الكاتب الصحفى عبد الناصر محمد .. يكتب .. ” ُخرم ” وزارة التعليم
شهدت الثانوية العامة هذا العام الكثير من اللغط والجدل نتيجة السياسة الجديدة التى تم تطبيقها تحت مسمى المنظومة التعليمية الجديدة والتى كما أعلن الدكتور طارق شوقى وزير التربية والتعليم مئات المرات منذ توليه تلك الحقيبة الوزارية قبل 4 سنوات وحتى الآن أنها تعد فتحا عظيما وتطويرا غير مسبوق خاصة وأنه يتم تحت إشراف جهابذة البنك الدولى.
وقبل أن يبدا الموسم الدراسى الماضى خرج علينا الوزير بتصريحات صادمة صدرت الإحباط لجميع الطلاب حين أعلن بكل تحدى- كما السلطان الذى يحمل سيفا مسلطا على رقاب رعاياه - أنه لن يحصل طالب على مجموع يتجاوز 82% كحد أقصى مما أدى إلى قتل الطموح لدى الطلاب وجعل الكثير منهم يخرج عن عمد من سباق المنافسة مبددا أحلامه وأحلام أولياء الأمور كافة.
وقبل بدء الموسم الدراسى المنصرم قدم الدكتور طارق شوقى الكثير من الوعود التى حملت معها بعض الأمل للجميع مثل وعوده حول تحسين المجموع والقيام بإجراء 4 إمتحانات فى نهاية العام لجميع الطلاب وإعتماد أكبر درجة يحصل عليها الطالب فى تلك الإمتحانات الأربعة وأن أسئلة تلك الإمتحانات سوف يشملها منصات أعدتها وزارة التعليم وكلفت الدولة مبالغ باهظة مثل بنك المعرفة وحصص مصر ولكن سرعان ما تبخرت تلك الوعود وتحولت إلى مجرد سراب.
وإستمر الوزير فى تعمد التلاعب بأحلام الطلاب وأولياء الأمور حيث أعلن أن الإمتحان ألكترونى ثم تراجع كالعادة وإعتمد فى النهاية نظام " البابل شيت " وألغى الأسئلة المقالية اصبحت الأمتحانات عبارة عن إختيارات وعلى الطالب تظليل للدائرة المراد بها الإجابة الصحيحة وإشترط التظليل بالقلم الجاف مما يؤدى فى بعض الأحيان إلى عدم رؤية المسح الضوئى للتظليل حيث كانت عمليات التصحيح إلكترونية ، والغريب أنه كانت توجد أسئلة كثيرة لها إجابتان من بين الإختيارات الأربعة إلا أن التصحيح الإلكترونى لا يعتمد سوى إجابة واحدة مما أوقع الظلم على كثير من الطلاب أدى إلى فقدانهم درجات كثيرة كانوا يستحقونها نظرا لأن إجاباتهم صحيحة.
وعقب إعلان النتيجة أصيب العديد من الطلاب بصدمة عنيفة ودخلوا فى معركة التظلم والطعن على الدرجات وتقدموا لإعادة تصحيح ورقة الإجابة الخاصة بهم ، وهذا الأمر كانت له طريقتان الأولى أون لاين والثانية يدوية والأخيرة كانت عبارة عن حصول الطالب على ورقتان الأولى بها نقاط الإجابة والثانية هى نموذج الإجابة والذى كان عبارة عن ورقة مثقوبة " مخرمة " وإذا لم يتطابق الثقب أو " الُخرم " على التظليل تصبح الإجابة خاطئة وهذا نظام عجيب يهدر الحقوق ولا تتوافر معه العدالة خاصة فى ظل صعوبة إثبات أن هذه الورقة تخص الطالب فعلا وأن هذا خطه لأن الإمتحانات كلها إختيارية ، وهو الأمر الذى أثار جدلا واسعا بين جميع الطلاب وأولياء الأمور، وقد سادت حالة من الغضب العارم بين صفوف خبراء التعليم ولكن دون جدوى لإنها سياسة الوزير وبنكه الدولى.
مقالاتك قد تهمك
الكاتب الصحفى عبد الناصر محمد .. يكتب .. حكاية حوار مع ” شهبندر ” التجار أضغط هنا
الكاتب الصحفى .. عبد الناصر محمد .. يكتب.. أسرار وحكايات .. من زمن فات ظهور ” ريا وسكينة ” فى عهد السلطان الظاهر بيبرس !! أضغط هنا
كاتب المقال الكاتب الصحفى عبد الناصر محمد الخبير الاقتصادى - مدير تحرير موقع بوابة الدولة الاخبارية