الكاتب الصحفي محمود نفادي يكتب.. لا خير فينا.. ولا خير فيكم
حاشا لله، سبحانه وتعالى، أن اقصد بهذا القول أحدا بعينه، او بمنصبه، اوبموقعه، او اقصد حاكما، او محكوما، او رئيسا، او مرؤوسا، او وزيرا، او غفيرا، او غنيا، او فقيرا، او رجلا، او امرأة، او شابا، اوشيخا. ولكننى اقصد بها نفسى، واذكر نفسى بها دوما فى حياتى الوظيفية والاجتماعية.
فقد وردت هذه العبارة على لسان الفاروق عمر بن الخطاب، ثانى الخلفاء الراشدين رضى الله عنه، عندما صعد على منبر مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال: (أيها الناس من رأى منكم فى اعوجاجا فليقومنى)، فرد عليه احد المصلين وقال (والله يا عمر لو رأينا فيك اعوجاجا لقومناه بحد سيوفنا)، فقام احد الصحابة يريد أن يؤدب الرجل، فقال الفاروق عمر قولته الخالدة:" الحمد لله الذى جعل فى رعية عمر من يقوم اعوجاجه بحد سيف"، والتفت للرجل وقال له:" اعلم يا أخى انه لا خير فيكم إن لم تقولوها، ولاخير فينا إن لم نسمعها" .
كان هذا دستور ومنهج الحكم فى بدايات الدولة الإسلامية، والذى ظل قائما حتى نهاية عهد الخلفاء الراشدين، ثم ذهب ادراج الرياح، ولم يعد مسؤول فى عالمنا الاسلامى والعربى يعمل به. وفى المقابل، خافت الرعية على انفسها من غضب الراعى اذا ذكرت هذه المقولة فى حضرته، بل وصل الخوف الى انه تسبب فى دمار وخراب بلدان عربية، كما هي الحال فى ليبيا واليمن والعراق وسوريا ولبنان.
وفي عملية الرصد للعلاقة بين أطراف الحكم والمعارضة فى جميع الدول العربية، ومنها مصر، يلاحظ بوضوح أن المعارضة دوما هى التى تعتقد انها مسئولة عن تقويم اعوجاج الحاكم، او حزب الاغلبية، ولم تعتقد يوما أن بها اعوجاجا ولا بد من تقويمها، لانها ترفع شعار المعارضة دائما على حق.
وقد عاصرت بحكم عملى الصحفى البرلمانى تحت قبة برلمان مصر على مدار نصف قرن، كثيرا من اعوجاج حزب الاغلبية، وايضا اعوجاج المعارضة. ويكفي الدور الذى لعبته قوى المعارضة لاسقاط حكم مبارك وتصعيد جماعة الإخوان الارهابية إلى الحكم. والدليل اجتماع فندق "فيرمونت" الشهير للتحالف مع الارهابيين، و"إن كنت ناسى افكرك يا حمدين ويا برادعى".
فالمعارضة، عليها ان تعترف باى اعوجاج، وان تقبل تقويمه، حتى تنجح فى الوصول للأغلبية والحكم. وايضا، الاغلبية من ناحيتها، لا بد ان تعترف بوجود اعوجاج وتقبل تقويمه واصلاحه، لأنها بذلك ستحافظ على استمرارها فى مقاعد الاغلبية.
وعندما نسمع تحت قبة البرلمان المصرى نائبا عن الشعب يطلق عبارة الفاروق عمر فى وجه وزير من الوزراء بسبب سياساته الخاطئة وقرارته غير الرشيدة ومجاملته للاقارب، واعتماده على أهل الثقه على حساب اهل الخبرة، وقتها سوف يتأكد الشعب المصرى، وانا منهم، أن البرلمان هو صوت وضمير الشعب.
والمعارضة المصرية الوطنية الموجودة داخل مصر، وليس خارجها، عليها ان تبدأ مسيرة المراجعات وتقويم الاعوجاج اذا ارادت أن تكسب ثقة وتأييد الشعب لها، لان معارضة معوجة تزرع دون ان تحصد، واغلبية معوجة تخسر ولا تكسب.
واخيرا، اقول للاغلبية والمعارضة:" لا خير فينا إن لم نقلها، ولا خير فيكم إن لم تسمعوها".
كاتب المقال الكاتب الصحفى محمود نفادى .. شيخ المحررين البرلمانيين ومستشار تحرير الموقع
مقالات قد تهمك:
الكاتب الصحفي محمود نفادي يكتب.. النائب ”الحوت” وأبناؤه فى البرلمان اضغط هنا
الكاتب محمود نفادي يكتب ”السادات” ضحية الصراع بين الشاذلى و”الأخوين كامل” اضغط هنا
الكاتب محمود نفادي يكتب.. رسالة ”الدرى” والخطوط الحمراء اضغط هنا
الكاتب الصحفي محمود نفادي يكتب.. النائبة دى أمى اضغط هنا
الكاتب الصحفي محمودنفادي يكتب.. الجرعة بعشر أمثالها اضغط هنا
الكاتب الصحفى .. محمود نفادى .. يكتب .. الحكومة ضد الحكومة اضغط هنا
الكاتب الصحفي محمود نفادي يكتب.. حذاء رئيس الوزراء اضغط هنا
الكاتب الصحفي محمود نفادي يكتب.. الفيديوهات الجنسية للنواب اضغط هنا
الكاتب الصحفي محمود نفادي يكتب ”انسف مطبخك البرلمانى القديم” اضغط هنا