الكاتب الصحفي محمود نفادي يكتب.. ”نقيب الممنوعين”
الحرية حق أصيل لكل مواطن، وهناك كلمات خالدة تؤكد ذلك منها كلمة الزعيم احمد عرابى قائد الثورة العرابية عندما قال كلمته الشهيرة فى وجه خديو مصر:" لقد خلقنا الله احرارا".
فالقاعدة هى الحرية، والاستثناء هو الضييق والتقييد، ولذلك، فأنا لست ضمن المرحبين والمؤيدين لقرار "أمير الغناء العربي"، ونقيب الموسيقين هانى شاكر، بإصدار قائمة سلبية بمنع ١٩ مغنيا من فنانى المهرجانات من الغناء ومطاردتهم وملاحقتهم داخل مصر.
فهانى شاكر ليس وصيا على أذواق المصريين لكى يفرض عليهم الاستماع إلى نوع معين من الغناء، خاصة ان هناك مثلا مصريا يقول:" لولا اختلاف الأذواق لبارت السلع"، وان السوق يحكمه العرض والطلب، وايضا، يخضع سوق الغناء والتلحين لهذه القاعدة.
وانا لست من مستمعى اغانى المهرجانات، ولا افضل هذا النوع من الأغانى التى اضطر لسماعها جبرا عند ركوبى تاكسي، لأن اغانى المهرجانات مفضلة ومحببة لدى هذه الفئة من المصريين ومن حقهم الاستماع اليها، مثلما هناك فئات عديدة من المصريين، وانا منهم، تفضل اغانى الطرب الجميل، وخاصة أغانى الست ام كلثوم، وفيروز، والعندليب عبد الحليم حافظ، وفى الزمن الحالى مدحت صالح، وانغام، واصالة، وعلي الحجار، ومحمد منير.
فنقيب الموسيقين هانى شاكر بإصدار هذا القرار تعسف فى استخدام الحق القانونى له، وساهم في انتشار اغانى المهرجانات عبر الاعلام غير التقليدي والسوشيال ميديا التى يفضلها ملايين المصريين، وهى الاكثر انتشارا وتاثيرا.
كما أنه بإصداره قرار منع ١٩مغنيا من الغناء، منح نفسه - دون ان يقصد- لقب "نقيب الممنوعين" وليس نقيب الموسيقيين، لانه لم يلجأ لاساليب اخرى، منها دعم فنانى الطرب الاصيل حاليا، ومساعدتهم على الانتشار، حتى تطرد السلعة الجيدة السلعة الرديئة، ولكنة اختار الطريق السهل والذى لن يحقق ما يهدف اليه - كما يعتقد-.
واذا كان الدستور المصرى نص على حق العقيدة ومنح اى مصرى اختيار عقيدته دون وصاية او تدخل من الدولة ومؤسسات القانون واحاط الحرية بسياج متين من الضوابط فلماذا يمنع هانى شاكر ١٩مغنيا دفعة واحدة من حق الغناء وهم لم يفرضوا على احد سماعهم .
وأمام هانى شاكر فرصة للعدول عن هذا القرار ورفع وصايته الموسيقية عن حق فئة من المصريين فى الاستماع للممنوعين، وهذا حقهم، وان يضع خارطة طريق لنشر الأغانى الجيدة باساليب غير تقليدية وحفلات تنظمها لهم النقابة حتى تطرد الأغنية الجيدة الأغنية الرديئة بالحرية وليس بالمنع.
كاتب المقال الكاتب الصحفى محمود نفادى .. شيخ المحررين البرلمانيين ومستشار تحرير الموقع
مقالات قد تهمك:-
الكاتب الصحفي محمود نفادي يكتب.. قصة تزوير الانتخابات فى الدائرة الانتخابية للرئيس اضغط هنا
الكاتب الصحفي محمود نفادي يكتب ”النائب الوَحش” بقرار جمهوري اضغط هنا
الكاتب الصحفي محمود نفادي يكتب.. لماذا يصدق الشعب الرئيس السيسي؟ اضغط هنا
الكاتب الصحفي محمود نفادي يكتب..مجلس الشورى المجنى عليه بشهادة النائب كمال قنديل اضغط هنا
الكاتب الصحفي محمود نفادي يكتب.. قصة استجواب الأغذية الفاسدة اضغط هنا