الكاتب الصحفي محمود نفادي يكتب.. صفحات منسية فى تاريخنا البرلمانى مصطفى قراعة نائب أسيوط الذى هز عرش الحزب الوطنى
من خلال متابعتى للبرلمان المصرى على مدار نصف قرن منذ عام ١٩٧٦وحتى الان تأكد لى بما لايدع مجالا للشك ان نواب محافظات الصعيد يفضلون جانب الاغلبية والارتماء فى حضن الحزب الحاكم والبعد عن احزاب المعارضة باعتبار المعارضة رجسا من عمل الشيطان
هذة الحقيقة البرلمانية لاتمس نواب الصعيد حتى لا افاجأ بغضب غير مبرر ثم جرجرتى الى ساحات المحاكم ولكن نواب الصعيد فى الماضى والحاضر لهم كل احترام وتقدير ولكن أغلبيتهم يفضلون حضن الاغلبية وليس المعارضة
واكثر المحافظات بالصعيد يميل نوابها الى حزب الاغلبية الحاكم تأتى محافظة بنى سويف رغم ظهور نائب معارض وحيد فقط فى دورة ٢٠٠٥/٢٠٠وهو المحامى سعد عبود وتليها محافظة أسيوط ثم اسوان فالاقصر فسوهاج فقنا فالمنيا
وهناك حالات استثنائية سجلتها صفحات تاريخنا البرلمانى منها ماهو معلوم ومنها ماهو مجهول والواجب يحتم على المؤرخين البرلمانيين تسجيل ونشر الصفحات المجهولة من تاريخنا البرلمانى خاصة ان احداثها لم تسجلها مضابط الجلسات
واذا كان تاريخ أسيوط البرلمانى يشهد بالفخر والا عتزاز لمسيرة زعيم المعارضة المستشار ممتاز نصار رئيس نادى القضاء السابق ونائب البدارى والذى سبب صداعا لحزب مصر العربى الاشتراكي ومن بعده الحزب الوطنى الديمقراطي لدرجة انه تم تكليف الدكتور كامل ليلة والذى راس البرلمان بعد ذلك بمهمة الرد على كل مايثيره المستشار ممتاز نصار وكان ذلك اشبه بما تشهد احيانا ملاعب كرة القدم بتكليف لاعب بمسك لاعب مهارى فى الفريق المنافس وشل حركته طوال المبارة كما حدث مرة فى مباراة بين الاهلى والزمالك وتكليف لاعب الاهلى شطة بمتابعة لاعب الزمالك فاروق جعفر وعندما انتهت المباراة داعب جعفر شطه قائلا له حتيجى معايا البيت فكان المستشار ممتاز نصار يداعب كامل ليلة بعبارة حتيجى معايا البيت
ويذكر التاريخ البرلمانى النائب احمد فرغلى وكان عضوا بحزب العمل الاشتراكي واسقطت عضويته بسبب اتهامه بوجود مؤامرة لاغتيال خالد محيى الدين رئيس حزب التجمع وكان نجله محمد احمد فرغلى الشهير بمحمد الصحفى نائبا فى برلمان ٢٠٠٥
والمثال البرلمانى الثانى ولم ولن يتكرر كان مع النائب المستقل المهندس مصطفى قراعة فى دورة ٢٠٠٥/٢٠٠٠ وجلس فى مقاعد المعارضة والمستقلين رافضا كل محاولات واغراءات الحزب الوطنى للانضمام الى صفوفه رافضا ان يخون الامانة والعهد مع الشعب الذى انتخبه
وفى الوقت الذى كان الحزب الوطنى يسيطر على جميع مقاعد هيئات اللجان البرلمانية ويتم الفوز بها بالتزكية قرر نائب أسيوط مصطفى قراعة فى دورة ٢٠٠١خوض الانتخابات على موقع وكيل لجنة الاسكان ضد النائب طارق طلعت مصطفى وكان رئيس اللجنة وقتها محمد ابوالعينين وكيل المجلس الحالى
