الكاتب الصحفي صبري حافظ يكتب.. ” 7 أكتوبر تاريخًا جديدًا لـ ”فلسطين”
أعاد لنا أبطال فلسطين الحياة بعد أن ظننا أنها لن تعود...التاريخ يًعيد نفسه .. يوم 6 أكتوبر يتكرر بشكل آخر ولكنه في يوم 7 أكتوبر يومان متتاليان، بينهما خمسون عامًا يتفقان في يوم" السبت" وهو يوم للراحة والعبادة وفق العقيدة اليهودية ..!
والمبادرة هنا وهناك واحدة والتي كانت بيد مصر وفلسطين، والخسائر فادحة في الأرواح والأسرى والخسائر.. وروائح شهر الانتصارات "أكتوبر" واحدة..!
ورغم مرور 50 عاما يتكرر المشهد الأمريكي في الدعم والمساندة ،هناك كان نيكسون واليوم بايدن حيث تم فتح الخزائن بمليارات الدولارات من جيوب الشعب الأمريكي، وجسر إمداد أسلحة من أمريكا إلى موقع المعركة رغم الفارق في القوة هنا وهناك..!
وإذا كان السادس من أكتوبر يدرس في الأكاديميات والمعاهد العسكرية في العالم وكيفية خداع العدو، فالسابع من أكتوبر سيُدرس أيضا في كيفية مواجهة قوات غير نظامية لأعتى الجيوش في العالم وخداع المخابرات الإسرائيلية والمخابراتية..!
6 و7 أكتوبر بسيناء وفلسطين يتشابهان في المواجهة والعدو واحد ..والداعم والسند للأسف واحد..!
يوم جديد سيقف عنده التاريخ العربي والفلسطيني طويلًا.. يوم تُذل فيه إسرائيل، وكرامتها تضرب في الصميم وتنزف بجرح عميق، يوم يظل التاريخ يذكره مهما طُويت الصفحات ومرت السنوات، فالتاريخ نفسه سيعكف على كتابته و لو حولت إسرائيل غزة إلى دمار كامل في الساعات المقبلة.. ولن يكون قبل السابع من أكتوبر مثل مابعده ، وستجني فلسطين وشعبها الأبي ثمرته كما جنت مصر ثمرت السادس من أكتوبر..
السابع من أكتوبر تاريخ إهانة للعسكرية الإسرائيلية مهما كان ردود أفعالهم وتدميرها المجنون لبناية ومواقع الفصائل في غزة مُحاولة تضميد جراحها وتجميل صورتها التي تبعثرت من خلال صور ولقطات تناقلتها كاميرات العدسات والفضائيات لجنود وضباط ذات رتب عالية بنزع سروالهم دلالة على الذل والمهانة.
نالت فلسطين في هذا اليوم الخالد من شرف واسم الجيش الإسرائيلي ، جيش الظلم والقهر والاستعباد والذي نال كثيرا من الفلسطينين ،فكان السابع من أكتوبر لتعويضهم ورفع المعنويات من خلال تداول صور المهانة والذل وإسقاطهم أرضا في مشهد مُوجع ومُؤلم للصهاينة لسنوات طويلة.
جنى الإسرائيليون صفاقة السياسيين والعسكريين وتدنيس الظلمة لقدسية المسجد الأقصى بقيادة زعيم المتطرفين وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير الذي اقتحم باحة المسجد الأقصى غير مرة ،وهو يزهو بنفسه وسط جنوده في مشهد عبثي ولم يخرج من العالم "الأمريكي والغربي الغريب" صوت إدانة ونهره وزجره وإيقاف غطرسته.
ليس دليلًا على أن هذا اليوم سيظل في ذاكرة الإسرائيليين يتجرعون مرارة الهزيمة والخذلان لسنوات ماردده قادتهم بأنه " اليوم الأسود" يوم فقد فيه الجيش الصهيوني عدد كبير من القتلى والأسرى والمفقودين يفوق الحروب النظامية التي خاضتها إسرائيل من قبل باستثناء حرب 1973 في مواجهة الجيش المصري العظيم والذي قارب عدد القتلي والمفقودين في صفوفهم إلى حوالي 10 آلاف بخلاف الأسرى والمصابين في حرب استمرت 3 أسابيع..
العملية الخاطفة والسريعة كشفت هشاشة الأمن، والأجهزة المخابراتية الإسرائيلية، وترسانة الأسلحة "الفتاكة" المتفوقة فنيًا وتكتكيا والتي لاتضاهيها مثيل في العالم.. وستنتقم إسرائيل بوحشية مستستهدف الحجر والبشر...وستحرق كل شئ أمامها لاستعادة الكرامة المفقودة..لكنها لن تسطيع أن تخمد المقاومة الفلسطينية، أوتطفئ شعلة النضال..ولن يأتي جيل بلا ذاكرة...!
كاتب المقال الكاتب الصحفى صبرى حافظ مدير تحرير جريدة الوفد.