الكاتب الصحفى مجدى سبلة رئيس مجلس إدارة مؤسسة دار الهلال السابق يكتب .. ( اختفاء العمود الصحفي)
فى صحافتنا الورقية القومية والخاصة لا تصح أحاديث الرثاء على تدهورها كبكاء على أطلال مجد تهدم للأبد، فقد شهدت مراحل مختلفة من الصعود والهبوط طوال تاريخها .
في ظل قدر الصحافة الورقية مع التكنولوجيا الذى اخفته الايام عن هذه المهنة التى تربينا وهرمنا بها لاحظنا اختفاء العمود الصحفي في الـ 10 سنوات الأخيرة ، واصبحنا نستجدى استعادة ثقة الرأى العام في عمود أوكاتب يبحث عنه القارئ ويكون هذا الكاتب ملتزما بالقواعد المهنية والمسئولية دون تجاوز.
وكأن الصحافة الورقية ضلت طريقها ولم تعرف دروبها ولا ممراتها لإعادة تعريفها من جدبد فى عصرالصحافة الالكترونية والاعلام الرقمي،، بالرغم من تلاحق الاحداث ، والمتغيرات والانجازات في السنوات الاخيرة ،الا اننا لم نرى كاتبا يجذبنا بمهاراته، ورشاقته ويخلق طاقة إيجابية لدى الرأي العام ،كما كان يجذبها كتاب مصريين أشهرهم الاستاذ هيكل ومصطفي امين او حتي نصف كلمة لاحمد رجب .
كان العمود الصحفي هو القالب الذى يحقق الصلة بين الشعب والدولة ويصور حياة المواطن الواقعية والعامه والاحداث الجارية .
وبات العمود الصحفي يودع قراءه لم نعد نرى عمودا صحفيا في جريدة ، أو في موقع يجذب قراء ويشكل وجدان القارئ المصرى كما كان يصنع العمود الصحفي قبل 20 عاما ، حيث كان المصريين ينتظرون أمام باعة الصحف ليلا للفوز بنسخة ورقية من الجريدة او المجلة لقراءة مقال الاستاذ هيكل ومصطفي امين وانيس منصور ويوسف ادريس وابراهيم سعدة ومكرم محمد احمد وجلال عامر ومحمود السعدني ومصطفي شردى ومن بعدهم جاء جيل الوسط والجيل الحالي ولم يسيطر واحد منهم علي لهفة المصريين واستحواذهم على المقال لم يعد هناك كاتب مقال يجذب احدا خلال هذه السنوات ربما ان كتاب الادب والمسرح سيطروا ، مرة اخرى على المقال الذي يأخذ طابعا أدبيا أكثر من العمود الاجتماعي والسياسي والاقتصادي.
كنا ننتظر أمام باعة الصحف في شوارع القاهرة لكي نقرأ لكاتب عمود او مقال كأنه دواء ننتظرتعاطيه بشغف.
اصبح التناول والتعاطي يطالعها المواطنون فى منصات تكنولوجيه .. نعم الحرية شرط ضرورى لرد إعتبار كتاب العمود الصحفي ، إذا غابت فقدت ثقة قارئها، لكنها ليست الشرط الوحيد ولابد من إعادة التأهيل المهنى وفق الاحتياجات الجديدة كشرط ثان للالتحاق بالعصرالجديد إبداعا وإبتكاراً وتوسيعاً لمساحات القراءة باستقصاء خلفيات الحوادث فى القصص الخبرية لان ما يشاهده القارئ فى المساء على شاشات الفضائيات، أو يطالعه على شبكات التواصل الاجتماعى مختلفا ومتلاحقا .
نعم كل شىء يبدأ بالخبر، فلا قيمة لتحليل سياسى إذا لم يستند على قاعدة معلومات متماسكة وصحيحة وهو ما نحتاجه بقوة في تداول واتاحة المعلومات .
في زمن كان العمود الصحفي في الجريدة المصرية أول ما قد تقع عليه العين، وكانت الأسرة تتخاطف الصفحات من أجل قراءة مقالة العمود لكاتب معين.
اليوم القراء عزفوا عن القراءة بعد أن أصبح كل من هب ودب، يكتب عمودا علي طريقته فلمن يكتب إذن كتّاب الأعمدة، وماذا يكتبون، وهل يقرأ لهم أحد؟ وهل مازال لهذه الأعمدة صدى وتأثير كما بالأمس ؟
اكتب كنداء للمواقع الاخبارية ان يعود العمود الصحفي ليحتل مكانته من جديد للشباب الموهوبين من الصحفيين ويساورنا الامل في ميلاد كتاب اعمدة موهوبين يتلقفهم القارئ علي منصات هذه المواقع الاخبارية والتواصل الاجتماعي .
مقالات قد تهمك:-
الكاتب الصحفى ..مجدى سبلة رئيس مجلس إدارة دار الهلال السابق.. يكتب .. (القدوة ثقافة تندثر ) أضغط هنا
الكاتب الصحفى مجدى سبلة .. يكتب (محافظون بلا رقابة شعبية أضغط هنا
الكاتب الصحفى مجدى سبلة رئيس مجلس إدارة مؤسسة دار الهلال السابق المقاهي بديلا عن الاحزاب اضغط هنا