الكاتب الصحفى صبرى حافظ يكتب.. أسلحة الفراعنة والأسود متشابهة..!
مواجهة اليوم بين منتخبى مصر والمغرب تحتاج من البرتغالى كارلوس كيروش، مدرب الفراعنة شيئين مهمين، اليقظة والوعى طوال اللقاء وقدرته على فرض أسلوب لعبه منذ البداية، ولاعبين قادرين على تنفيذ فكره دون «خزعبلات» وفقدان تركيز، أو تراجع بدنى وذهنى حتى صافرة النهاية.
المواجهة بين مدرستين مميزتين، بوسنية ممثلة فى خليلوزيتش وبرتغالية يرفع شعارها كيروش.
كيروش فى اختبار صعب لوجود أوراق رابحة للمنافس ويزيد من الصعوبة المرونة التكتيكية التى يتمتع بها أسود الأطلسى معتمداً على أسلوب تكتيكى 4-1-4-1 تتحول إلى لعب 4-4-2 عند ضياع الكرة مكتفياً بسفيان بوفال، ويوسف النصيرى فى الأمام لمنع زيادة التقدم للمنافس والاستفادة من مرتدة سريعة.
أهم ما يميز الأسود الصلابة الدفاعية للرباعى أشرف حكيمى، آدم ماسينا، نايف أكرد، رومان سايس، يجيدون بناء الهجمات من الخلف والقدرة على اللعب تحت ضغط لاستخلاص الكرة، مع صانع لعب متأخر يجيد التمرير بكل أنواعه القصير والطويل والقطرى والبينى مثل سفيان أمرابط وأيوب الكعبى.
ويعول خليلوزيتش على الحارس العملاق ياسين بونو أفضل الحراس فى أوروبا المحترف فى صفوف فريق أشبيلية الإسبانى صاحب أعلى نسبة تصديات فى الليجا الإسبانية، وأكثر من حافظ على شباكه نظيفة هذا الموسم 9 مرات وأقل حارس أساسى استقبالاً للأهداف بالدورى الإسبانى بمعدل 10 أهداف فقط.
بجانب ظهيرى جنب عصريين أشرف حكيمى وماسينا وسلاح الأشقاء فى عرضيات هذا الثنائى ليصطادها بوفال أو النصيرى بجانب أن حكيمى مميز فى الكرات الثابتة من خارج المنطقة، ما يتطلب من أحمد فتوح وعمر مرموش استغلال تقدم حكيمى وفى الوقت نفسه تقليل الأخطاء على حدود منطقة الجزاء.
كما يزيد من قوة ظهيرى الجنب «حكيمى وماسينا» ما يتمتع به جناحا الفريق من مرونة وتبادل المراكز دفاعاً وهجوماً من حيث التغطية الأتوماتيكية وملء منطقة الوسط والثلث الأخير فى حال الهجوم وهو مايربك أى فريق حتى لو كانت المباراة مقفولة وتحتاج لأنصاف الفرص لحل لوغاريتماتها.
ورغم فوز مصر على المغرب فى 2017 فى ربع نهائى أمم أفريقيا بالجابون بهدف محمود كهربا، إلا أن الظروف مختلفة من حيث المدرب والتشكيلة حيث لا يوجد فى التشكيلة الحالية الرئيسية سوى يوسف النصيرى فقط.
وإن كانت عقيدة كيروش الهجومية أفضل من الأرجنتينى هيكتور كوبر مدرب منتخب مصر وقتها والكونغو الديمقراطية حالياً، الذى يعتمد على الطريقة الدفاعية البحتة مع مرتدات خاطفة.
كيروش يراهن على معركة الوسط وحسمها والتى كانت رهان البرتغالى أمام الأفيال الإيفوارية بفضل لياقة بدنية عالية وروح معنوية مرتفعة وقدرة على الهجوم والارتداد للخلف مع الضغط فى كل أرجاء الملعب لفرض صعوبات أمام المنافس.
كلها أسلحة يجيدها أسود الأطلسى، ويبقى الفارق فى القدرة على تقسيم الوقت والجهد وهز الشباك من أنصاف الفرص، فهذه المباريات تحتاج إلى تفاصيل صغيرة وحلول فردية لحسمها وغالباً ما تحسم فى وقت قاتل أو هفوة فى غفوة «لثوانى» تُسرق فيها الفرحة..!