الكاتب الصحفي محمود نفادي يكتب.. لماذا يصدق الشعب الرئيس السيسي؟
فى كتاب "مصر الغد" للدكتور احمد خليفة، الرئيس السابق للمركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية، تحدث عن ثلاث فجوات يعانى منها الشعب المصرى، وهى فجوة التصديق، وفجوة المعرفة، وفجوة القانون.
ومقالى اليوم يتحدث حول "فجوة التصديق" لأنها اهم واخطر الفجوات الثلاث، حيث ذكر الدكتور خليفة ان الشعب المصرى، بصفة عامة، يميل الى عدم تصديق ما يقوله الحكام، او ما يعدون به، وان لديه شكوكا حول ما يقوله الحاكم، وايضا ما تعلنه الحكومة، وعندما يصدر بيان نفى من الحكومة، يردد غالبية الشعب مقولة "النفى دليل على كذب الحكومة وليس صدقها".
هذا ما ذكره الدكتور احمد خليفة فى كتابه "مصر الغد"، والذى دفعت فيه ثلاثة جنيهات، فقط لاغير، باعتباره ضمن مشروع مكتبة الأسرة للسيدة سوزان مبارك، ومشروع القراءة للجميع. الذى يحسب للسيدة سوزان مبارك.
ومن خلال متابعتى ورصدى الصحفى لمواقف الشعب المصرى من حكامه، خاصة بعد ثورة يوليو ١٩٥٢، وقبل ثورة ٣٠ يونيو ٢٠١٣، لا بد ان اسجل عدة ملاحظات فى غاية الأهمية:
اولا: بالنسبة للرئيس جمال عبد الناصر، فان "فجوة عدم التصديق" بينه وبين الشعب الذى احبه، بل ووصل حبه إلى مرحلة التقديس، نجد ان تلك الفجوة ظهرت وتزايدت بعد هزيمة يونيو ١٩٦٧ووصفه الهزيمة بالنكسة. وتصريحه الشهير سوف ارمى إسرائيل ومن ورائها قاصدا أمريكا فى البحر .
ثانيا: بالنسبة للرئيس الراحل انور السادات، فان "فجوة عدم التصديق"، بدأت بإعلانه عام الحسم واعتزامه اعلان الحرب على اسرائيل لتحرير الأرض، وكان ذلك فى بداية عام ١٩٧٢، ثم خرج ليعلن ان الضباب هو الذى منع عام الحسم، ثم استرد السادات ثقة الشعب وتصديقه بنصر اكتوبر العظيم. وعادت فجوة عدم التصديق بانتفاضة يناير ١٩٧٧والتى وصفها بانتفاضة الحرامية واحتضن التيار المتاسلم ليضرب تيار اليسار فانقلب السحر على الساحر وتم اغتياله فى اكتوبر ١٩٨١.
ثالثا: اما الرئيس الراحل محمد حسنى مبارك، والذى حكم مصر لمدة ٣٠عاما، فان "فجوة عدم التصديق"، ظهرت وتزايدات بظهور نجله جمال فى المشهد الحزبى، وتوليه امانة السياسات استعدداد للتوريث، لدرجة انه عندما كان صادقا مائة فى المائة بعد احداث يناير ٢٠١١، بانه وابنه لن يبقيا فى الحكم بعد انتهاء فترة رئاسته الحالية فى نهاية ٢٠١٢، رفض غالبية الشعب تصديقه . رغم انه لم يكن صادقا مثلما كان صادقا فى هذا الوعد حتى رحل .
هذه مجموعة ملاحظات على رؤساء مصر الثلاثة ناصر والسادات ومبارك، أما الخائن محمد مرسى، فقد عانى الشعب المصرى كثيرا من "فجوة عدم التصديق" لأنه كان يتنفس الكذب فى كل كلماته وتصريحاته، بل ان الشعب عانى منه "فجوة التهجيص" ايضا، عندما اعلن انه سيحل مشكلة المرور فى اول ١٠٠ يوم من حكمه، وثبت كذبه البين، لان مشكلة المرور تفاقمت اكثر واكثر. وكلمته الشهيرة بعد خطف عدد من جنودنا فى سيناء فدعا للحفاظ على الخاطفين والمخطوفين وكان يقصد الخاطفين فقط لانهم من جماعته وأهله وعشيرته الإرهابيين ولاد الإرهابيين.
وعندما تولى الرئيس عبد الفتاح السيسى الحكم فى عام ٢٠١٤، كان يدرك جيدا هذه الحقيقة، ولذلك حرص منذ اول خطاب له للشعب، عقب تسلمه السلطة من الرئيس المؤقت المستشار عدلى منصور فى ٨ يونيو ٢٠١٤، على معالجة "فجوة عدم التصديق" بينه وبين الشعب، حيث قال:" لقد كنت صادقا معكم، إذ أعلمتكم بصعوبة المهمة ووعورة الطريق، الا ان ذلك لم يقطع يقينى وثقتى بأننا نحن المصريين قادرون على التحدى ومجابهة المخاطر والعبور للمستقبل ما دمنا نمتلك الوعى الحقيقى والارادة الصلبة ومتمسكين بوحدة الصف الوطنى".
