فتحى ندا الخبير الاقتصادى والمحلل المالى .. يكتب .. تَغيِيِبُ الوَعْى ... مَعَ سَبقْ الإصْرَارْ
تغييب الثقافة بالفعل هو تَغييبٌ للوعى, وتغييب أدوات نشر الثقافة والإرتقاء بالزوق العام هو تغييب للثقافة, وتَوَلِى زَوى الثقافة الضَحلة زمام الأمور ومقاليد الرأى - حتى وإن كانوا من حَملة الشهادات ثقيلة الوزن فهي حَملُ أسفار – ذلك مساهمة فاعلة فى هدم وتكسير أدوات نشر الثقافة والإرتقاء بالزوق العام, وعندما تغييب وسائل النشر الشرعية " مثل: المسرح القومي للمحافظات – والمسرح المدرسي والجامعي – والمكتبة و الأنشطة وغرفة التدبير المنزلي فى المدرسة " فى ظل الإتاحة الصارخة لوسائل نشر كونية عديدة ورخيصة غير شرعية وغير منظمة وخارجة عن السيطرة, يتحول الأمر الى همجية ويختلط الحابل بالنابل وتغلب الضوضاء ويكثر اللغط ويعلوا صوت الغوغاء من كل الأطياف والفئات فى جميع الوسائل المتاحة للنشر تلك, ومع كثرة معجبيهم يظنون أنهم يحسنون صنعا, ويتقدمون لاعتلاء المنصات بل هم أحيانا اللذين ينصبونها ويعتلوها, ثم تجدهم بين عشية وضحاها يتقدمون الصفوف ويجلسون مجالس العلماء وأهل الذكر وأهل الحل والعقد وحولهم من يشبههم ومن يدعمهم, ولا حول ولا قوة إلا بالله.
النتيجة, أسئلة بلا إجابة, وجوه بلا إبتسامة, سعى بلا هدف, شارع بلا أخلاق, سواعد بلا عمل, عقول بلا مُتنفس, مدارس بلا تلاميذ, وجامعات بلا طلبة, ودور عبادة بلا مصليين, وبيوت بلا راعى, ومكاتب بلا موظفين, ........ يغيب الضمير وتغلب المصلحة الفردية على الصالح العام وتضيع الحقوق ويعم الظلم والفساد, فضلا عن تحديات إضافية يتم فرضها على الأمن القومى نتيجة تناول وعرض كل تفاصيل الحياة على وسائل " التباعد الإجتماعي ".
منقول:
أحد الأساتذة الجامعيين كتب لطلابه فى مرحلة الدكتوراه والماجستير والبكالوريوس رسالة مُعَبِرة وضعها على مدخل الكلية , هذا نصها:
تدمير أى أمة لا يحتاج الى قنابل نووية أو صواريخ بعيدة المدى, ولكن يحتاج الى تخفيض نوعية التعليم والسماح للطلبة بالغش ..!!
يموت المريض على يد طبيب نجح بالغش ..!
وتنهار البيوت على يد مهندس نجح بالغش ..!
ونخسر الأموال على يد محاسب نجح بالغش ..!
وتموت الإنسانية على يد شيخ دين نجح بالغش ..!
ويضيع العدل على يد قاضى نجح بالغش ..!
ويتفشى الجهل فى عقول الأبناء على يد معلم نجح بالغش ..!
انهيار التعليم = انهيار الأمة.
لا شك أن ما تسعى الدولة الى تحقيقه فى كافة نواحي الحياة هو سعيٌ محمود ومُقًدَر وواجب على الجميع الحفاظ على ما تم ويجرى إنجازه , بالعمل والإخلاص كلٌ فى موقعه و برفض الشائعات والإنتباه الى مساعى أهل الشر بالتشكيك فى كل إنجاز يتم على أرض الواقع وتفسير الهدف منه على عكس الحقيقة, - بدءاً من قناة السويس الجديدة وتسليح الجيش وصولا الى مبادرة حياة كريمة وإطلاق إستراتيجية حقوق الإنسان وإعلان تقرير الأمم المتحدة حول التنمية البشرية مصر 2021 - رغم أنهم مستفيدين من كل ما تم وسيستفيدون دون شك مما يجرى وسيتم إنجازه إن شاء الله.