الدكتور معتز صلاح الدين يكتب.. شهادة أمام الله والتاريخ :أسرة السادات بين وفاء الرئيس السيسى وجحود مبارك
في فترة التسعينيات راجت فكرة أن يقوم بعض الصحفيين في مصر بتجارب لإصدار صحف خاصة ونظرا لوجود شروط صعبة للتراخيص داخل مصر كنا نتجه إلى شراء ترخيص أجنبي، طبعا لم يكن هناك أي ربح من تلك الصحف ، كنا نقوم بشراء الترخيص من الخارج ثم يتم تسجيله في إدارة الرقابة على المطبوعات الداخلية والخارجية ، وكان يتم طبع تلك الأعداد خارج مصر بالعملة الصعبة ، كانت التكلفة عالية وسعر البيع قليل جدا.
لكن حب الصحافة فى دماءنا ..كان أقوى من كل الصعاب ...في عام 1997 كنت أصدر صحيفة ( الصقر) كانت بترخيص من الولايات المتحدة الأمريكية ، وقبل صدور العدد الأول بأسابيع قليلة قال لي أحد الأصدقاء أنه سوف يلتقي مع المهندس جمال انور السادات في مكتبة بالدقي حيث كان يعمل مع مجموعة شركات عثمان أحمد عثمان ، ذهبنا قبل الموعد وسألنا عن المهندس جمال انور السادات قالوا إنه سيصل بعد قليل حيث أنه يأتي في موعد معين ، ثم كانت سعادتي غامرة باللقاء ، تحدثت معه بشكل ودي في العديد من النقاط خاصة حول شخصية الزعيم الراحل محمد انور السادات ، وإنتصار أكتوبر والعديد من الموضوعات ، وقد تحدث بشكل متميز كما تحدث بكل أدب وبكل احترام عن القيادة السياسية في مصر آنذاك ممثلة بالرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك ، وتحدث المهندس جمال انور السادات عن علاقته بوالده وتحدث عن والدته الدكتورة جيهان السادات والعديد من الموضوعات منها أيضا ما كان يسمى بأزمة الصفر فى أجهزة الكمبيوتر وأهمية حلها قبل حلول عام 2000 ...
كان حديثا مميزا وراقيا رأيت أن أنشره كاملا في أول عدد يصدر عن تلك الصحيفة التى كنت أترأس مجلس إدارتها وتحريرها ، وبالفعل صدر العدد الاول وتصدر الصفحة الأولى مانشيتات تحمل تصريحات رائعة للمهندس جمال أنور السادات ، حقيقية الأمر أتذكر أنه اثناء الحوار معه قلت له أننى يمكن أن أنشر بعض ما قاله لي كتصريحات صحفية ، قال لي إذا كان هذا يفيدك انشره اما إذا كان سيسبب لك اي نوع من المشاكل فلا داعي لنشره ، والحقيقة أن المهندس جمال انور السادات بالفعل كان تفكيره صحيحا وثاقبا ...لانه بمجرد طباعة العدد خارج مصر ووصول العدد إلى الرقابة على المطبوعات الداخلية والخارجية فى مصر ، لم يصدر قرار بالموافقة على العدد لأنه لابد من قرار موافقة من إدارة الرقابة على المطبوعات الداخلية والخارجية قبل نزول العدد إلى الأسواق ثم أبلغني مسؤول في شركة التوزيع المتحدة التابعة لجريدة الجمهورية أن الرقابة قامت بمصادرة العدد ومنع نزوله الأسواق وان السبب هو حواري مع المهندس جمال انور السادات ، حاولت أن اتظلم من هذا القرار وتواصلت مع بعض المسؤولين في إدارة المطبوعات الداخلية والخارجية ثم ذهبت إليهم بنفسي وأبلغونى بشكل ودى أن الأمر ليس بيدهم وان تعليمات عليا صدرت لهم بمصادرة هذا العدد الذي كنت قد قمت بطباعة كمية كبيرة منه ...
هذه واقعة كنت شاهدا عليها ..أما الواقعة الثانية فإنها تتمثل فى أننى كنت فى عام ٢٠٠٢ مستشارا إعلاميا لقناة المحور الفضائية ، وفي ذكرى ٦ أكتوبر طلبت من الإعلامية العظيمة الأستاذة مجيدة قطب رئيسة القناة أن أجري حوارا عند قبر الزعيم الراحل محمد أنور السادات وتحديدا مع أسرة الزعيم الراحل .. رغم أنني كنت مستشارا إعلاميا للقناة الا أن حبي للرئيس الزعيم الراحل محمد أنور السادات وأسرته جعلني اطلب منها هذا الطلب ، فوافقت مديرة القناة فورا وارسلت لي طاقم تصوير على ما أذكر كان على رأسهم الأستاذ شريف الجندي و عندما ذهبنا إلى هناك لم اجد أي قناة سوى قناة اوربيت وقناتنا قناة المحور وقد صافحت بحرارة المهندس جمال أنور السادات وذكرته بنفسي فرحب بي ترحيبا كبيرا وقال لي لا داعي لعمل حوار معي أو مع الوالده الدكتورة جيهان السادات حتى لا تحدث لى ايه مشاكل أو متاعب ، وفي تلك اللحظة تذكرت ماحدث من قبل لكنني قلت أننا الٱن فى مكان عام أمام قبر الزعيم الراحل محمد أنور السادات وسط عدد من مصابي حرب اكتوبر وعدد من المواطنين المحبين لهذا الإنتصار ولشخص الزعيم الراحل محمد أنور السادات ، وان المناسبة وأهميتها قد تجعل الأمر يمر ، و بالفعل أجريت حوارا مطولا مع المهندس جمال أنور السادات ثم