الكاتب الصحفي محمود شاكر يكتب.. مات شهبندر التجار
مات منذ ساعات شهبندر التجار الحاج محمود العربي الرجل العصامي الذي بدأ حياتة العملية بقروش قليلة في أوائل أربعينيات القرن الماضي عندما جاء إلي القاهرة من بلدتة الريفية قربة ابو رقبة بالمنوفية بجلبابة الارزق ، وبدأ مشوار حياتة في محل صغير بالموسكي
وتاريخ شهبندر التجار ملئ بالفخر والاعتزاز فهو حصل على أرفع وسام يابانى (وسام الشمس المشرقة) من الإمبراطور اليابانى أكيهيتو في مايو 2009. لدوره في دعم وتحسين العلاقات الاقتصادية المصرية اليابانية وقد قام بتسليمه الوسام هيروفومي ناكاسوني باليابانية
والراحل رجل أعمال مصري، وعضو برلمان سابق ورئيس مجلس إدارة مجموعة شركات العربي التي تأسست 1964 والمالكة لتوكيلات عدة لشارب وتوشيبا وسيكو وغيرها
يتعدى رأس مال مجموعات شركاته المليار ونصف المليار دولار وترجع مراحل نموه المهني من جذور ريفية من مواليد عام 1932 بقرية أبورقبة أشمون منوفية وكان والده مزارعًا مستأجرًا يزرع أرضًا ليست ملكه، وقام بإرساله إلى «الكُتَّاب» وهو في سن ثلاث سنوات فتعلم القرآن، ولم يلتحق بالتعليم بسبب ظروف والده الاقتصادية.
وكانت بداياته بائعا في متجر حيث ظهر عنده ميل للتجارة منذ صغرة فكان وهو طفل صغير يبيع لعب الأطفال على مصطبة بيتهم بالقرية في العيد ويدخر الأصل والمكسب يعطيه لأخيه غير الشقيق فيشتري له غيرها ولما وجد فيه الأخ هذه الموهبة اصطحبه للقاهرة حيث عمل بالموسكي بائعا من محل لمحل ثم اشترى وشريك له محلا بالموسكي وبدأ التحول من عامل لصاحب عمل ولم ينس الرجل حق الشريك ولا حق الفقير فكان في ماله حق معلوم للسائل والمحروم، وحصل الرجل على توكيل كبرى الشركات اليابانية وحلم بأن يتحول من رجل تجارة لرجل صناعة وهمّه أن يفتح أكبر قدر من البيوت بزيادة عدد العاملين معه وانتقل النشاط لأماكن أخرى غير الموسكي ليمتد لجزيرة بدران بشبرا وبورسعيد وتبنى المصانع في بنها ثم تتوسع لتحتل الجزء الأكبر من المنطقة الصناعية بقويسنا بالمنوفية وتدور العجلة ومع نفس الخط الصناعي التجاري يسير الخط الخيري، ويعاون الرجل نخبة من أهل الثقة وأهل الخبرة يتقدمهم أخوه الحاج محمد العربي وكوكبة من الرجال المخلصين للشركة.
في عام 1975 زار العربي اليابان، ورأى مصانع شركة توشيبا التي حصل على توكيلها، فطلب منهم إنشاء مصنع في مصر، وكان لديه أرض في طريق مصر-إسكندرية الزراعي، زارها خبراء من اليابان وأقروا بصلاحيتها، وتم إنشاء أول مصنع للشركة في مصر.
وفي 1982 تم بناء مجمع صناعي في بنها. وعلى مدار العقود التالية زادت شراكاته مع شركات يابانية مصنعة للأجهزة الإلكترونية وغيرها ليصبح وكيلاً لعلاماتها التجارية مثل سوني، سيكو، إن إي سي، وهيتاشي. وفي الوقت الحالي، وصلت مبيعات «مجموعة العربي» أكثر من 400 منتج في 22 دولة، وتتكون شبكة التوزيع والخدمات للمجموعة من أكثر من 2800 مركز بيع وأكثر من 180 مركزا لخدمات ما بعد البيع.
كاتب المقال الكاتب الصحفي محمود شاكر مدير تحرير جريدة الوفد