الكاتب الصحفي محمود نفادي يكتب.. أغرب طلب برلمانى من وزير الداخلية
تنص "المادة ١٠٤ "، من الدستور المصرى على أنه يشترط على عضو مجلس النواب قبل أن يباشر مهام منصبه أن يؤدى اليمين الدستورية، ونصها:" أقسم بالله العظيم أن أحافظ مخلصًا على النظام الجمهورى، وأن احترم الدستور والقانون، وأن أرعى مصالح الشعب رعاية كاملة، وأن أحافظ على استقلال الوطن، ووحدة وسلامة اراضية".
هذا هو النص الدستورى للقسم الذى يؤديه كل عضو بالبرلمان كشرط لممارسة مهام العضوية، ولكن هناك بعض النواب لم يلتزموا خلال عضويتهم بهذا القسم، وهناك نواب خالفوا الدستور والقانون، والدليل إسقاط العضوية عنهم، وصدور أحكام قضائية بحبسهم. والأمثلة عديدة خلال تاريخنا البرلمانى القديم والحديث، وآخرهم النائبة سحر الهوارى، المحبوسة حاليا على ذمة قضية قروض من البنوك، ونائب الاسكندرية صلاح عيسى، والمسجون حاليا فى قضية رشوة.
كما أن الممارسة العملية لعدد ليس بالقليل، أظهرت عدم إلتزامهم برعاية مصالح الشعب، بل تجاهلوها ولم يرعوها، بل وكانوا يتهربون ممن انتخبوهم في دوائرهم.
ومثل هؤلاء النواب لا يستمرون بالبرلمان طويلا، ويطلق عليهم "نواب الترانزيت"، ويكتسبون عضوية البرلمان لفصل تشريعى واحد يتيم.
وهناك نواب يلتزمون بهذا القسم، ويسعون بكل قوة لخدمة المواطنين، ولا يبالون باتهام "أنهم نواب الخدمات"، بل، أحيانا، تكون مجاملاتهم للمواطنين فى المآتم والأفراح، مُقدمَة على الخدمات، ويصل الأمر بهم، أحيانا، أنهم يحضرون احتفال السبوع والعقيقة للمواليد، وهؤلاء يستمرون بعضوية البرلمان لسنوات طويلة.
ومن بين هؤلاء النواب الذى عاصرتهم تحت القبة، نائب دشنا، بمحافظة قنا، فايز ابو الوفا الشاذلى، وكان نائبا منذ عام ١٩٧٦حتى عام ٢٠٠٠ على مدار ٢٤عاما متصلا، واستطاع في الإنتخابات البرلمانية عام ١٩٩٥، أن يسقط اللواء عبد المنعم عوض، وكان قيادة أمنية كبيرة فى جهاز أمن الدولة، ومرشح الحزب الوطني، بينما كان ابو الوفا مرشحا مستقلا.
ويعد النائب ابو الوفا من أشهر نواب الخدمات، وقد حدثت واقعة غريبة فى اجتماع لجنة الدفاع والأمن القومى، عندما كان اللواء عبد الحليم موسى وزيرا للداخلية، وحضر لإلقاء بيان حول حادث إرهابى وقع فى ميدان سيدى عبد الرحيم القنائى بقنا.
وخلال القاء البيان، نظر لقاعة الاجتماع، فوجد النائب فايز ابو الوفا جالسا فخاطبه قائلا:" ساعد الأمن يا فايز عشان يقبضوا على العيال الإرهابيين"، فقال له ابوالوفا:" عينى يا باشا، بس خلص لى الطلب اللى عندك".
وهنا، انتفض الوزير عبد الحليم موسى واقفا، وقال له:" مقدرش يا فايز.. طلب صعب، بل مستحيل"، فرد فايز من مقاعد الأعضاء:" تقدر يا باشا.. خلص الطلب".
وأمام اصرار فايز ابو الوفا، قال له وزير الداخلية :" نحكم اللجنة بينى وبينك"، واستطرد:" الحاج فايز مقدم طلب لطالب أعور علشان يلتحق بكلية الشرطة". وانفجرت القاعة بالضحك، ورد فايز:" دخله يا باشا، وبعدين افصله".
ولم يعلق الوزير، وبالتأكيد، لم يدخل الطالب الأعور كلية الشرطة، ولكن النائب فايز ابو الوفا ساعد رجال الأمن للقبض على الإرهابيين.
وبالتاكيد، كان هذا الطلب أغرب طلب برلمانى استمعت اليه خلال ٤٢ عاما، قضيتها متابعا للبرلمان ونشاطه. ويكشف الطلب أن نائب الخدمات يسعى لخدمة أبناء دائرته، سواء كان الطلب مشروعا، او غير مشروع.
وقد كان رصيد النائب فايز ابو الوفا عونا لنجله حسين فايز ابو الوفا، ليجلس على مقعد والده فى مجلس ٢٠١٢، ثم مجلس ٢٠١٥، ولكنه لم يقدم طلبا غريبا مثل الطلب الذى قدمه والده لـ"شيخ العرب"، وزير الداخلية، محمد عبد الحليم موسى، مع علمى أن هناك طلبات غريبة قدمت من بعض النواب، ولكنها لم تكن فى العلن، ويعلمها الوزراء الذين قدمت إليهم.
كاتب المقال الكاتب الصحفى محمود نفادى .. شيخ المحررين البرلمانيين ومستشار تحرير الموقع
مقالات قد تهمك:-
الكاتب محمود نفادي يكتب.. أنا وأقارب الرئيس مبارك بالبرلمان اضغط هنا
الكاتب الصحفي محمود نفادي يكتب.. سقوط نَمَّر على رئاسة لجنة التعليم اضغط هنا
الكاتب الصحفي محمود نفادي يكتب.. رسالة ”ملك الغابة” إلى رئيس الوزراء اضغط هنا
الكاتب الصحفي محمود نفادي يكتب.. ركن السَلطة فى البرلمان اضغط هنا
الكاتب محمود نفادي يكتب.. معارضون ضلوا طريقهم للأغلبية اضغط هنا
الكاتب محمود نفادي يكتب.. قصة ”الدبة التى قتلت صاحبها رئيس الوزراء” اضغط هنا
الكاتب الصحفي محمود نفادي يكتب.. لا خير فينا.. ولا خير فيكم اضغط هنا
الكاتب الصحفي محمود نفادي يكتب.. النائب ”الحوت” وأبناؤه فى البرلمان اضغط هنا
الكاتب محمود نفادي يكتب ”السادات” ضحية الصراع بين الشاذلى و”الأخوين كامل” اضغط هنا
الكاتب محمود نفادي يكتب.. رسالة ”الدرى” والخطوط الحمراء اضغط هنا
الكاتب الصحفي محمود نفادي يكتب.. النائبة دى أمى اضغط هنا
الكاتب الصحفي محمودنفادي يكتب.. الجرعة بعشر أمثالها اضغط هنا
الكاتب الصحفى .. محمود نفادى .. يكتب .. الحكومة ضد الحكومة اضغط هنا
الكاتب الصحفي محمود نفادي يكتب.. حذاء رئيس الوزراء اضغط هنا
الكاتب الصحفي محمود نفادي يكتب.. الفيديوهات الجنسية للنواب اضغط هنا
الكاتب الصحفي محمود نفادي يكتب ”انسف مطبخك البرلمانى القديم” اضغط هنا