الذكر هو من يلد ويرعى الصغار.. الدور المقلوب في حياة فرس البحر
فرس البحر من أغرب الكائنات البحرية المهددة بالانقراض يعيش غالبا في المياه الاستوائية والمتوسطة الضحلة يتنفس من خياشيمه كما يمتلك كيس هوائي للعوم ويتميز بامتلاكه صفائح عظمية تحميه من الحيوانات المفترسة وفم شبيه بفم الفرس يصطاد به القشريات الصغيرة وذيل يسمح له بالتشبث بالمرجان والأعشاب البحرية كما يمكنه تغيير لونه للتخفي من أعدائه.
ويعود سبب وصفه بأنه غريب الأطوار لامتلاكه ظواهر فريدة في عالم مملكة الحيوان أولها أن الذكر هو الذي يحمل ويضع الصغار وليست الأنثى فبدلا من نمو جنين فرس البحر في بطون الأمهات داخل الرحم تحمل الذكور الأجنة في كيس يشبه إلى حد ما كيس الكنغر فأولا يقوم فرس البحر بالتزاوج من خلال رقص الذكور والإناث حول بعضهم البعض ويعد الرقص والذي قد يستمر لعدة أيام قبل أن يحدث الزواج الفعلي أساس للتأكد من انهم منجذبين لبعضهم
وبعد التأكد تسبح إناث فرس البحر نحو سطح الماء ويتبعها الذكور لتنتهي بذلك مهمة الأم ويكمل الأب الذي يخصب البيض داخليا ويحمله داخل الكيس لتتشكل أجهزة الجنين والذي يبدأ بالعيون والفم الصغير والذيل ويستغرق نمو الصغار حوالي 20 يوما بأمان داخل الكيس بعيدا عن الحيوانات الأخرى التي قد ترغب في تناولها ليفقس الذكر بعدها ويطلق النسل الجديد المكتمل في البحر.
وتتمكن بعض أنواع فرس البحر أن تلد أكثر من 1000 صغير في وقت واحد ولا يأكل الذكر إلا بعد عدة ساعات من الولادة وفي بعض الأحيان يأكل الذكور صغارهم الذين يعيشون حياة قاسية فبالاضافة إلى كونهم وجبة لأبائهم فمن بين المئات من الذين ولدوا لن يبقى سوى واحد أو اثنين ليصبحا بالغين وينجبوا صغارا مرة أخرى
والأمر الغريب الثاني افتقاده للاسنان حيث يكشف فريق من الباحثين من مدينة كونستانس الألمانية أن هذا الامر يعود إلى فقده مجموعة من الجينات على مر العصور كما أنه ليس بحاجة إلى الاسنان وذلك لأنه لا يفترس الطعام وإنما يمتصه عبر فمه ولكن في المقابل يتمتع بحاسة بصر قوية من خلال عينين تتحركان بشكل مستقل عن بعضهما مما يتيح لها النظر للأمام والخلف في نفس الوقت.
والامر الغريب الأخير أنه لا يبحث عن الطعام وإنما ينتظر قدومه إليه حيث يؤكد فريق الباحثين أن فرس البحر يسعى بالدرجة الأولى إلى تفادي لفت الأنظار إليه فلا تجده يسبح في المياه بحثا عن الغذاء وإنما يلصق ذيله في أحد الشعاب المرجانية وينتظر مرور أي شيء يمكن أن يأكله فالطعام يأتي إليه ولا يبحث عنه
كما تعتبر "معاهدة التجارة العالمية لأصناف الحيوان والنبات البري المهدد بالانقراض" (CITES) العديد من أنواع فرس البحر من الحيوانات المهددة بالانقراض بسبب استخدامه من قبل دول كالصين واليابان لأغراض دوائية إذ يعتقدون بعلاجه للربو والعجز الجنسي والأوجاع كما يتعرض للصيد والبيع بوصفه حيوان أليف إلا أنه لا يصلح للتربية في البيوت وعادة ما يموت بسرعة واحيانا يتم تجفيفها وبيعها كتذكارات للسياح.