطريقة ميسرة وتعطيها فرصة لتوفيق أوضاعها بشرط وجود المعايير المطلوبة لها ،بدلاً من إغلاقها حتى نستطيع إستيعاب مرضى الادمان فى تلك الاماكن .
وإنتقدت " إسحاق" دور الاعلام فى مواجهة هذة القضية الخطيرة قائلة نحن محبطين من دور الاعلام ووزارة الاتصالات أيضاً، مشيرة الى إن دور الاعلام رهام في توعية الشباب بخطورة هذه المشكلة وضررها الهائل على المجتمع والأسرة والفرد، كما يبرز دور الإعلام في الحد من النماذج السلبية التي تقوم بها الدراما والتي تسبب في انتشار هذه الظاهرة .