الكاتب الصحفي محمود شاكر.. يكتب.. أنقذوا شجرة مريم !!
شاءت الأقدار أن اتواجد في منطقة شجرة مريم بحي المطرية هذا المكان الذي يحمل في طياته ذكريات تاريخية عظيمة ويقوم بزيارتها العديد من الوفود السياحية من كافة بلدان العالم ليروا هذة المعجزة وللأسف الشديد حزنت كثيرا علي ما قامت به وزارة السياحة والآثار ومحافظة القاهرة من أعمال تطوير حول هذا المكان الأثري التاريخي.
ومن خلال سيري بالأقدام حول هذا المكان الأثري التاريخي والشوارع المحيطة به وجدت صور مرفوضة واشغالات من المواطنين لا حصر لها وجدت ورش السمكرة لإصلاح السيارات ومقاهي واسطبل للحمير والخراف بجوار هذا المكان وأمام مدخل مدرسة شجرة مريم.
رأيت مواطنين يعبثون بتاريخ مصر والحضارة القبطية، وقاموا بغلق الشوارع المحيطة دون تدخل من الحي أوالمشرف علي هذا المكان.
ومن هنا من خلال هذا المقال اطالب الدكتور خالد العناني وزير السياحة والآثار، واللواء خالد عبد العال محافظ القاهرة التدخل السريع لإنقاذ شجرة مريم، وعودتها الي استقبال الوفود.
ويرجع تاريخ شجرة مريم والتي ذاعت شهرة هذه المنطقة قديما بجامعاتها التي كانت خاصة بالكهنة المصريين العلماء والذين ذاع صيتهم في تدريس جميع علوم العلم والمعرفة وقد ذاع صيت وشهرة هذه المنطقة مرة أخرى بسبب مجيء العائلة المقدسة إلى مصر مرورا بتلك المنطقة.
كانت مصر أول من أستضاف العائلة المقدسة عند هروبها من ظلم هيرودس ملك اليهود الرومانى في ذلك الوقت الذي أراد أن يقتل المسيح الطفل حيث علم أن هناك مولودا ولد وسوف يكون ملكا على اليهود فأضطرب وخاف على مملكته فأمر بقتل جميع الأطفال الذين في منطقة بيت لحم بفلسطين التي ولد فيها المسيح، وكذلك جميع حدودها من أبن سنتين فيما دون، فهربت العائلة المقدسة إلى مصر ولما مات هيرودس عادت إلى فلسطين مرة اخرى ولما كان هيرودس ملك اليهود قد أرسل من يبحث عنهم، وأستطاع أن يتجسس أخبارهم نظرا لما حدث من معجزات كان يأتيها الطفل أثناء رحلته طول الطريق ومن بين ما روى وعرف أن التماثيل والأصنام كانت تتساقط وتتهشم على أثر مرور الطفل عليها، فذاع صيتهم وتناقلت الألسن قصصهم فوصل ذلك إلى مسامع الملك هيرودس فقرر إرسال جنوده وزودهم بتوصياته لدى حكام مصر مشددا بالبحث عن هذه العائلة المكونة من يوسف النجار ومريم العذراء والمسيح الطفل ولما شعرت العائلة بمطاردة رجال هيرودس لهم وقربهم منهم اختبأوا تحت هذه الشجرة فانحنت عليهم بأغصانها وأخفتهم تماما عن أعين رسل هيرودس حتى مر الركب ونجوا من شره.
وقد ذكر المؤرخ الإسلامي المقريزى الذي عاش حوالي منتصف القرن الخامس عشر الميلادي، أن العائلة المقدسة حطت بالقرب من عين شمس ناحية المطرية وهناك استراحت بجوار عين ماء وغسلت مريم فيها ثياب المسيح وصبت الماء بتلك الأراضي فأنبت الله نبات البلسان ولا يعرف بمكان من الأراضي إلا هناك، وكان يسقى من ماء بئر تعظمها النصارى وتصدها وتغتسل بمائها وتستشفي به.
وقد ذكر أيضا أنه كان يستخرج من البلسان المذكور عطر البلسم وكان يعتبر من الهدايا الثمينة التي ترسال إلى الملوك وقد ظلت حديقة المطرية لعدة قرون مشهورة كأحد الأماكن المقدسة في الشرق وكانت مزارا مرموقا لكثير من السياح والحجاج من جهات العالم المختلفة ولا تزال الكنيسة القبطية المصرية تحتفل بتلك الذكري المباركة أول شهر يونية من كل عام وهي تذكار.
وفي اثناء الحملة الفرنسية على مصر عرج الجنود الفرنسيون في طريقهم لزيارة شجرة العذراء وكتب الكثير منهم أسماءهم على فروعها بأسنة سيوفهم، ونستطيع أن نرى ذلك واضحا على الشجرة العتيقة.
يذكر أن شجرة العذراء مريم الاصلية التي استراحت عندها العائلة القدسة قد أدركها الوهن والضعف وسقطت عام 1656 م، فقام جماعة من الكهنة بأخذ فرع من فروع هذه الشجرة وقاموا بزرعها بالكنيسة المجاورة لمنطقة الشجرة والمسماة بكنيسة شجرة مريم ونمت الشجرة وتفرعت ومنذ فترة قريبة تم أخذ فرع من هذه الشجرة وتم زرعها ملاصقة للشجرة الأصلية العتيقة وهي عامرة بالأوراق وثمار الجميز الآن، ويذكر أن الناس يذهبون إلى هذه الشجرة ليتبركون بها وهناك اعتقاد من بعض المسيحين أن هذه الشجرة تجعل النساء حوامل ممن هم لا يستطيعون الحمل.
وفي نهاية كلماتي اقول أنقذوا شجرة مريم !!!
كاتب المقال الكاتب الصحفى محمود شاكر مدير تحرير جريدة الوفد