المستشار وجدي سيفين يكتب.. ثقافة الوعي بين التنوير والرجعية
ثقافة الوعي هي الحصن المنيع لاستقرار المجتمعات وتنميتها وتقدمها وما أحوج مجتمعنا المصري لنشر ثقافة الوعي في ظل الصراع الدائر بين قوي التنوير وحراس الرجعية
ولقد استلهمت أفكار هذا المقال من الدعوة التي أطلقها الرئيس الوطني المخلص / عبد الفتاح السيسي واهتمامه الكبير بنشر ثقافة الوعي علي جميع المستويات
ثقافة الوعي هي أول واهم قضية وطنية لابد من دراستها وتحليلها ووضع آليات تنفيذها من خلال الدولة المصرية وبرعاية من القيادة السياسية
اعتمادا علي العمق التاريخي والحضاري لمصر الممتد منذ سبعة آلاف عام
لقد تغيرت ثقافة الوعي خلال القرن الماضي أكثر من مرة في ظل صراع مرير بين قوي التنوير والتغيير والحداثة وبين حراس الرجعية والتخلف والجمود وما بين هذا وذاك يولد الوعي بكل جوانبه واتجاهاته وتياراته كمحرك أساسي لتغير الواقع وتطويره لأجل صناعة مستقبل أفضل لمصر علي الصعيد الداخلي والمحلي والإقليمي والدولي
وقضايا الوعي كثيرة جدا تبدء
اولا الوعي الشخصي وأعني به وعي الشخص بذاته وامكانياته ويتشكل الوعي الشخصي للإنسان من خلال التربية والتعليم والثقافة في ظل الأسرة ومنظومة التعليم وثقافة المجتمع ويعتبر تشكيل الوعي الشخصي للأفراد هو الركيزة الأساسية التي تستطيع أن تعمل الدولة من خلاله علي خطط التنمية المستدامة
ثانيا الوعي الاجتماعي
يحتاج الوطن إلي صياغة ثقافة الوعي الاجتماعي للمؤسسات في ظل تحديات التطور التكنولوجي وعصر السموات المفتوحة والتي تستخدمها المنظمات الدولية من أجل خلق سياسة التبعية الاستقطاب لتشكيل وعي مجتمعي يخدم أهدافها ويتجاهل احتياجات وقضايا مجتمعنا
وهنا لابد للقيادة السياسية والحكومة المصرية وضع إستراتيجية واضحة المعالم لصياغة ثقافة الوعي الاجتماعي داخل مؤسسات الدولة وتوعية الأفراد والمؤسسات بالتحديات الداخلية والخارجية التي تحيط بمصر في ظل الصراع الدائر بين التنوير والرجعية وبين التخلف والحداثة لخلق معالم واضحة للجمهورية الجديدة من خلال منظومة من القوانين الملزمة والملهمة حتي نستطيع مواجهة التحديات الحالية والمستقبلية من أجل حياة أفضل لجميع المصريين وهذا ينقلنا إلي نوع آخر يجب الاهتمام به ودعمه الا وهو
ثالثا الوعي السياسي والاقتصادي
خلال القرن الماضي ومنذ حركة الضباط الأحرار عام ١٩٥٢ بدء يتغير الوعي السياسي والاقتصادي للأفراد والمجتمعات وتحول المجتمع جذريا من خلال الحكومات المتعاقبة بين نظام سياسي واقتصادي واجتماعي في ظل الملكية والاحتلال نحو نظام اشتراكي ثم رأسمالي لتحقيق عدالة اجتماعية غائبة في جميع مناحي الحياة
ومر المجتمع بانقلاب حقيقي في ثقافة الوعي علي جميع المستويات وخلال العشرة سنوات الماضية حدث تغيير جذري في ثقافة الوعي الشخصي والاجتماعي والسياسي والاقتصادي خلقته الأوضاع التي مرت علي مصر في ظل ثورة حقيقية في شهر يونيو عام ٢٠١٣
ليحتدم الصراع بين قوي التنوير والتغير وبين حراس الرجعية والجمود فيتشكل وعي المواطن المصري من جديد في ظل تحديات داخلية وخارجية تحاول دفع بلدنا نحو التفكك والانهيار والتخلف وقيادة سياسية حكيمة يقودها الرئيس الوطني المخلص عبد الفتاح السيسي
ومن خلال دعوته لخلق ثقافة الوعي علي جميع المستويات لذلك يجب علي الأفراد ومؤسسات المجتمع المدني والحكومة المصرية الوقوف صفا واحدا خلف رئيسنا المحبوب حتي تستطيع مصر مواجهة التحديات الحالية والمستقبلية الداخلية والخارجية
من خلال خلق وعي حقيقي للمواطن المصري بقضايا وطنه في ظل تربص قوي الشر في الداخل والخارج لمسيرة التنمية والاستقرار التي تشهدها مصر
لذلك أدعو كل القوي الوطنية لمؤتمر يدعم ويؤسس لثقافة الوعي والتنوير تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي لخلق حائط صد منيع يضمن لمصرنا الحبيبة الاستقرار والنمو نحو جمهورية جديدة مؤسسة علي ثقافة الوعي والتنوير
كاتب المقال رئيس مجلس أمناء مؤسسة امناء كوادر للتدريب والتنمية والمرشح السابق لمجلس النواب عام ٢٠٢٠