الكاتب الصحفى ..مجدى سبلة رئيس مجلس إدارة دار الهلال السابق.. يكتب .. (القدوة ثقافة تندثر )
قديما عرف المصريون مفهوم القدوة ووقارها بين كل فئات المجتمع، كان مصطلح القدوة متجذراً فى عقل ووجدان المجتمع بكل عاداتة وتقاليدة ..وكانت القدوة منهاجا وثقافة واضحة عند كل الاجيال والاعتراف بها كان اصلا ثابتا . ولان..كان.. فعل ماض هو ما دعانى للبحث عن القدوة التى غابت عنا فى زمن نحن احوج لها عن اى زمن مضى وبعد أن تضطرنى الظروف أن أشارك في فعاليات بعد سن المعاش فوجدت أن هذا العنوان يسيطر عليا وأخرج بمشاهدات تجعلنى اكتب عن هذا المصطلح الغائب ..
اصبحنا نجد رجال الدين والدعوة الذين كانوا اكثر فئات المجتمع حظا بين المصريين فى الفوز بمعانى القدوة ووقار المجتمع تجدهم مازالوا يقسموا انفسهم بسبب انتماءهم السياسى والفكرى الى فرق ونحل ..دعاة سلفيين ودعاة اخوان ودعاة ازهريون ودعاة تبليغ ودعاة وهابين و كانت قد ظهرت هذة التصنيفات فى خطبهم على المنابر وفى الندوات وفى الاعلام وعلى ارصفة وزارة الاوقاف نفسها واصبحت مهمتهم هى التراشق والتلاسن بين بعضهم البعض لدرجة افقدتهم وقارهم وغيبت عنهم القدوة .
وكما غابت القدوة عن رجال الدين فهى رحلت بلا عودة عند رجال السياسة ورجال التربية والتعليم والصناعة والرياضة وفقهاء القانون وغابت حتى عن العائلة الواحدة وبات المجتمع يبحث عن القدوة كالابرة فى اكوام القش لدرجة يبدو معها ان القدوة اصبحت ثقافة تندثر.
الغريب انناوجدنا انفسنا امام فصائل جديدة هبت علينا تدعى انها القدوة وفتوات فى كل المجالات بافكار مبتذلة يملأها الطيش والجهل من وحى ذاكرتهم الفردية التى لا تقبل الاخر ويتصورون انهم القدوة واصبحوا يغطون ويشوشون على اى فرصة سانحة لبزوغ القدوة الحقيقية فى المجتمع ..الاغرب ان مدعوا القدوة فى هذا الزمن وجدوا من يجرى ورائهم من اصحاب الادمغة الخاوية التى لا تعرف الفارق بين القدوة الاصلية والقدوة المضروبة والمزيفة التى تأخذ ماركات وموديلات التسلق والتملق .
خطورة الامر فى غياب القدوة اننا أصبحنا نشاهد ونسمع يوميا صناع القدوة الذين يفرضون انفسهم على المجتمع فى الممارسة السياسية والعمل الحزبى مستغلين حالة الركود السياسي وتوابعها فرحون بما صنعوا ولا يعلموا ان صناعتهم مزيفة ولم تدم طويلا ولم يدركوا انها لم تنجح الا فى عيونهم ولم ينتبهوا ان صناعتهم تكلف المجتمع كثيرا.
لذلك ادعوا من خلال هذا المقال صحوة ضمير للقضاء على صحوة المنظرة التى جرت البلاد للخلف عقود وعهود وان تستبدل القدوة السيئة بالقدوة الحسنة التى يرضى عنها المجتمع حتى تبزغ بيئة الاعتدال الوطنى فى كل انحاء مصر ونرى عطاءا خالصا يتقبلة الناس ويتوارى كل من يحسب نفسة عند نفسة انة قدوة ويخدع نفسة والناس تحسبة كذلك.
كاتب المقال الكاتب الصحفى ..مجدى سبلة رئيس مجلس إدارة دارالهلال السابق
مقالات قد تهمك:-
الكاتب الصحفى مجدى سبلة رئيس مجلس إدارة مؤسسة دار الهلال السابق المقاهي بديلا عن الاحزاب اضغط هنا
الكاتب الصحفى مجدى سبلة .. يكتب (محافظون بلا رقابة شعبية أضغط هنا