وفؤجى اعضاء اللجنة فى اول اجتماع للانتخابات هيئة المكتب بقرار مصطفى قراعة بالترشيح ضد طارق طلعت مصطفى بعد ان رتب أوراقه جيدا ونسق مع الوكيل الثانى على عبدالله مبروك حتى لاتكون مغامرة برلمانية غيرمحسوبة
وحاول رئيس اللجنة محمد ابوالعينين اثنائه وتنازله عن الترشيح قائلا له اسمع نصيحتي لن تاخذ الاصوتك وأصر قراعة على الاستمرار فى معركة الانتخابات حتى نهايتها حتى جاءت نتيجة الجولة الاولى بحصول قراعة على أصوات اكثر من طارق طلعت مصطفى الا ان نص لائحة المجلس الذى يشترط للنجاح الحصول على نصف الأصوات زائد واحد
وتقرر اجراء جولة اعادة وفور ورود النبا الى الدكتور يوسف والى نائب رئيس الوزراء ووزير الزراعة والأمين العام للحزب الوطنى وكمال الشاذلى رعيم الاغلبية صعدا سويا الى مقر اللجنة اثناء جولة الاعادة لمنع فوز مصطفى قراعة باى شكل من الأشكال حفاظا على هيبة الحزب الوطنى وعرشه البرلمانى
وبالطبع كان لوجود كمال الشاذلى داخل مقر لجنة الاسكان تأثير قوى وخاصة ان معركة الانتخابات لن تصبح بين نائب مستقل ونائب بالحزب الوطنى ولكن بين نائب مستقل وبين الرجل القوى فى الحزب الوطنى وانتهت جولة الاعادة بفوز طارق طلعت مصطفى بفارق صوتين فقط
واستطاع نائب أسيوط مصطفى قراعة ان يكسب احترام الجميع من نواب الاغلبية والمعارضة لانه اتخذ قرار الترشيح بإرادة حرة ومستندا لله سبحانه وتعالى ثم وجود نواب داخل الحزب الوطنى يرفضون صيغة السيطرة على اللجان وأنهم سوف يعبرون عن رفضهم سرا فى ورقة الانتخاب وليس بالتصويت العلنى واتذكر منهم النائب الراحل فتحى عمران نائب اوسيم والنائب الراحل عمر زايد الكبير وليس عمر زايد نائب الشيوخ حاليا وكان نائباعن بولاق الدكرور ونائب بنى سويف على عبدالله مبروك أمد الله فى عمره والذى يجلس نجله المحامى عبدالله مبروك على مقعده حاليا
فهذة صفحة مضئية من صفحات تاريخنا البرلمانى منسية من المضابط ولكنها مسجلة فى محاضر لجنة الاسكان وذاكرتي كشيخ للمحررين البرلمانيين الذى عاصرتها وتابعتها لحظة بلحظة وايضا عدد من قدامي المحررين البرلمانيين اذكر منهم الزملاء الكاتب الصحفى صالح شلبى والكاتب الصحفى محمود غلاب والكاتب الصحفى حامد محمد حامد والكاتب الصحفى مجدى عبدالرحمن
فبعد مرور نحو ٢٠عاما على تلك الواقعة البرلمانية ابعث بتحية لنائب أسيوط مصطفى قراعة على شجاعته وانه انتصر للمبادئ على حساب جنى المصالح وهكذا يجب ان يكون نائب الشعب.
مقالات قد تهمك
الكاتب الصحفي محمود نفادي يكتب.. ”أوبر” و”كريم” وثالثهما التسيب والإهمال اضغط هنا
الكاتب الصحفي محمود نفادي يكتب ”انسف مطبخك البرلمانى القديم” اضغط هنا
كاتب المقال الكاتب الصحفى محمود نفادى نائب رئيس جريدة الجمهورية ومستشار تحرير موقع بوابة الدولة الاخبارية وعميد المحررين البرلمانيين