الكاتب الصحفى .. عبد الناصر محمد .. يكتب .. عبدالناصر .. إغتيالات وموت مفاجىء ( 2 )
عبدالناصر أول حاكم مسلم يجمع القرآن مسموعا .. وفى عهده لم تقع حادثة فتنة طائفية واحدة
ورغم أن صراع الإخوان مع عبد الناصـر لم يكن صراعا دينيا أبدا، بل كـان صـراعا علي السلطة وحكم مصـر، إلا أن هزيمتهم في ذلك الصـراع جعلتهم - كعادتهم - فجروا في خصومتهم، وقرروا " تديين " الصراع ليكون صراعا بين الإسلام الذي يتوهمون أنهم حماته وبين الإلحاد الذي ألصقوه زورا بجمال عبد الناصر ونظام حكمه، فاتهموا الرجل بالكفر بالله والردة عن الإسلام.
أبدا، لم يكن جمال عبد الناصر معاديا للدين ولم يكن ملحدا ، بل كان أقرب حكام مصر فهما لروح الدين ودوره في حياة الشعوب وأهمية إضفاء المضمون الاجتماعي في العدالة والمساواة عليه.
ويكفي هنا، أن نضع أمام الجميع تلك المعلومات عن الرئيس جمال عبد الناصر لنترك بعدها الحكم لكل صاحب عقل وضمير.
الرئيس جمال عبد الناصر هو أول حاكم مسلم في التاريخ يتم في عهده جمع القرآن الكريم مسموعا ( مرتلا و مجودا ) في ملايين الشرائط و الأسطوانات بأصوات القراء المصريين،
وفي عهده تمت زيادة عدد المساجد في مصر من أحد عشر ألف مسجد قبل الثورة إلي واحد وعشرين ألف مسجد عام 1970، أي أنه في فترة حكم 18 سنة للرئيس جمال عبد الناصر تم بناء عدد (عشرة آلاف مسجد)، وهو ما يعادل عدد المساجد التي بنيت في مصر منذ الفتح الإسلامي حتي عهد جمال عبد الناصر.
في عهد عبد الناصر تم جعل مادة التربية الدينية (مادة إجبارية) يتوقف عليها النجاح أو الرسوب كباقي المواد لأول مرة في تاريخ مصر بينما كانت اختيارية في النظام الملكي كما هو الحال بعد حكم عبدالناصر حتى الآن.
في عهد عبد الناصر تم تطوير الأزهر الشريف وتحويله لجامعة عصرية تدرس فيها العلوم الطبيعية بجانب العلوم الدينية ، يقول الأستاذ محمد فائق في كتابه (عبد الناصر والثورة الإفريقية) أن الرئيس عبد الناصر أمر بتطوير الأزهر بعد أن لاحظ من متابعته لأوضاع المسلمين في إفريقيا أن قوي الاستعمار الغربي كانت حريصة علي تعليم المسيحيين العلوم الطبيعية (الطب والهندسة والصيدلة) ومنع تعليمها للمسلمين مما أدي لتحكم الأقليات المسيحية في دول إفريقية غالبية سكانها من المسلمين ، وكانت هذه الأقليات المسيحية تتحكم في البلدان الأفريقية المسلمة وتعمل كحليف يضمن مصالح قوي الاستعمار الغربي التي صنعتها، لذا صمم الرئيس عبد الناصر علي كسر هذا الاحتكار للسلطة وتعليم المسلمين الأفارقة علوم العصر ليستطيعوا حكم بلدانهم لما فيه مصلحة تلك البلدان.
أنشأ عبد الناصر مدينة البعوث الإسلامية التي كان ومازال يدرس فيها عشرات الآلاف من الطلاب المسلمين علي مساحة ثلاثين فداناً تضم طلاباً قادمين من سبعين دولة إسلامية يتعلمون في الأزهر مجانا ويقيمون في مصر إقامة كاملة مجانا أيضا ، وقد زودت الدولة المصرية بأوامر من الرئيس عبد الناصر المدينة بكل الإمكانيات الحديثة وقفز عدد الطلاب المسلمين في الأزهر من خارج مصر إلي عشرات الأضعاف بسبب ذلك.
وأنشأ الزعيم كذلك منظمة المؤتمر الإسلامي التي جمعت كل الشعوب الإسلامية و فى عهد عبدالناصر تمت ترجمة معانى القرآن الكريم بكل لغات العالم فضلا عن إنشاء إذاعة
القرآن الكريم التى تذيع القرآن على مدى اليوم وتم كذلك تنظيم مسابقات تحفيظ القرآن الكريم علي مستوي الجمهورية ، والعالم العربي ، والعالم الإسلامي ، وكان الرئيس عبد الناصر يوزع بنفسه الجوائز علي حفظة القرآن كما تم وضع موسوعة جمال عبد الناصر للفقه الإسلامي والتي ضمت كل علوم وفقه الدين الحنيف في عشرات المجلدات وتم توزيعها في العالم كله.
