الكاتب محمود نفادي يكتب.. رسالة ”الدرى” والخطوط الحمراء
منذ أن عاد مجلس الشيوخ المصرى الى ممارسة دوره البرلمانى، بعد ان غاب عن الساحة البرلمانية لنحو ٧ سنوات، هناك رسائل مؤثرة وقوية سجلتها مضابط الدورة الاولى للمجلس، وخاصة التى حرص على توجيهها المستشار فرج الدرى عضو المجلس.
ومنها اول رساله عندما قال للرئيس عبدالفتاح السيسى شكرا ياسيادة الرئيس ان اعدتنى الى هذة القاعة مرفوع القامه.ومطلبه بعدم التصفيق فى المجلس حفاظا على هيبة ووقار مجلس الشيوخ وتم تنفيذ مطلبه باجماع الاعضاء.
وبكل تأكيد، فإن أقوى وأهم رسالة وجهها المستشار الدرى من تحت قبة مجلس الشيوخ والحكماء هى الرسالة التى وجهها فى افتتاح دور الانعقاد الثانى يوم ٥ أكتوبر الحالي، والتى جسدت خبرة السنين له خاصة، وانه كان امينا لمجلس الشورى السابق لأكثر من ٢٥ عاما، ظل خلالها حارسا امينا على مجلس الشورى. مؤديا رسالته على خير مايكون الاداء . وخاصة فى عهد الراحل الدكتور مصطفى كمال حلمى وعهد الراحل محمد صفوت الشريف وظل امينا للمجلس حتى رحيله طبقا لدستور ٢٠١٤قبل تعديله وعودته فى ثوب مجلس الشيوخ واصبح عضوا به.
ورسالة المستشار الدرى يوم ٥ أكتوبر كانت مفاجاة لكثيرين ممن يعرفون الرجل ويعرفون طباعه، واسلوبه خاصة، وانه كثير العمل، قليل الكلام، ويقدم النصائح سرا، وليس جهرا، ولكنه، وعلى طريقه خالد محيى الدين فى كتابه "الان اتكلم" اختار المستشار الدرى جلسة ٥ أكتوبر لكى يتكلم جهرا ويقدم النصائح المخلصة الأمينة. ملتزما بحدود المصارحة وأدب المكاشفه .
وبصفتى تعاملت مع سيادته كصحفي برلماني لسنوات طويلة، اعلم مدى دعمه وتأييده لحرية الصحافة وحرصه الدائم على فتح أبواب ونوافذ مجلس الشورى امام المحررين البرلمانيين انطلاقا من ان الصحافة ومجلس الشورى وجهان لعملة واحدة هى صوت الشعب وضميره.
وتضمنت رسالة المستشار فرج الدرى عضو مجلس الشيوخ لرئيس المجلس (أن مجلسا بلا إعلام وطنى وصحافة أمينة، فكانما نخاطب أنفسنا فى غرفة مغلقة لا نسمع فيها ولانرى).
وقد أسعدت هذه الرسالة قلوب وعقول جميع رجال الاعلام والصحافة فى مصر، بصفة عامة، ورجال الصحافة البرلمانية ، وانا منهم بصفة خاصة، لانها عبرت عن مطلب مشروع كان محبوسا فى صدور رجال الصحافة البرلمانية، وتم نقله الى كثير من الاعلاميين والصحفيين الأعضاء بمجلس الشيوخ، وبعضهم نقابيون فى نقابة الصحفيين نقابة الرأى ولكنهم لم ينقلوه، لا سرا ولا جهرا، إلى المجلس، وبعضهم طبق المثل القائل "ودن من طين واخرى من عجين"، او بمعنى آخر "الباب اللى يجيلك منه الريح سده واستريح".
ولم تقف رساله المستشار الدرى عند ذلك، بل امتدت لكى يعبر عن أمله فى تحقيق مطلب جماهيرى، الا وهو اذاعة جلسات المجلس على الهواء مباشرة حتى يراقب الشعب اداء من اولاهم ثقته، وليطمئن ان من اختارهم الرئيس عبد الفتاح السيسى اهل لهذه الثقة، داعيا التليفزيون الى نقل كلمات الاعضاء دون تمييز او انتقاء. وهى رسالة ذات معنى ومغزى .
وأهم واخطر ماجاء فى الرسالة عتابه الرقيق لرئيس الوزراء لعدم حضوره جلسات مجلس الشيوخ منذ انعقاده وحتى الآن، وهى رسالة لم يتحدث بها اى عضو بالمجلس لا من الاغلبيةولا المعارضةولا المستقلين،واعتقد انها وصلت الى رئيس الوزراء وربما نرى آثارها فى جلسة ٢٤اكتوبر وايضا رساله النقد الذاتى للمجلس واعضائه لعدم ممارسة الاختصاصات الرقابية من خلال طلبات المناقشة والاقتراحات برغبة، خاصة وان الشعب ينتظر تفعيلا لتلك الاختصاصات.
ولعل رسالته الى الرئيس عبد الفتاح السيسى بضرورة تعديل الدستور لمنح مزيد من الاختصاصات لمجلس الشيوخ، وان ذلك المطلب ليس على الرئيس بعزيز، هو مطلب يجرى الحديث عنه فى مختلف الاوساط المصرية، بل ان البعض يطالب به مع دخول عهد الجمهورية الجديدةو ان يكون لدينا دستور جديد.
فرسائل المستشار فرج الدرى عضو مجلس الشيوخ والتى سجلتها مضبطة ٥ أكتوبر هى واحدة من اهم وأقوى الرسائل التي استمع اليها رئيس واعضاء مجلس الشيوخ والراى العام المصرى، والتى اكدت بما لا يدع مجالا للشك انه غير صحيح ما يردده البعض - كذبا- بوجود بما يسمى الخطوط الحمراء فى الممارسة البرلمانية تحت قبة مجلس الشيوخ، مؤكدا أنه لا توجد خطوط حمراء طالما ان الكلمة منزهة عن الغرض والهوى وطالما ان صاحبها لا يبتغى الا مصلحة الوطن، وانه ضمير وصوت للشعب صاحب السيادة.
فتحية لهذا الرجل الذى نطق حقا وصدقا فى كل كلمة وجهها.
ويبقى السؤال لمجلس الشيوخ رئيسا واعضاء.. ماذا انتم فاعلون برسالة الدرى؟
كاتب المقال الكاتب الصحفى محمود نفادى .. شيخ المحررين البرلمانيين ومستشار تحرير الموقع
مقالات قد تهمك:
الكاتب الصحفي محمود نفادي يكتب.. النائبة دى أمى اضغط هنا
الكاتب الصحفي محمودنفادي يكتب.. الجرعة بعشر أمثالها اضغط هنا
الكاتب الصحفى .. محمود نفادى .. يكتب .. الحكومة ضد الحكومة اضغط هنا
الكاتب الصحفي محمود نفادي يكتب.. حذاء رئيس الوزراء اضغط هنا
الكاتب الصحفي محمود نفادي يكتب.. الفيديوهات الجنسية للنواب.. اضغط هنا
الكاتب الصحفي محمود نفادي يكتب ”انسف مطبخك البرلمانى القديم” اضغط هنا