الكاتب محمود نفادي يكتب.. أنا وأقارب الرئيس مبارك بالبرلمان
الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، لم يكن له أشقاء أو أقارب أعضاء بالبرلمان خلال فترة رئاسته لمصر، بينما الآن ابنته الكبرى هدى عبد الناصر معينة بمجلس الشيوخ.
ونفس الحال بالنسبة إلى الرئيس الراحل أنور السادات، حيث دخل البرلمان بعد رحيله أبناء شقيقه عصمت، وهما طلعت، ومحمد انور عصمت السادات. والآن، فى مجلس الشيوخ، يوجد الدكتور عفت عصمت السادات، ومعه نجل شقيقه أنور، وهو سامح السادات، وفى مجلس النواب يوجد عباس عصمت السادات، ومعه كريم طلعت السادات.
بينما الوضع بالنسبة للرئيس الراحل مبارك كان مختلفا بعض الشئ، حيث لا يعرف الكثيرون من المشتغلين بالعمل السياسى والبرلمانى أن الرئيس مبارك كان له شقيق فى مجلس الشعب خلال دورة ١٩٨٤ / ١٩٨٧، وهو أحمد سامى مبارك الذى نجح ضمن قائمة تحالف الوفد والإخوان.
ودخول سامى مبارك الى البرلمان لم يكن على هوى ورغبة الرئيس مبارك، الذى حاول ابعاده بشتى الطرق المشروعة وغير المشروعة - كما قال لى هو ذلك فى أحد اللقاءات معه بالبهو الفرعوني- بل إنه قال لى بالنص:" انا مش عارف الرئيس مبارك بيكرهنى ليه وعاوز يبعدنى عن مجلس الشعب".
وخلال عضوية أحمد سامي مبارك بالبرلمان، لم تكن له ممارسات برلمانية ملموسة، سوى إعلانه عن رغبته فى تأسيس حزب جديد هو "الحزب الجمهورى"، وان طموحه أن يقود المعارضة بهذا الحزب، وخاصة جيل الشباب.
وكان نجاحه فى تلك الدورة البرلمانية وراء الإطاحة بحسن أبو باشا وزير الداخلية وقتها. وبعد حل هذا البرلمان عام ١٩٨٧، توارى سامى مبارك عن الأنظار، وسافر الى المانيا حتى توفى عام ٢٠٠٤ ، ومعه أسرار كثيرة لم يبح بها.
كما لا يعرف الكثيرون، أيضا، أن ابن عم الرئيس مبارك وهو الدكتور أمين مبارك، كان عضوا بالبرلمان عن دائرة شبين الكوم دورة 2005/2000، ولكنه لم يكن قريبا من قيادات الحزب الوطنى، وكان يتعامل مع النواب بتعالٍ، ولم يكن محبوبا، ولكن اسم مبارك قد يكون ساعده على الاستمرار فى رئاسة لجنة الصناعة دون تغيير.
والدكتور أمين مبارك، كان لا يتقبل النقد الصحفى المباح والمشروع. وفى إحدى المرات، وجهت له نقدا فى جريدة "الجمهورية"، حول عصبيته وانفعاله الشديد خلال رئاسته للجنة الصناعة، وتعامله مع أعضاء اللجنة كأنهم طلبة في الجامعة، ففؤجئت به يطلبنى لمقابلته فى مقر اللجنة بالدور السابع بمبنى مجمع اللجان.
وفور دخولى المكتب، وقف منفعلا وغاضبا، وامسك بعدد جريدة الجمهورية، وقام يتمزيقه، والقى به فوق المكتب، وخرجت من مكتبه غاضبا متوجها الى مكتب الوزير كمال الشاذلى وأبلغته بما حدث.
واستدعى الشاذلى الدكتور أمين مبارك فى مكتبه، وأمامى قال له:" يا دكتور جريدة (الجمهورية) التى مزقتها ترخيص صدورها باسم الزعيم جمال عبد الناصر، والرئيس السادات كان رئيس تحرير لها، فكيف تفعل ذلك؟".
