بوابة الدولة
الجمعة 22 نوفمبر 2024 06:19 مـ 21 جمادى أول 1446 هـ
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرصالح شلبي
مستشار التحريرمحمود نفادي
بوابة الدولة الاخبارية

الكاتب الصحفي محمود نفادي.. النائب كمال أحمد.. من اتهام السادات بالخيانة إلى ضرب عكاشة بالحذاء 

الكاتب الصحفي محمود نفادي
الكاتب الصحفي محمود نفادي

هناك نواب تسجل لهم المضابط البرلمانية مواقف نادرا أن تتكرر مرة أخرى، وبعضها مواقف لا تتعلق بممارسات برلمانية فى مواجهة رئيس الوزراء أو الوزراء، ولكن فى مواجهة رئيس الدولة داخل قاعة البرلمان.
ومن بين هؤلاء النواب نائب الاسكندرية المستقل سياسيا، والمنتمى للتيار الناصرى فكريا، كمال أحمد، الذى كان ضمن النواب المعترضين على توقيع اتفاقية كامب ديفيد للسلام بين مصر وإسرائيل واسترداد ارض سيناء.

وفى الجلسة التاريخية التى عقدها مجلس الشعب بعد زيارة الرئيس السادات لتل أبيب، وإعلانه استعداده لتوقيع اتفاقية سلام مع إسرائيل، وأثناء وقوف السادات على منبر المجلس، وقف كمال أحمد صائحا فى وجهه قائلا:" هذه خيانة وعار واستسلام". وقال له السادات:" بتقول ايه يا ابنى؟"، لعله يتراجع، فكررها مرة أخرى:"هذه خيانة وعار واستسلام". وهاجت الأغلبية، وتم إخراجه خارج القاعة بقرار من رئيس المجلس المهندس سيد مرعى.

ولم يتم اتخاذ اى اجراءات قانونية ضده، ولم يصدر قرار باعتقاله، ولم تحذف العبارة من المضبطة، وظلت شاهدة على تلك الواقعة الفريدة من نوعها وغير المسبوقة برلمانيا، حتى اعلن كمال أحمد اعتذاره للرئيس السادات، ولكن بعد وفاته، وخلال حضوره لقاء فى القصر الجمهورى مع الرئيس حسنى مبارك مع عدد من نواب مجلس الشعب، لإيمانه بأن الاعتذار فضيلة، وان ما قام به الرئيس السادات كان يستحق الإشادة وليس الاتهام بالخيانة والعار والاستسلام.. كما ابلغنى خلال لقاء جمعنى معه منذ أيام قليله بالأسكندرية.
الا ان قرار اعتقال كمال أحمد جاء يوم ٥ سبتمبر ١٩٨٠، مع عدد كبير من القيادات السياسية والدينية، بقرار من الرئيس السادات. وضمت القائمة فؤاد سراج الدين رئيس حزب الوفد، و البابا شنودة، والكاتب الصحفى محمد حسنين هيكل، والدكتور محمد حلمى مراد، وزير التعليم السابق وآخرين.

وقد أفرج عن المعتقلين الرئيس مبارك عقب اغتيال السادات فى ٦ اكتوبر ١٩٨٠، وعقب توليه الحكم لفتح صفحة جديدة للمصالحة الوطنية.
واستمرت مسيرة كمال أحمد البرلمانية محافظا على استقلاله، رافضا الانتماء لأي احزاب سياسية، ومحافظا على قسمه الدستورى برعاية مصالح الشعب، ومعتمدا فى دعايته الانتخابية فى دائرة العطارين واللبان على تاريخه البرلمانى ناصع البياض وسمعته السياسية محل التقدير والاحترام من جموع الناخببن، وفاز على مرشحي المال، وبعضهم انفق عشرات الملايين من أجل إسقاطه، ونجح فى معركة انتخابات ٢٠٠٥ ودخول المجلس، وايضا فى انتخابات ٢٠١٥.

وكان النائب كمال أحمد فى مقدمة المشاركين فى ثورة ٣٠ يونيو التى اطاحت بحكم جماعة الإخوان الإرهابية، وأتذكر خلال مكالمة تليفونية معى قبل الاطاحة بالخائن محمد مرسى، أنه قال لى:" مرسى شنق نفسه عندما رفض كل المبادرات والدعوات التى وجهها المشير عبد الفتاح السيسى وهو وزيرا للدفاع".

وعندما عاد النائب كمال أحمد الى مجلس النواب فى عام ٢٠١٥، أصبح شيخ المستقلين، وممثلا لهم فى اللجنة العامة للمجلس.
وفى الدورة الأولى، أعاد التاريخ نفسه مرة اخرى بعد مرور نحو ٣٨ سنة، ليكرر عبارة "هذه خيانة وعار " داخل القاعة، أيضا، للنائب توفيق عكاشة، ولكنه زاد عليها بأن رفع حذاءه وضرب به عكاشة، أمام جميع النواب، بسبب لقائه مع السفير الإسرائيلي بالقاهرة، واتهامه عبد الناصر بالخيانة.

