تعاون بين «كاسبرسكي» والإنتربول للتدريب على مكافحة برمجيات الملاحقة
انضمت شركة كاسبرسكي للحلول الأمنية إلى عدد من الجهات صاحبة الخبرة، العاملة تحت مظلة “التحالف ضد برمجيات الملاحقة”، في مبادرةٍ ترمي إلى تزويد الجهات الشرَطية بالمعرفة اللازمة للتحقيق فيما يُعرف بـ”الملاحقة الرقمية”ـ وبدأت ثلاثة أعضاء التحالف، خلال أكتوبر الماضي، الشهر الذي تخصصه عدد من البلدان حول العالم لرفع الوعي بخطر الملاحقة عبر الإنترنت، بتنظيم دورات تدريبية تتناول قضايا الملاحقة الرقمية والعنف المنزلي، وذلك بالاشتراك مع الشرطة الدولية (الإنتربول)، إحدى الجهات المؤيدة للتحالف.
وهدف التدريب، الذي اشتركت في تنظيمه كاسبرسكي والشبكة الوطنية الأمريكية لإنهاء العنف المنزلي، والمنظمة الوطنية الأسترالية الشاملة لمناهضة العنف المنزلي (وِسنِت)، وشارك فيه عبر الإنترنت أكثر من 210 مشاركين، إلى المساعدة في تمكين جهات إنفاذ القانون من بناء قدراتها الرقمية لدعم الضحايا الذين يطلبون المساعدة، فضلًا عن محاسبة الجناة.
(Stalkerware)، وهي تطبيقات، وعادة ما يُثبِّت المعتدي برمجيات الملاحقة المتاحة تجاريًّا، على هاتف شخص قد يكون شريك حياته الحالي أو السابق، من دون علمه، بهدف معرفة تحركاته وملاحقته عبر الإنترنت.
وتُمكّن هذه البرمجيات المعتدين من الوصول خِلسة إلى البيانات الشخصية للمعتدى عليه، مثل موقع الجهاز وسِجلّ المتصفح والرسائل النصية ومحادثات وسائل التواصل الاجتماعي والصور، وغيرها.
ومع ذلك فإن برمجيات الملاحقة ليست مجرد مشكلة تتعلق بانتهاك الخصوصية، وإنما شكل من أشكال العنف الرقمي والمنزلي.
ووفقًا لتقرير “حالة برمجيات الملاحقة 2020” الصادر عن كاسبرسكي، تأثر 53,870 مستخدمًا للهواتف المحمولة في جميع أنحاء العالم بهذا النوع من البرمجيات في العام 2020.
ولا تشمل هذه الأرقام سوى مستخدمي حلول كاسبرسكي، ما يعني أن الأرقام الواقعية أعلى. ويُقدِّر التحالف ضد برمجيات الملاحقة، الذي شاركت كاسبرسكي في تأسيسه في العام 2019،
ويضم اليوم أكثر من 40 منظمة تنشط في مجال مكافحة برمجيات الملاحقة والمشاكل الناجمة عنها، أن استخدام هذه البرمجيات قد يتجاوز مليون حالة سنويًّا.
من جهته أوضح بي لينغ لي، القائم بأعمال المدير المساعد للإستراتيجية وتنمية القدرات في الإنتربول، أن الملاحقة الرقمية مشكلة معروفة “لمجتمع انفاذ القانون الدولي” التحقيقات حول برمجيات الملاحقة، التي قال إنها تخفي نفسها جيدًا، ما يتطلّب إجراء التحقيقات بعناية لضمان سلامة الضحايا.
وأضاف: “قدّمت الجلسات التي أقيمت عبر الإنترنت بتنظيم من كاسبرسكي والشبكة الوطنية الأمريكية لإنهاء العنف المنزلي والمنظمة الوطنية الأسترالية الشاملة لمناهضة العنف المنزلي، نصائح مفيدة للبلدان الأعضاء، ونحن في الإنتربول ملتزمون بالعمل باستمرار مع التحالف لتطوير التدريب المقدّم في أوساط أجهزة إنفاذ القانون العالمية، ورفع الوعي بهذه المشكلة”.
وقدم خبراء كاسبرسكي في الجلسات التدريبية المعرفة الفنية من منظور تقني حول ماهية برمجيات الملاحقة وطرق تثبيتها، وعرّفوا ضُباط إنفاذ القانون بسبل اكتشافها بأمان حماية للضحية.
وتضمنت الجلسات مقدمة حول كيفية العمل مع TinyCheck، الأداة الرقمية الخاصة بمكافحة برمجيات الملاحقة والتي تسمح للمستخدم مجانًا بفحص أي جهاز بحثًا عن أية برمجيات ملاحقة قد تكون مثبتة عليه، دون إشعار الجاني.
وأعرب نوشين شباب، الباحث الأمني الأول لدى كاسبرسكي، عن سعادته بالعمل مع جهات إنفاذ القانون ومشاركتها خبرات كاسبرسكي بشأن التهديدات التي تنطوي عليها برمجيات الملاحقة، لكنه أوضح أن معرفة التهديد وحده لا تساعد في معالجته.
وقال: “نحرص في هذا السياق على أن نقدّم للمسؤولين الحلول المناسبة، ومنها أداة TinyCheck، التي تُعدّ أداة مفيدة مفتوحة المصدر لاكتشاف برمجيات الملاحقة بأمان عند مواجهة حالة اشتباه.
ومن المنتظر أن تصبح TinyCheck أداة معيارية لدعم الضحايا وجهات إنفاذ القانون للتأكّد بسهولة مما إذا كانت برمجيات الملاحقة مثبتة على الجهاز”.
خلال الدورات التدريبية قدّمت منظمتان غير حكوميتين تعملان في مجال مناهضة العنف المنزلي نصائح حول سبل تمكين ضباط إنفاذ القانون من دعم الضحايا الذين يحتاجون إلى المساعدة.
واختُتم التدريب بطرح الأسئلة وتبادل الملاحظات حول الجلسات. من ناحيتها، قالت إيريكا أولسن مديرة شبكة الأمان لدى الشبكة الوطنية الأمريكية لإنهاء العنف المنزلي، إن إساءة استخدام التقنية في سوء المعاملة أضحى أمرًا “شديد الشيوع”،
معتبرة أن مواكبة التقنيات العدوانية المتطورة باستمرار يمكن أن تغدو تحديًا لجهات إنفاذ القانون، وجهات دعم الضحايا الناجين من العنف.
وأضافت: “من المهم للمختصين الذين يعملون مع الناجين أن يفهموا الطرق التي يمكن بها إساءة استخدام التقنية وسبل دعم الناجين، كما يجب تمكين الناجين من تعلّم كيفية زيادة خصوصيتهم وسلامتهم باستخدام التقنية.