عرض فيلم ”The Girl with the Needle” بمهرجان كان
شهد مسرح جراند لوميير، أمس الأربعاء، العرض العالمي الأول للفيلم الدنماركي السويدي "The Girl with the Needle"، للمخرج ماجنوس فون هورن، ضمن فعاليات مهرجان كان السينمائي الدولي، والذي وصفه النقاد بالعمل السودوي القاسي، والمستوحى من القصة الحقيقية لـ "داجمار أوفرباي" التي قتلت عددًا كبيرًا من الأطفال المولودين، خارج إطار الزواج في كوبنهاجن.
تدور أحداث الفيلم حول كارولين، عاملة مصنع شابة، تكافح من أجل البقاء في كوبنهاجن بعد أن ذهب زوجها للحرب العالمية الأولى، عندما تجد نفسها عاطلة عن العمل ومهجورة من قبل أحد الرجال الأثرياء وحامل، تلتقي بداجمار، وهي امرأة جذابة تدير وكالة تبني سرية وتساعد الأمهات في العثور على دور رعاية لأطفالهن غير المرغوب فيهم مع عدم وجود مكان آخر تلجأ إليه، تتولى كارولين دورها كممرضة وتتشكل علاقة قوية بين المرأتين، لكن عالم كارولين يتحطم عندما تدرك تواطؤها في مشروع إجرامي قاسي.
حالة المعاناة التي تجعل تجربة مشاهدة الفيلم قاسية - كما وصفها الناقد جاي لودج في مراجعته بموقع "فارايتي" - يعضدها الكاتب في سطوره بوصفه أن"النساء مثل كارولين لا يسقطن من تلقاء أنفسهن، بل يتم إسقاطهم من ارتفاع كبير من قبل النظام الأبوي الحاكم الذي لا يهتم حتى بمشاهدتهم وهم يتناثرون. هذا الهبوط غير الطوعي، ليس فقط إلى مزراب متسخ، بل إلى عالم سفلي قريب من جحيم القسوة البشرية... حيث يتم الكشف عن المجتمع باعتباره الوحش الحقيقي".
وعبر الناقد جو أوتيتشي، في مراجعته عن إعجابه بعمل فون هورن وشريكه في الكتابة لاين لانجيبك، وقال أنهما "نجحا في تحقيق التوازن بين حقيقة هذه القصة وخيالها الملهم، نظرًا لأن حقائق هذه القصة صارخة للغاية... كما أن التصوير السينمائي الفخم بالأبيض والأسود يجعل الفيلم يبدو بطريقة ما وكأنه روائي وتسجيلي، وهذا التأرجح الدقيق بين النقيضين نراه بوضوح على طول مراحل الفيلم".
أما الناقدة ليزلي فيلبرين، فقالت": "كان من الممكن أن يكون الأمر برمته واقعيًا للغاية بحيث لا يمكن التعامل معه لولا حقيقة أن الفيلم ينتهي بملاحظة مليئة بالأمل، حيث تتم معاقبة الشخصيات الأكثر شرًا على خطاياهم ومنح الطيبين فرصة ثانية. إنها بلا شك نهاية خيالية، لكنها من النوع الذي نحتاجه هذه الأيام".
وأضافت فيلبرين، أن تقنيات الصورة في الفيلم، الذي جاء بالأبيض والأسود، وباستخدام نسبة 3:2 الضيقة للمصور السينمائي ميشال ديميك - الذي أنجز مؤخرًا فيلم "EO" - جعلت العمل يتمتع بالتوازن المسكون والمخيف للصور العتيقة، وهي جمالية ستسعد السينمائيين والمشاهدين؛ ولكنها قد تجعل من الصعب بيعه تجاريًا، خاصة في ظل كآبة الموضوع.
وبعدما وصفته في مراجعتها بـ"السرد القصصي الغني"، وصفت الناقدة صوفي كوفمان في مقالها الفيلم "بأنه أشبه بتتبع بطلة في شبه رحلة سقوط حر، لا يدعمها مجتمع ذو رؤية ضيقة لمكانة المرأة، وغالبًا ما تتم معاقبة النساء في هذا النوع من القصص بوحشية بسبب جرأتهن على إظهار استقلاليتهن.
وأضافت كوفمان، إن "المفارقة الدرامية بين العالم الذي تعتقد كارولين أنها تعيش فيه والعالم الذي يصوره الفيلم حادة ولكنها تبتعد عن السادية الصريحة وغالبًا ما تفسد توقعاتنا".
وعن الأداء اللافت للنظر التي قدمته بطلة الفيلم، قالت فيونوالا هاليجان": "كارمن سون (كارولين) على وجه الخصوص، تقدم مثل هذا الأداء الدقيق لفتاة غير متعلمة ليس لديها خيارات ولا مستقبل يتجاوز ما يمكنها نحته بأظافرها، يُظهر وجهها مشاعر يأس وبراءة ويأسًا، وذكاءً وغباءً، وكلها تتطاير مثل السحب المتكدسة فوق مداخن كوبنهاجن. وهذا ما يجعلها بالتأكيد المرشحة الأولى لأفضل ممثلة في مهرجان كان هذا العام".