الكاتب الصحفي محمود نفادي يكتب.. مصر لن تكون اورشليم
تاريخنا البرلمانى الممتد عبر نحو ١٥٥عاما منذ وجود أول برلمان عام ١٨٦٦ملئ بالصفحات المضئية المشرقة والاحداث المثيره وبرلمانيون عظماء صنعوا هذا التاريح وسطروا هذة الصفحات باحرف من نور وخاصة نواب المعارضة الوطنية الذين كانوا يستندوا لظهر الشعب المصرى العظيم ويتحدثوا باسمه ويدافعوا عن مصالحه وليس المعارضة الخائنه والعميله الهاربة خارج مصر وتستقوى بالخارج وهذة المعارضة مكانها الطبيعى مزبلة التاريخ.
والمعارضة الوطنية استطاعت ان تسجل واقعة برلمانية فى دورة٩٠/٨٧وخاصة المعارضة الوفدية التى اكدت ان سيف رقابتها البرلمانية يمكن ان يطال اى مسئول فى الدولة حتى اصحاب المنصات ومنها منصة البرلمان طالما ان الامر تعلق بفساد ومخالفات مالية واهدار مال عام وليست رقابة الشو الاعلامى
وسجلت مضابط المجلس مناقشة استجواب موجه لوزير التعليم الحالى وقتها وهو الدكتور فتحى سرور من النائب الوفدى عبدالمنعم العزالى وكان نائبا عن محافظة البحيرة بشأن مخالفات عقد بناء القصر العينى الفرنساوي والموقع مع ٣ شركات فرنسيه ولذلك لقب بالفرنساوى
ووقتها تنحى الدكتور رفعت المحجوب عن رئاسة الجلسة ورأسها سيد ذكى وكيل المجلس وكان سبب تنحى المحجوب عن الجلسه لشعوره بالحرج لانه هو الذى حرر عقد بناء القصر العينى عندما كان عميدا لكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة
وجلس المحجوب فى مكتبه يتابع الجلسه وعندما استمع الى اتهامات وتلميحات نائب الوفد الى من حرر العقد وماحصل عليه من مبالغ من الشركة الفرنسية بادر بالدخول الى قاعة المجلس فى مشهد مهيب لا انساه وانا اتابع من شرفة الصحافة التى تم نزعها من الصحافة البرلمانية منذ ٢٠١٦ وكان ذلك بمثابة شهادة وفاة حقيقية وليست اكلينيكية للصحافة البرلمانية
ووصل الدكتور رفعت المحجوب الى مقاعد الصف الأول بالقاعة وامسك بالميكرفون وقال بصوت جهورى وغضب شديد موجها حديثة لصاحب الاستجواب نائب الوفد (اسمع ياسيدى ان مصر لن تكون اورشليم التى ألقت كل نبى بحجر، لقد خدعك وغشك من كتب لك هذا الاستجواب قاصدا الدكتور نعمان جمعة عميد كليه الحقوق وقتها وكان نائبا لرئيس حزب الوفد وقتها فؤاد باشا سراج الدين ) واورشليم ليست القدس كما يعتقد البعض فأورشليم هى عاصمة يهودا بأرض فلسطين وذكرت فى الإنجيل بأنها قاتلة الأنبياء وراجمة الأبرياء كما ذكرها الفنان الراحل يوسف وهبى فى فيلم اسكندرية ليه (اورشليم قاتلة الأنبياء والكبرياء )
وواصل الدكتور رفعت المحجوب تفنيد نقاط الاستجواب وموضحا لنواب المجلس نصوص عقد بناء وتجهيز مستشفى القصر العينى الفرنساوي مكملا الرد الذى أدلى به الدكتور فتحى سرور وزير التعليم العالى وانتهى الاستجواب بالانتقال لجدول الاعمال وسقط الاستجواب بينما لم تسقط هذة الصفحة من ذاكرة تاريخنا البرلمانى الذى نباهى به برلمانات الشرق والغرب امام العالم وأمام الاجيال الحالية والقادمة
ورحم الله الدكتور رفعت المحجوب والذى يعد من ابرز وأقوى رؤساء برلمانات مصر عبر تاريخها ورحم الله النائب الوفدى الوطنى عبدالمنعم العزالى ورحم الله الدكتور نعمان جمعه رئيس حزب الوفد وامد الله فى عمر الدكتور فتحى سرور رئيس برلمان مصر لمدة ٢٠عاما وادعوه لكتابة مسيرته البرلمانية وتسجيلها لاننى اعلم ان لدية الكثير من الاسرار البرلمانية التى لم يتم الكشف عنها حتى الان والإجابة على اسئلة عديدة على السنه غالبية المصريين وخاصة المشتغلين بالعمل السياسى لان اجابتها غائبة خاصة ان هناك شخصيات برلمانية غابت ومعها كنز من الاسرار وابرزهم البرلمانى الشهير واكثر من جلس على مقعد البرلمان المصرى كنائب لمدة٤٥عاما وهو المرحوم كمال الشاذلى نائب الباجور بالمنوفية وزعيم الاغلبية البرلمانية ووزير شئون مجلسى الشعب والشورى
وقد رحل الاشخاص وبقى مستشفى القصر العينى الفرنساوي صرحا طبيا عملاقا يقدم خدماته العلاجية للمرضى وايضا مدرسة طبية تخرج منها الاف الاطباء وهكذا سنه الحياة نرحل نحن ويبقى الوطن ومؤسساته ومنشاته العملاقه وهذا درس لنوابنا الان عليهم قراءة صفحات حياتنا البرلمانية المضئية لتكون هاديا ومرشدا لهم فى ممارساتهم البرلمانية لعلهم يستفيدوا ويسجلوا اسمائهم باحرف من نور سواء الاغلبية او المعارضة فى صفحات تاريخنا البرلمانى الحديث.
مقالات تهمك
الكاتب الصحفي محمود نفادي يكتب.. خليك في البيت أرنب اضغط هنا
الكاتب الصحفى محمود نفادى .. يكتب.. استجواب لوزير الخارجية اضغط هنا
الكاتب الصحفي محمود نفادي يكتب.. سر أمنى فى مظروف مفتوح اضغط هنا
كاتب المقال الكاتب الصحفى محمود نفادى نائب رئيس جريدة الجمهورية ومستشار تحرير موقع بوابة الدولة الاخبارية وعميد المحررين البرلمانيين