حوارا مطولا مع الدكتورة جيهان السادات عن ذكريات الحرب وما قام به الزعيم الراحل محمد أنور السادات من إنتصار أكتوبر ، وإخفاؤه قرار الحرب على الجميع حتى على أسرته ، أيضا قامت قناة اوربت بعمل لقاءات مماثلة وفجأة حضر إلينا أحد الأشخاص من إحدى الجهات السيادية وطلب منا جميعا الإنتقال إلى الناحية الأخرى أسفل المنصة حيث توجد بعض المكاتب ، وفوجئنا بأنه مطلوب منا تسليمه شريط التسجيل سواء من قناتنا المحور أو قناة اوربت وتحدث معنا بشكل حاسم وعنيف وفى تلك اللحظة وجدت أن طاقم قناة اوربت لم يحدث منه أي مقاومة حيث قام فريق التصوير بالتواصل مع القناة وسلموا الشريط وتم إخلاء سبيلهم من الاحتجاز ، اما نحن كطاقم قناة المحور فقد قمت بإجراء حوار مطول مع هذا الشخص الذي يمثل إحدى الجهات السيادية الذى كان عنيفا جدا في التعامل ، قلت له أنني عضو مجلس أعلى للصحافة وعضو نقابة الصحفيين وأخرجت له الكارنيهات الدالة على ذلك وقلت له أيضا أننى رئيس تحرير وأيضا المستشار الإعلامي لقناة المحور لكنه قال لي " ليس لي شأن بمثل هذه الأمور نهائياً كل ما هو مطلوب منك أن تسلم الشريط " ، ظللت في حوار وجدال معه لمدة عشرين دقيقة حتى لا نسلم هذا الشريط وكان الحقيقة الأستاذ شريف الجندي وطاقم التصوير مصرين على عدم تسليمه ، إلا أنه قال لنا ايضا انتم ستظلوا محتجزين هنا حتى تقوموا بتسليم هذا الشريط ، وبعد الإتصال بإدارة القناة وإفهامهم الأمر قررت مع حزنى الشديد أن اوافق على تسليم الشريط وللمرة الثانية يتبخر ما اقوم به من جهد صحفي أو إعلامي مع أسرة الزعيم الراحل محمد أنور السادات الذى اعتبره مثلى الأعلى فى الحياة لما حققه من إنجازات عظيمة لوطنه .... تذكرت هذا الشريط المؤسف من الذكريات وكادت عينى أن تدمع وأنا أشاهد حوار المهندس جمال أنور السادات مع الإعلامي الكبير عمرو أديب التي تحدث فيه عن إتصال الرئيس السيسي به وما قام به الرئيس السيسي من وفاء وتكريم وجنازة عسكرية للسيدة الراحلة الدكتورة جيهان السادات ، وتكريمها تكريما كبيرا من خلال تلك الجنازة العسكرية التى حضرها فخامة الرئيس السيسى وإطلاق اسمها على أحد المحاور الكبرى في القاهرة ، وحديث الرئيس السيسي مع المهندس جمال أنور السادات الذى ينم عن احترام وتقدير ووفاء لاسرة بطل الحرب والسلام الرئيس الزعيم الراحل محمد أنور السادات وقد قارنت بين الموقفين لأكتشف مدى وفاء الرئيس السيسي ، ومدى جحود الرئيس مبارك في تعامله مع أسرة الزعيم الراحل محمد أنور السادات ...شتان الفارق.... أقول هذه الشهادة لله وللتاريخ وسوف يتم سؤالى عنها يوم القيامة يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.أخيرا...واقول لمن يعتقد أننى أتعاطى حبوب الشجاعة الآن .. أننى كنت رئيسا لتحرير صحف حزبية معارضة عديدة ولأكثر من 14عاما فى عهد مبارك وهاجمته شخصيا وكتبت فى إحدى المرات عنوانا بالنص "هل كان مبارك وراء إغتيال السادات ؟ وقدمت أدلة بعض من اتهموه بذلك ونشرت عدة روايات سواء أمريكية أو أوروبية فى هذا الأمر وانتهيت إلى أنه لا دليل قاطع على ذلك وتم نشر تلك التقارير فى الصفحة الأولى من جريدة الوطن العربي وكنت رئيس تحريرها كما نشرت تقريرا مطولا تساءلت فيه عن حقيقة ثروة علاء وجمال مبارك وتم إغلاق الصحيفة وتجميد الحزب وتم التحقيق معى واحالتى لمحاكمة قضائية وتم احتجازى لعدة أيام وكثيرون شهود على ذلك منهم المحامى الكبير الأستاذ عبد الحى خلاف والمحامى الكبير الأستاذ محمد اسماعيل والمحامى الكبير الأستاذ عبد الرشيد أحمد وكثيرون شهود ...كما خضعت مرات عديدة للتحقيق أمام نيابة أمن الدولة العليا فى وقائع فساد كبرى قمت بكشفها وتم رفع عشرات القضايا ضدى فى المحاكم وحصلت على البراءة بعد أن قدمت المستندات الدالة على ما نشرته .يعنى بإختصار كنت ومازلت وسوف أظل أقول كلمة الحق ولا أخشى فى الله لومة لائم ...
مقالات تهمك
الدكتور معتز صلاح الدين يكتب.. مواقع التواصل الاجتماعى ..أرقام وافكار ” 1 ” اضغط هنا
الدكتور معتز صلاح الدين يكتب.. مواقع التواصل الاجتماعى ..أرقام وأفكار ”2 ” اضغط هنا
الدكتور معتز صلاح الدين مواقع التواصل الاجتماعى ..أرقام وافكار ” 3 ” اضغط هنا
كاتب المقال الدكتور معتز صلاح الدين كاتب صحفى ومستشار اعلامى و رئيس شبكة إعلام المرأة العربية