الكاتب الصحفي محمود نفادي يكتب.. أغنى وريث فى مصر
كثير من المصريين هم الذين لا يرثون أموالا نقدية او عينية من آبائهم او اجدادهم، وقليلون هم من يرثونها. وهناك الكثير من قصص الصراع بين الورثة، سواء كان آباؤهم توفوا او على قيد الحياة.
وقد تابعنا، مؤخرا، اشهر هذه القصص، وهى قصة الفنان رشوان توفيق وصراع ابنته الصغرى آية معه بسبب الميراث.
وقد لا يعرف الكثيرون اسم أغنى وريث فى مصر، وهو وريث وحيد بلا أشقاء يتقاسمون معه هذا الميراث، او يقيمون الدعاوى القضائية ضده، رغم ان حجم ما ورثه ليس بالملايين، ولكن بالمليارات، حيث يبلغ حجم الميراث الذى آل اليه ٧ مليارات جنيه مصرى بالتمام والكمال.
وعمر هذا الوريث ٥٠ عاما، لانه من مواليد 1971، ويعتمد على مجموعة من المصرفيين الاكفاء فى ادارة هذا الميراث الضخم الذى آل اليه، ليس من وريث واحد بل من عشرات ومئات الورثة المصريين والاجانب.
والغريب أن هذا الوريث لا تربطة اي صله معرفة او قرابة مع الورثة الذين فارقوا الحياة وتركوا تلك الاموال الطائلةتحت تصرفه.
أغنى وريث فى مصر، ليس شخصا فرديا، ولكنه شخص اعتباري، وهو بنك ناصر الاجتماعي الذى تاسس عام ١٩٧١، وانشئ لاغراض واهداف اجتماعية، ومنها ان يكون البنك وريث من لا وريث له، نظرا لان عددا كبيرا من الأجانب الذين كانوا يقيمون بمصر قبل ثورة يوليو ١٩٥٢، وقرروا الرحيل عنها، تركوا خلفهم ثروات طائلة نقدية وعينية وخاصة اراض ومزارع وقصور وسيارات.
وطبقا لقانون تأسيس البنك التابع لوزارة التضامن الاجتماعي، أنشأ قطاع التركات ليصبح وريث من لا وريث له، وآلت اليه طبقا لآخر ميزانية له فى عام ٢٠٢٠، كما اعلن محمد عشماوي العضو المنتدب للبنك، ٧ مليارات جنيه مصرى، حيث يعد بنك ناصر هو بيت مال المسلمين.
ولم يحدث منذ انشاء البنك ان اصدر تقريرا يوضح فيه للرأي العام أسماء من آل ورثهم الى البنك، وايضا اوجه انفاق الاموال التي ورثها، والمشروعات التى مولتها، وايضا حجم تكاليف ادارة هذه الاموال، من مرتبات ومكافآت، ذهبت إلى جيوب الموظفين المحظوظين، وكذلك ما يحصل عليه رئيس مجلس إدارة البنك وهو وزير التضامن الاجتماعي من مكافات وبدلات.
وطبقا لأسعار الفائدة المعلنة من البنك المركزى، فان مبلغ ال ٧ مليارات جنيه يحقق فوائد قيمتها ٧٠٠ مليون جنيه فى العام الواحد، فى حال إيداع هذا المبلغ فى محفظة، اى في بنك تجاري.
وعلى الرغم من أن الفائدة السنوية يمكن استخدامها لصالح الفقراء والغارمين والغارمات، وما أكثرهم فى مصر، فإن المتابع لعمل بنك ناصر الاجتماعي يشعر ان البنك اسم على غير مسمى، وان الدور الاجتماعي له غير ملموس، ولم نسمع له اي مبادرات اجتماعية حتى مع قرى اسوان التى تضررت من السيول، او مبادرات توزيع بطاطين فى الشتاء او المشاركة فى مشروع حياة كريمة.
فاغنى وريث فى مصر، ورث ٧ مليارات جنيه من الهواء، وبدون اى كد او تعب، لا يمكن أن يكون ابخل وريث فى مصر على الفقراء والمحتاجين الذين يحتاجون جنيهات قليلة من المليارات التى آلت اليه، وموجودة فى خزائنه ويستفيد منها رئيس ومجلس الإدارة والعاملون بالبنك.
وعدم الإفصاح والشفافية عن هذه الاموال، خاصة ان ارواح اصحابها ترفرف فوق البنك وفروعه، تدعو رئيس البنك إلى مساعدة الفقراء والمساكين وابناء السبيل، حتى لو من باب الزكاة أو الصدقة. فهل يتحقق ذلك؟ ام يظل أغنى وريث يكتنز ٧مليارات جنيه فى خزائنه .
كاتب المقال الكاتب الصحفى محمود نفادى .. شيخ المحررين البرلمانيين ومستشار تحرير الموقع
مقالات قد تهمك:-
الكاتب الصحفي محمودنفادي يكتب.. ”أوميكرون كورونا” و”أوميكرون الإخوان” اضغط هنا
الكاتب الصحفي محمود نفادي يكتب.. من أشجع وزير فى مصر؟ اضغط هنا
الكاتب الصحفي محمود نفادي يكتب.. السلطة ليست كخة ! اضغط هنا
الكاتب الصحفي محمود نفادي يكتب.. تخاريف والسلام.. المتحور اوميكرون جى جى اضغط هنا
الكاتب الصحفي محمود نفادي يكتب.. قضية ”نواب التجنيد”.. ظاهرها القانون وباطنها السياسة اضغط هنا
الكاتب الصحفي محمود نفادي يكتب.. ”نواب أبوالهول” وراء تكريم نقابة الصحفيين لي اضغط هنا