الراحل فيصل ندا .. صاحب السبق في عمل مسلسل من 30 حلقة
رحل عن عالمنا اليوم المؤلف والسيناريست الكبير فيصل ندا،عن عمر يناهز 81 عاما.
ويعد الراحل فيصل ندا، علامة بارزة في أبناء جيله، فمعظم المنتمين للجيل الذهبي يميل إلى لون معين في الكتابة، فيعرف عن أسامة أنور عكاشة ميله للدراما التليفزيونية، والراحل وحيد حامد ميله للسينما، والكاتب محفوظ عبدالرحمن اكتشب شهرته من المسرح، أما فيصل ندا فهو متعدد المجالات، فكتب للسينما والمسرح والتليفزيون والإذاعة، وحقق فيها جميعا نجاحات كبيرة، فلا يمكن حسابه على مجال بعينه، رغم أنه المؤلف الوحيد الذي احتل اسمه على واجهة مسرح كبير، عرف لسنوات باسم "مسرح فيصل ندا"، وقدم على خشبته العديد من العروض المسرحية، رافعا شعار "مسرح لا تخجل منه الأسرة".
لمن لا يعرفه من هو فيصل ندا؟
فيصل ندا كاتب وسيناريست، ولد بحى عابدين بالقاهرة عام 1940، تخرج فى المدرسة الإبراهيمية بجاردن سيتى، بعدها التحق بكلية التجارة جامعة القاهرة قسم المحاسبة، وتخرج فيها عام 1963، التحق بفريق التمثيل بالجامعة، وعقب تخرجه عمل بوزارة المالية، فلم ترض طموحه وأحلامه الفنية التى بدأها منذ كان بالكلية عبر كتابته المسرحية فكتب أول مسلسل تلفزيونى وتمكن عبره من إنشاء أسس وقواعد كتابة المسلسل التليفزيونى، ومن خلاله اشتهر العديد من نجوم الفن، وساهم فى دفع عجلة الإنتاج السينمائي منذ عام 1968 وفى عام 1974 عاد للكتابة المسرحية كما خاض تجربة التأليف الإذاعي وحقق نجاحا كبيرا.
النجاحات الذي حققها فيصل ندا؟
يحسب للمؤلف الراحل فيصل ندا، أنه صاحب السبق في عمل مسلسل من 30 حلقة، في وقت كان التليفزيون المصري يكتفي بعمل سهرات تليفزيونية فقط، لكنه حمل في جعبته سيناريو من 30 حلقة لمسلسل مأخوذ عن قصة قصيرة للكاتب الراحل ثروت أباظة، وذهب لرقابة التمثيليات التي أبدت انزعاجها الشديد من هذا الحجم الهائل للسيناريو، وطلبوا منه تحويل العمل لـ"سهرة"، لكنه رفض، وكاد الحلم أن ينتهي لولا تولى نور الدمرداش مسؤولية مراقبة التمثيليات وتحمس للتجربة وقرر أن يخوضها، وتم ترشيح ملك الترسو فريد شوقي، الذي تحمس في البداية، لكن خشي الدخول في هذه التجربة الغريبة، ليرشح "الدمرداش" الوجه الجديد عبدالله غيث، الذي أصبح نجما معروفا بسبب هذا المسلسل، بعد تحقيقه نجاحا هائلا.
اخبار قد تهمك :
نعى دلال عبد العزيز .. أخر ما كتب فيصل ندا على صفحته بالفيس بوك اضغط هنا
تشييع جثمان فيصل ندا من مسجد مصطفى محمود وسط غياب تام لأهل الفن اضغط هنا
يعد فيصل ندا واحدا من القلائل الذين آثروا البقاء والعمل في مصر بعد نكسة 1967، وهي الفترة التي شهدت هجرة كثير من الفنانين للعمل ببيروت، لكنه استغل هذا النزوح لصالحه بعد أن خلت الساحة أمامه، وقدم عددا من الأعمال، منها فيلم "المساجين الثلاثة".
رغم كبر سن فيصل ندا، إلا أن الزمن لم يقف عنده، بل كان حريصا على مواكبة العصر، ويعد من القلائل المنتمين للجيل الذهبي للدراما في التعامل مع التكنولوجيا الحديثة، وكان له حساب نشيط على موقع التواصل الاجتماعي" فيسبوك"، يحرص من خلاله على التواصل مع جمهوره ومحبيه، والتعبير عن ألمه لفقدان عزيز، وآخر منشوراته كان خاص بتقديم واجب العزاء لأسرة الفنانة الراحلة دلال عبدالعزيز.
قائمة أعمال فيصل ندا طويلة تضم العشرات من الأعمال الناجحة، بداية من مسرحية "المتزوجون"، ومرورا بأعمال مثل فيلم "يا رب ولد"، ومسلسل "أهلا بالسكان"، وآخر أعمال المسلسل الإذاعي "هارب من عش الزوجية" إنتاج 2018، الذي لعب بطولته كل من حسن الرداد وسهر الصايغ وسليمان عيد.