الكاتب الصحفى صبرى حافظ يكتب .. تسلل .. التشبع ..والغرور !!
ستظل النسخة رقم 33 علامة بارزة في تاريخ بطولة الأمم الأفريقية ليس لطرائفها وعجائبها المضحكة المبكية في آن واحد، وإنما لمفاجآتها النارية والكارثية التي فجرتها وأطاحت بقوى عظمى كروية مبكراً لم يكن أكثر المتشائمين يتوقع لها هذا السيناريو الذي أصاب عشاق الكرة خاصة في الجزائر وتونس وغانا بالصدمة والرعب من مصير يبدو مستقبله أكثر قتامة .
وإذا كانت المفاجآت ستتواصل في الأدوار المقبلة للبطولة لأن المقدمات تنم عن النتائج فإن مايستدعي الوقفة هو منتخب الجزائر بسبب سقوطه المفاجئ من برجه العاجي دون مقدمات، وتسليمه أوسمته ونياشينه بشكل مستأنس ومذل لم تعهده الكرة الجزائرية من قبل بهزيمتين قاسيتين تاريخيتين ،وتذيل لمجموعته في مشهد ختامي أكثر دراماتيكية.
الغرور لم يكن أحد السهام التي أصابت محاربي الصحراء في مقتل ، فسهم التشبع أكثر فتكا من الغرور، وشعره تفصل بين الإثنين مثل الشعرة التي بين الغرور والثقة بالنفس .
وإذا كان الغرور هو التقليل من الآخر وتحقيره، فالتشبع أوالزهد يجمع بين الغرور ويزيده تخمة حيث لم يعد هناك سقفا أعلى يمكن الوصول إليه بعد أن حقق بطولتين مهمين خارج الديار أمم أفريقيا قبل 3 أعوام وكأس العرب قبل أيام ولم ينل خسارة في 35 مواجهة وبات قاهر الجبابرة والجالس على العرشين العربي والأفريقي،والتأهل للمونديال مسألة وقت فقط.!
وفي حالة الغرور، التعثر أو السقوط يُفيق المغرور ويشعر أن الأرض تتذلل من تحته ولا بد من اليقظة وتغيير المسار خاصة مع منتخب يملك روحا قتالية وثابة من السهل إفاقتها وانتعاشها كالمنتخب الجزائري ، أما الزُهد فجلسات علاجه أطول وأصعب ويزيد الأمور تعقيداً أن يجتمع الغرور والتشبع معا لدرجة يصبح التشخيص والعلاج في غاية الصعوبة لامتزاجهما معا مثل صعوبة التفريق بين كورونا وأوميكرون..!
ومن المواقف الصعبة التي تواجه منتخبا كان لايُقهر، ثم يُقهر وبشكل مُذل هي كيفية عودة الثقة والروح من جديد التي تأخذ وقتا طويلا خاصة أنه بسببها يدخل الفريق والمدرب في دهاليز ودروب تشخيصية خاطئة تزيد من المعاناة لدرجة أن المدرب أحيانا يصاب بجنون من الأداء ومدى تنفيذ اللاعبين لفكره وطريقة لعبه، وكثيرا من المنتخبات والفرق التي اعتادت منصات التتويج يحدث لها هزات وتمر بهذه المراحل عقب الفوز ببطولة او بطولات مهمة والأمثلة متعددة أفريقيا وعالميا وربما كان منتخب مصر مع المعلم شحاتة حالة استثنائية لزرع الجهاز هذه الروح القتالية دوما وإبعاد الغرور ومعايشة اللاعبين في أجواء" العطش البطولي" دوماً.
وفي حالة الجزائر يصبح ضرورة تدخل جراحي من طبيب ماهر يختصر الوقت والجهد يضع يده على الداء وطرق العلاج خاصة أن الفريق مقبل على مرحلة التصفية النهائية لكأس العالم في لقائي ذهاب وعودة حاسمين.
أما منتخب مصر فى مواجهته للأفيال الإيفوارية أحد المنتخبات المرشحة بقوة للفوز بالبطولة غاية في الصعوبة فهو نهائي مبكر، وفوز الفراعنة يفتح الطريق نحو النهائي شريطة عدم ترك مساحات والاعتماد على سلاح المرتدات لضعف دفاعات المنافس وتبقى المفاجآت واردة.
كاتب المقال صبري حافظ مدير تحرير جريدة الوفد والناقد الرياضى
[email protected]