ومن أبرز ما تم فى عهد الرئيس جمال عبدالناصر أنه تم بناء آلاف المعاهد الأزهرية والدينية في مصر وتم افتتاح فروع لجامعة الأزهر في العديد من الدول الإسلامية
وسجلت بعثات نشر الإسلام في إفريقيا وآسيا في عهد الرئيس جمال عبد الناصر أعلي نسب دخول في الدين الإسلامي في التاريخ ، حيث بلغ عدد الذين اختاروا الإسلام دينا بفضل بعثات الأزهر في عهد الرئيس جمال عبد الناصر 7 أشخاص من كل 10 أشخاص وهي نسب غير مسبوقة و غير ملحوقة في التاريخ حسب إحصائيات مجلس الكنائس العالمي.
في عهد عبد الناصر صدر قانون بتحريم القمار ومنعه ، كما أصدر عبد الناصر قرارات بإغلاق كل المحافل الماسونية ونوادي الروتاري والمحافل البهائية، كما تم إلغاء تراخيص العمل الممنوحة للنسوة العاملات بالدعارة التي كانت مقننة في العهد الملكي وتدفع العاهرات عنها ضرائب للحكومة مقابل الحصول علي رخصة العمل والكشف الطبي.
وفى فترة حكم الزعيم وصلت الفتاة لأول مرة إلي التعليم الديني، كما تم افتتاح معاهد أزهرية للفتيات، وأقيمت مسابقات عديدة في كل المدن لتحفيظ القرآن الكريم، وطبعت ملايين النسخ من القرآن الكريم، وأهديت إلي البلاد الإسلامية وأوفدت البعثات للتعريف بالإسلام في كل آفريقيا وآسيا ، كما تمت طباعة كل كتب التراث الإسلامي في مطابع الدولة طبعات شعبية لتكون في متناول الجميع، فيما تم تسجيل المصحف المرتل لأول مرة بأصوات كبار المقرئين وتم توزيعه علي أوسع نطاق في كل أنحاء العالم.
كان جمال عبد الناصر دائم الحرص علي أداء فريضة الصلاة يوميا، كما كان حريصا أيضا علي أداء فريضة صلاة الجمعة مع المواطنين في المساجد كما كان الزعيم شديد الإيمان بأن الدين لله والوطن للجميع، شديد الحرص علي وحدة الشعب المصري، مدركا لمعني المواطنة؛ فكانت علاقته ممتازة بالبابا كيرلس السادس ، وهو الذي سأل البابا كيرلس السادس عن عدد الكنائس التي يري من المناسب بناؤها سنويا ، وكان رد البابا (من عشرين إلي ثلاثين)، وكان الرئيس عبدالناصر هو الذي أمر بأن يكون عدد الكنائس المبنية سنويا خمسا وعشرين كنيسة، وأن يكون التصريح بها بتوجيه من البابا نفسه إلي الجهات الرسمية.
كما أولي الرئيس جمال عبد الناصر اهتماما شديدا بتوثيق العلاقات بينه وبين الإمبراطور هيلاسيلاسي حاكم الحبشة (إثيوبيا) مستغلا في ذلك كون مسيحيي إثيوبيا من الطائفة الأرثوذكسية، ودعا الإمبراطور هيلاسيلاسي لحضور حفل افتتاح الكاتدرائية المرقسية في العباسية عام 1964، كما دعم توحيد الكنيستين المصرية والإثيوبية تحت الرئاسة الروحية للبابا كيرلس السادس ، كان الرئيس عبد الناصر كعادته بعيد النظر في ذلك فقد أدرك أن توثيق الروابط بين مصر وإثيوبيا يضمن حماية الأمن القومي المصري .. وفي عهد جمال عبد الناصر لم تقع حادثة واحدة طائفية بين المسلمين والمسيحيين، ولم تنتشر دعاوي تكفير الآخر ومعاداته.
كاتب المقال .. الكاتب الصحفى عبد الناصر محمد .. مدير تحرير موقع بوابة الدولة الاخبارية .. والخبير فى الشأن الاقتصادى والمالى
مقالات قد تهمك:-
الكاتب الصحفى عبد الناصر محمد .. يكتب .. عبدالناصر .. إغتيالات وموت مفاجىء ( 1 ) أضغط هنا