فتحى ندا الخبير الاقتصادى والمحلل المالى يكتب.. هَدْمُ الإِنسَان وقَتلُ الوَعْيِ ... في دمياط
هدمُ المسارح وإزالتها من الوجود فِعلٌ لا يجوز أن نَصِفَهُ بوصف لا يجوز إذا تم هدم المسارح بهدف إعادة البناء والتطوير أو نقلها الى مواقع أنسب وما الى ذلك من أهداف التنمية والتطوير.
لكن إذا كان الهدم من أجل هدف "لا يعلمه مثقفوا محافظة دمياط حتى الآن"، هذا مع رفض إعادة بناء مسرحين من أعرق مسارح مصر كانا مصدرا للإشعاع الثقافي والتنوير وإحياء الوعي وبناء الإنسان في شمال الدلتا ليس فقط بل في ربوع مصر حيث كان أحدهما في أقدم القرى السياحية في مصر (مصيف رأس البر)، والثاني على نهر النيل في عاصمة محافظة دمياط قلعة صناعة الأثاث ويتوافد عليهما المصريين من ربوع المحروسة.
بماذا يمكن أن نصف ما حدث ويحدث حتى تاريخه في محافظة دمياط من عدم الاكتراث بدور المسرح في إحياء الوعي وبناء الإنسان في الجمهورية الجديدة والذي ينادى بهما الرئيس عبد الفتاح السيسي، ليل نهار؟
بماذا يُمكن أن نصف هدم المسارح في دمياط ورفض إعادة بنائها في حين تُنشأ المراكز الثقافية متضمنة مسارح ضخمة في محافظات أخرى بالإضافة الى المسارح القائمة بها؟
هذه التساؤلات وغيرها هي ما دفعت الكاتب المسرحي الشهير الأستاذ/ محمد أبو العلا السلاموني -" بعد زيارة مُخَيِبَةٌ للآمال الى السيدة الدكتورة محافظ دمياط " -لتوجيه خطاب مفتوح بهذا الخصوص، هذا نصه: -
خطاب مفتوح الى السيدة الدكتورة / محافظ دمياط.
لم يحدث فى أي مكان فى مصر والعالم أن تم هدم مسرح وازالته من الوجود دون اعادة بنائه وبأمر رسمي من المسئولين وليس بأمر من المتطرفين او الجهلاء، هذا وللأسف الشديد ما حدث فى محافظتنا دمياط التى تعتبر أعرق محافظات مصر وأقدم موانيها واكثرها تعرضا للغزوات وأهمها شهرة فى الصناعات وبها أقدم قرية سياحية مصرية وربما فى المنطقة (رأس البر) وأفضل من أنجبت نخبة من الادباء والعلماء والمفكرين والسياسيين .كل هذا لم يشفع لها اعادة بناء ما هُدم من مسرحين عريقين حتى كدنا نحن المثقفون فى دمياط نتمنى أن تخسف بنا الارض خجلا حين يؤنبنا أحد بأننا هدمنا صرحين عريقين للثقافة (مسرح مجلس مدينة دمياط الذى أُخرجت عليه مسرحيات كبار المخرجين منهم سعد أردش ونبيل الألفي، ومسرح ٦اكتوبربرأس البر الذى يعود تاريخه أوائل القرن الماضى حين كانت الفرق التى أنشأها طلعت حرب تأتى رأس البر ومعها كبار فناني مصر وأدباءها ونخبتها السياسية، فضلا عن حفلات أم كلثوم أثناء المصيف.
ألم يستوعب أحد ما كان يردده الرئيس السيسي بأن قضية مصر اليوم هى قضية الوعي؟ مما يلقى على عاتقنا أهمية بناء هذا الوعي بأدواتنا الثقافية وعلى رأسها المسرح؟ والحقيقة أن المسرح ليس مجرد مبنى كما قد يظن البعض وانما هو بوتقة كل الفنون التى تبنى الوعي وبناء الانسان الذي هو أساس مشروعنا القومي (حياة كريمة) الذي نصرف عليه دم قلبنا. ان وجود مسرح فى مكان يعنى بؤرة متوهجة من الشعر والنثر والموسيقى والرقص والاداء والتشكيل والاعلام وغيرها وكل هذا يعنى بناء الروح والوعي وتوظيفهما من أجل بناء الجمهورية الجديدة.
لا اريد أن اطيل ولكن اود ان أنبه الى خطورة واهمية هذا الامر الذي إذا سكتنا عليه فانه يعتبر بمثابة خيانة عظمى فى حقنا وحق الوطن.
هذا وبالله التوفيق. الكاتب المسرحي: أبو العلا السلاموني
كاتب المقال فتحى ندا الخبير الاقتصادى والمحلل المالى
مقالات قد تهمك:-
فتحى ندا الخبير الاقتصادى والمحلل المالى يكتب.. سياحة الترانزيت كنز مهمل اضغط هنا
فتحى ندا يكتب .. حَرْبٌ السِلْمِ وَالحَرْبِ... كَلِمَة اضغط هنا