فتحى ندا يكتب .. حَرْبٌ السِلْمِ وَالحَرْبِ... كَلِمَة
نتيجة أصبحت معروفة ومفهومة متوقعة قد تَعوَد عليها المصريين الوطنيين من كافة فئات شعبنا العريق (قادة وسياسيين وخاصة وعامة)، تلك هي إن الهجوم يزداد قوة وشراسة على مصرنا الحبيبة من كل صَوْبٍ وحَدْبٍ من الداخل و الخارج، إذا ما انتهجت نهجا صالحا أو شرعت فيما يُرجى منه خير أو حققت تقدما في أحد مجالات الحياة سواء السياسية أو الاقتصادية أو العسكرية أو العلمية أو الأدبية أو حتى الفنية، هجوما ليس عسكريا بطبيعة الحال، بل هو هجوم معنوي من إعلام وجماعات وجمعيات وحكومات بل وقادة بعض الدويلات أو الدول أحيانا، هجوم بالكلمة، الكلمة مسموعة و مكتوبة منفردة أو مصاحبة لصورة مرئية سواء حية كانت أو مسجلة.
كثير من الأكاذيب والإشاعات يتم نَسجُها كخيوط العنكبوت حول حقيقة دامغة واقعية مُغَيرين بتلك الإشاعات والأكاذيب العنكبوتية وجه الحقيقة المضيء الى ظلام التشاؤم والإحباط والحيرة والشك في وجوه ونفوس وقلوب ومشاعر البعض من الشعب، هجوم لا يستهدف أجساد شرائح معينة من الشعب المصري بل يستهدف العواطف والمشاعر والميول والأحاسيس والتوجهات، مستغلين في ذلك ظروفا اقتصادية قاسية تتهيأ لهم مثل التي فرضتها جائحة كرونا " كوفيد – 19 " على كافة شعوب وحكومات العالم دون استثناء، أو ظرفا خاصا بنا نحن المصريين هذا الذى فرضه علينا مخططهم الأسود الذى اتخذوا له مسمى "الربيع العربي"، ذلك الربيع الذى حول اقتصاد مصرنا الحبيبة الى خريف عاصف وقارص على غير عادة كل خريف قد عصفت رياحه بمنابع أغلب موارد ومصادر الاقتصاد المصري، مما فرض علينا واجب التعاون والتكاتف وتحمل التبعات لإنجاح مخطط الإصلاح الاقتصادي الناجح حتى اللحظة بشهادة جميع الهيئات والمنظمات الدولية السياسية والاقتصادية - لبدء تنفيذ مخططاتهم المُعدة مُسبقا -قد تدربوا على مبادئها وقواعدها الأساسية ويَمْكُسُونَ في انتظار أي طارقة تُلائم تطبيق مخططاتهم الهدامة والمدمرة لنفسية الشعوب التي يسعون الى تدميرها -آخذين في الاعتبار نوعية ومكون وشكل وتوقيت الرسالة الدعائية او الشائعة التي تناسب الحالة الراهنة ومتابعين ردود الأفعال من كافة فئات الشعب لتطوير أدائهم وحقن هجومهم بمزيد من السموم والتأجيج العدائي لمشاعر وعواطف وأحاسيس وميول الفئات المستهدفة من الشعب.
كما نجدهم متربصين بشعبنا في كل حال وحين، مثال: قبيل بدء العام الدراسي وكذا امتحانات التجربة ونصف العام ونهاية العام ولكافة مستويات ومراحل الدراسة، وعقب كل ندوة تثقيفية، وعقب كل افتتاح أو تدشين لأحد المشاريع القومية أو المعارض الصناعية أو المؤتمرات العلمية أو الثقافية أو حتى السينمائية .... الخ، في كل وقت وحين تجدهم حاضرين بالأكاذيب والشائعات والتحريض ومستمرين في الدعاية المسمومة عبر وسائل الإعلام المقروء والمرئي والمسموع من الخارج وعبر وسائل التواصل الإلكتروني على شبكة الإنترنت " فيس بوك – يوتيوب – إنستجرام – تويتر – تيك توك .... الخ"
ورغم أننا نراهم بيننا يستمتعون بما أفضت اليه مراحل الإصلاح والتنمية من خير إلا أننا نراهم ممتعضين ونسمعهم ساخرين ومشككين وناقمين وناكرين أو مقللين من شأن أي مكاسب سِيقَت إليهم طَوْعاً أو كَرْهاً نتيجة لمساعي الإصلاح الاقتصادي والتنمية التي تنتهجها الحكومة والقيادة السياسية.
أخطر ما في الأمر هو: " أن نَرْكَنْ " إلى أننا اكتسبنا المعرفة بكل ما تقدم وأكثر،
إن المعرفة بمن يمارسون الحرب النفسية علينا، والمعرفة بكل أسلحتها وذخائرها وأدواتها ونتائجها وعواقبها و.... الخ ليست هي الغاية، تلك المعارف ليست إلا وسيلة من وسائل علينا أن نُحْسِنْ ونواصل تطويرها واستخدامها في توعية كافة أفراد الشعب بنقل تلك المعرفة إليهم جيلا بعد جيل وتوعيتهم وتدريبَهم على كيفية تفادى بل والتصدي لسهام تلك الحرب الخبيثة والمستمرة علينا استمرار السنين، بل علينا استخدام تلك المعرفة لصناعة حروب نفسية وقائية وحروب نفسية مضادة.
• يقول المثل اللاتيني (إذا أردت السلام فاستعد للحرب).
كاتب المقال فتحى ندا .. الخبير الاقتصادى والمحلل المالى
مقالات قد تهمك:-