واقول بكل صدق، ومن خلال تحليل دقيق وامين لكل وعود الرئيس عبد الفتاح السيسى للشعب المصرى بالنسبة للعمل الداخلى اوالخارجى، ان الرئيس السيسي لم يخلف وعدا قطعه على نفسه للشعب، وانه استفاد من تجارب الرؤساء السابقين وانه صارح الشعب بكل التحديات فصدقه الشعب وسانده والتف حوله.
واعتقد بكل ثقة، انه لو أجرى احد مراكز استطلاع الرأى استطلاعا حول "فجوة عدم التصديق" فى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي لأظهر هذا الاستطلاع ان نسبة تتجاوز ٨٥ فى المائه من الشعب المصرى من مختلف الفئات والأعمار، تصدق الرئيس السيسي فى كل ما يقوله ويعلنه، وهى نسبة عالية جدا . لانهم يرون افعالا وانجازات غير مسبوقة للرئيس السيسى داخليا وخارجيا.
فالشعب يصدق الرئيس عبد الفتاح السيسى لانه احترم الشعب وراهن عليه فى اكثر من موقف وكسب الرئيس الرهان. كما أنه لم يبع الوهم للشعب، ولم يفكر فى كسب أى شعبية على حساب مصالح مصر العليا،
وقد طرحت هذا السؤال على عدد من المصريين المقربين منى وايضا عدد اخر لا اعرفهم وخاصة بعض سائقى أوبر وكريم والتاكسى الابيض وعاملين بالكافيات. وتركزت الإجابات فى ٥مجالات. اكدت صدق الرئيس السيسي. اولها الكهرباء والتى انارت منازل المصريين ولم تعد تنقطع بالايام والساعات . ثم شبكة الطرق العملاقة التى سهلت ويسرت حياة المصريين واصبحت مصر فى ظلها غير مصر التى كانت عام ٢٠١٤.ثم الصحة والمبادرات الرئاسية للحفاظ على صحة المصريين وخاصة القضاء على فيروس c.ثم القضاء على العشوائيات ونقل سكانها الى مساكن تليق بهم كمواطنين مصريين .ثم تأمين الوطن والمواطن من خطر الإرهاب والغاء قانون الطوارئ دون ان يتوقع احد هذا القرار التاريخى له .
وايضا لأنه ليس رئيسا لحزب حاكم، ولكنه حكم بين جميع الاحزاب، ويقف على مسافة واحدة منها.
واعتقد ان الدكتور احمد خليفة لو أعاد كتابه "مصر الغد" طبعة ٢٠٢١ ، فى عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي لحذف "فجوة عدم التصديق" من الفجوات الثلاث، ولاكتشف ان الشعب المصرى يميل الى تصديق الحاكم، طالما انه امين وصادق مع الله ومع نفسه ومع الشعب.
هذا هو الرئيس عبدالفتاح السيسى وهذه إجابة على عنوان المقال لماذا يصدق الشعب الرئيس السيسي؟ مع احترامي وتقديري لمن يصدقون الرئيس عبدالفتاح السيسى ويجددون الثقه به يوما بعد آخر. وايضا لمن لايصدقه وهذا حقهم وقناعتهم ولكنى اثق واتوقع ان ينضموا قريبا الى الفريق الأول وتصديقه.
كاتب المقال الكاتب الصحفى محمود نفادى .. شيخ المحررين البرلمانيين ومستشار تحرير الموقع
مقالات قد تهمك:-
الكاتب الصحفي محمود نفادي يكتب..مجلس الشورى المجنى عليه بشهادة النائب كمال قنديل اضغط هنا
الكاتب الصحفي محمود نفادي يكتب.. قصة استجواب الأغذية الفاسدة اضغط هنا
الكاتب الصحفي محمود نفادي يكتب.. خلى بالك من رقبتك اضغط هنا
الكاتب الصحفي محمود نفادي يكتب.. من أنقذ ”نواب سميحة”؟ اضغط هنا
الكاتب الصحفي محمود نفادي يكتب.. مهنة البحث عن ”المكاسب” اضغط هنا
الكاتب الصحفي محمود نفادي يكتب.. ”نائب الرصاص”.. بين الاتهام والتكريم اضغط هنا
الكاتب الصحفي محمود نفادي يكتب.. الجمهورية الجديدة بلا طوارئ اضغط هنا
الكاتب الصحفي محمود نفادي يكتب.. أغرب طلب برلمانى من وزير الداخلية اضغط هنا