وواصل حديثه قائلا له:"الرئيس مبارك لا يرضيه ما فعلته، وانت تعلم ذلك لأن الرئيس مبارك يرفض أن يسئ اليه أحد من أقاربه، أو يستغل أحد اسم مبارك لممارسات خارج المألوف. وكان يمكن ان ترسل ردا للجريدة على ما أغضبك، وعموما طيب خاطر نفادى".
ونظر اليه الوزير الشاذلى قائلا لى:" لا داعٍ لتصعيد الموضوع للجريدة".
وقد طيب الدكتور أمين مبارك خاطرى، استجابة للوزير كمال الشاذلى. وانصرف امين مبارك وقال لى الوزير كمال الشاذلى:" الدكتور أمين ليس سياسيا، يا ابنى وحقك عليَّ".
وعقب تلك الواقعة، أصبح هناك ود كبير تجاهى من جانب الدكتور أمين مبارك، وبدأ يدعونى لحضور اجتماعات لجنة الصناعة. وقد تأكد لى بعد ما حدث فى مكتب كمال الشاذلى أن الرئيس مبارك لا يجامل أقاربه، ولا يتواصل معهم، لأنه لو كان هناك اتصال مع الدكتور أمين مبارك، ما وجه كمال الشاذلى هذا الكلام واللوم والتأنيب للدكتور أمين. ورحل أمين مبارك وبقيت جريدة "الجمهورية" تمارس دورها في تقديم صورة متكاملة عما يدور في البرلمان المصري، وتلقي الضوء على أهم المناقشات والخلافات والخبايا لخدمة قرائها الذين وضعوا ثقتهم بها على مدار سنوات طويلة، وكانت بحق على قدر هذه الثقة.
كاتب المقال الكاتب الصحفى محمود نفادى .. شيخ المحررين البرلمانيين ومستشار تحرير الموقع
مقالات قد تهمك:-
الكاتب الصحفي محمود نفادي يكتب.. سقوط نَمَّر على رئاسة لجنة التعليم اضغط هنا
الكاتب الصحفي محمود نفادي يكتب.. رسالة ”ملك الغابة” إلى رئيس الوزراء اضغط هنا
الكاتب الصحفي محمود نفادي يكتب.. ركن السَلطة فى البرلمان اضغط هنا
الكاتب محمود نفادي يكتب.. معارضون ضلوا طريقهم للأغلبية اضغط هنا
الكاتب محمود نفادي يكتب.. قصة ”الدبة التى قتلت صاحبها رئيس الوزراء” اضغط هنا
الكاتب الصحفي محمود نفادي يكتب.. لا خير فينا.. ولا خير فيكم اضغط هنا
الكاتب الصحفي محمود نفادي يكتب.. النائب ”الحوت” وأبناؤه فى البرلمان اضغط هنا
الكاتب محمود نفادي يكتب ”السادات” ضحية الصراع بين الشاذلى و”الأخوين كامل” اضغط هنا
الكاتب محمود نفادي يكتب.. رسالة ”الدرى” والخطوط الحمراء اضغط هنا
الكاتب الصحفي محمود نفادي يكتب.. النائبة دى أمى اضغط هنا
الكاتب الصحفي محمودنفادي يكتب.. الجرعة بعشر أمثالها اضغط هنا
الكاتب الصحفى .. محمود نفادى .. يكتب .. الحكومة ضد الحكومة اضغط هنا
الكاتب الصحفي محمود نفادي يكتب.. حذاء رئيس الوزراء اضغط هنا
الكاتب الصحفي محمود نفادي يكتب.. الفيديوهات الجنسية للنواب اضغط هنا
الكاتب الصحفي محمود نفادي يكتب ”انسف مطبخك البرلمانى القديم” اضغط هنا