الكاتبة الصحفية أمال ربيع تكتب .. إن كان حبيبك عسل ما تلحسوش كله
الامثال الشعبية ، تدل على فهم الحياة على حقيقتها، تزيدنا خبرة على خبراتنا، وحكمة وحنكة فى التعامل مع الاخرين " ، ومن تلك الامثلة " إن كان حبيبك عسل ما تلحسوش كله "اخترت هذا المثل الشعبى ليكون عنوان للمقال كي ادخل في المو ضوع مباشرة، فهذا المثل الشعبي الرائع والحكمة الموروثه التي نرددها على السنتنا كوننا نعلم علم اليقين ان هذه الحكمة قيلت بعد تجربه وخبرة ومعاناة ، وقيلت في مناسبة مهمة ولولا الدروس الكبيرة والفائدة المرجوة المتحققه من هذه الحكمة والمثل الشعبي لما بقي افراد المجتمع يتداوله منذ سنوات طويله ، لنتفق إن الحبيب ،أو الحبيبة ،او الصديق العسل يحب لمن يحبة ، الخير المقرون بالعسل ، على أن لا يستغل الطرف الثانى تلك المحبة فى إستغلال من يحبة بالطمع والجشع وكثرة الطلبات التى لا تنتهى .
"لو كان حبيبك عسل" تقال هذه العبارة للشخص الطماع الذى أخذ الكثير من العطايا ولم يثنيه ذلك عن طلب المزيد، فيقول له أحدهم بصيغة توبيخية "يا أخى كفاية اللى أخدته من فلان، متبقاش طماع، لو كان حبيبك عسل ملتحسوش كله، أو متلهطوش كله أو ما تاكلوش كله" ، فكم من حبيب يعتبر تسامحك معه ضعف ! ويلحس العسل كله ... كم من ابن يظن حب والديه له الضوء الأخضر في التمادي فى الاخطاء والمزيد من الطلبات! ويلحس العسل كله ... كم من صاحب يستغل حيائك وخجلك في احراجك ! ويلحس العسل كله ...كم من جليس يرى كرمك فرصة لا تـُـعوض ! ويلحس العسـل كله ...كم من انسان يخال سكوتك وصبرك رضا ! ويلحس العسل كله ...و كم من قريب يراقب زلاتك فقط كي يلحس العسل كله ! ،القريب .. فالاقرب.. فالاقرب.. كل اللي يريده هو انه يلحس العسل كله ، من هذه الصيغ المختلفه نعرف أنه مثل متنوع ومنتشر من أقصى البلاد ألى أقصاها.
هذه الحكمة والمثل الشعبي تؤكد اهمية ان تكون العلاقات الاجتماعية بين افراد المجتمع بعيدة كل البعد عن المصالح والغايات والاهداف الضيقة، وان تكون العلاقة بينهم في المواقع العملية والمهنية والاجتماعية بعيدة عن الانتهازية والشخصانية تحت مسميات - العسل والمعسل - ، والاجدر على الحبيب أو الصديق ان يحافظ على من يحبة ، وان لا يستغل المحبة في تحقيق غايات واهداف شخصية على حساب المصلحة العامة او للتاثير على الحبيب أو الصديق العسل واحراجه وتكرار الطلبات وتحقيق الغايات من خلال استغلال المحبة ، فتتحول صداقة أو محبة المستغل من سمن على عسل ، الى جفاء ونفور حتى تصبح العلاقة متوترة على صفيح ساخن .
ويعدالحبيب أو الصديق العسل مثل الهواء لا أحد يستغني عن وجوده، نحترمة ونقدرة ولا نسبب له الاحراج، أو نتمادى في الطلبات التي لا تنتهي، والاستغلال البشع، واختلاق أعذار لطلب المال، مع ملاحظة التمهيد لطلب المال بجرعة زائدة بالحاجة الملحة والضرورية إلى أن ينال المبلغ المطلوب ،مع تحميلة -فوق طاقتة -،او نعرقل تقدمه بطلبات مغالى فيها.
من هنا لابد من ضبط الجرعة، والحفاظ على المسافة:... ولا ينسى المثل العامى التنبيه على ضبط جرعة الحب، والقسوة، والدلال، بل والاقتراب، ليكسر حدة الالتهام، والاحتواء، والاحتكار: يقول المثل ... إن كان حبيبك عسل ما تلحسوش كله“
ثم ينبه على جرعة التدليل، والقسوة قائلا: “كـُـتر الأسية تقطـَّـع خيوط المحبة” .. وفى المقابل.. كتر الدلع يكره العاشق“
أما التنبيه على الحفاظ على المسافة فيحتاج لاستقصاء أكثر مما يعنيه المثل القائل: “قـَرَّبوا تبقوا بصل،بعدوا تبقواعسل “
نقولها بكل صدق فالدين النصحية، يجب عليكم أن لا تضايقوا من يهتم بكم ، بالاثقال عليهم بكثرة طلابتكم حتى لا ينفروا منكم، وتجدوا انسفكم فى يوم وليلة منبذون من الجميع بطريقتكتم المستغلة الجشعة,
كاتبة المقال الكاتب الصحفية أمال ربيع بمؤسسة أخبار اليوم