وتمت احالته الى لجنه القيم لمحاسبته عن مخالفة اللائحة، وكان اتجاه غالبية أعضاء اللجنة ممن كانوا ينتمون الى "ائتلاف دعم مصر"، صاحب الأغلبية وقتها، هو إسقاط عضويته من البرلمان، الا ان الدكتور على عبد العال رئيس البرلمان، وقتها، عارض بشده اتخاذ هذا القرار وتصدى لرغبة نواب الأغلبية، كما قال لى كمال احمد ذلك. وصدر قرار بحرمانه من حضور الجلسات حتى نهاية دور الانعقاد الاول.
وعندما التقيت به منذ ايام سألته:" لقد اعتذرت للرئيس السادات عن واقعة اتهامه بالخيانة والعار والاستسلام. فهل يمكن ان تعتذر لتوفيق عكاشة؟"، فقال بحسم وبلهجة قوية:" لا وألف لا.. لقد كان توفيق عكاشة يستحق ما فعلته، لانه قال لى قبل ان اضربه بالحذاء إن عبد الناصر خائن، وهذا كذب وافتراء واتهام باطل يستحق عليه الضرب بالحذاء".

وخلال معاصرتى ومتابعتى لممارسات كمال احمد البرلمانية فى مرحلة شبابه، فى عهد الرئيس السادات، وفى مرحلة الشيخوخة فى عهد الرئيس مبارك، والرئيس عبد الفتاح السيسي، تأكد لى ان النائب الذى يصنع له تاريخا برلمانيا، يظل خالدا فى قلوب المصريين، جيلا بعد جيل، وان بعض المواقف ترفع النائب الى عنان السماء، وتسجلها المضابط بأحرف من نور، وان رسالة النائب تحت القبة وخارجها، هى رعاية الشعب المصرى ورد الجميل له على انتخابه له.

وما سجلته فى مقالى هما موقفان، فقط، للنائب المصرى كمال احمد، ولكن هناك مئات، بل آلاف المواقف السياسية والبرلمانية له، التى تحتاج إلى كتاب من الحجم الكبير لتسجليها، وهو ما دعانى لمطالبته بتسجيل مسيرته السياسية والبرلمانية، واصدارها فى كتاب لكى يطلع عليها الجيل الحالى والاجيال المقبلة، وتكون بمثابة درس خصوصي للنواب الحاليين، ولكل من يفكر ان يكون نائبا عن الشعب المصرى العظيم.

كاتب المقال الكاتب الصحفى محمود نفادى .. شيخ المحررين البرلمانيين ومستشار تحرير الموقع

مقالات قد تهمك:-

الكاتب الصحفي محمود نفادي يكتب..مجلس الشورى المجنى عليه بشهادة النائب كمال قنديل اضغط هنا

الكاتب الصحفي محمود نفادي يكتب.. قصة استجواب الأغذية الفاسدة اضغط هنا

الكاتب الصحفي محمود نفادي يكتب.. خلى بالك من رقبتك اضغط هنا

الكاتب الصحفي محمود نفادي يكتب.. من أنقذ ”نواب سميحة”؟ اضغط هنا

الكاتب الصحفي محمود نفادي يكتب.. مهنة البحث عن ”المكاسب” اضغط هنا

الكاتب الصحفي محمود نفادي يكتب.. ”نائب الرصاص”.. بين الاتهام والتكريم اضغط هنا

الكاتب الصحفي محمود نفادي يكتب.. الجمهورية الجديدة بلا طوارئ اضغط هنا

الكاتب الصحفي محمود نفادي يكتب.. أغرب طلب برلمانى من وزير الداخلية اضغط هنا

موضوعات متعلقة

أسعار العملات

متوسط أسعار السوق بالجنيه المصرى21 نوفمبر 2024

العملة شراء بيع
دولار أمريكى 49.6247 49.7247
يورو 52.2102 52.3204
جنيه إسترلينى 62.7058 62.8520
فرنك سويسرى 56.1112 56.2560
100 ين يابانى 32.0760 32.1489
ريال سعودى 13.2174 13.2454
دينار كويتى 161.3130 161.6906
درهم اماراتى 13.5092 13.5390
اليوان الصينى 6.8525 6.8672

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار سعر البيع سعر الشراء بالدولار الأمريكي
سعر ذهب 24 4286 جنيه 4263 جنيه $86.73
سعر ذهب 22 3929 جنيه 3908 جنيه $79.50
سعر ذهب 21 3750 جنيه 3730 جنيه $75.89
سعر ذهب 18 3214 جنيه 3197 جنيه $65.05
سعر ذهب 14 2500 جنيه 2487 جنيه $50.59
سعر ذهب 12 2143 جنيه 2131 جنيه $43.36
سعر الأونصة 133301 جنيه 132590 جنيه $2697.53
الجنيه الذهب 30000 جنيه 29840 جنيه $607.09
الأونصة بالدولار 2697.53 دولار
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى