بوابة الدولة
بوابة الدولة الاخبارية

جهاد عبد المنعم يكتب: فنجان قهوة عالم مليان دولارات

جهاد عبد المنعم
-

في زمن تكنولوجيا المعلومات والاتصالات تصبح الثروة البشرية اهم من الثروة المعدنية والنفط والغاز وكل الثروات الطبيعية وتصبح الأمة التي تمتلك اكبر عدد من العباقرة والموهوبين هي الاغني والاكثر اهمية وإذا اردت ان تقيس اهمية اي دولة وحجمها الاقتصادي أنظر في محتويات منزلك او مكتبك او مصنعك او محل اقامتك او مكان عملك وكذلك احتياجاتك اليومية فإذا وجدت منتجات لهذه ألدولة او تلك فهي دولة ذات قيمة اقتصادية كبيرة فمثلا الصين منتجاتها في كل بيت وكذلك كوريا واليابان والهند وإنجلترا وفرنسا وغيرها اما الدول التي ليس لها تاثير اقتصادي فهي التي لاتنتج شيئا ولا تشارك في تكنولوجيا ولا تصنيع ولا تجارة ولا زراعة .
وكلنا نعلم ان دولة مثل اليابان ليس لديها ثروات طبيعية وانما تمتلك ثروة بشرية متميزة جدا ولذلك فهي من اغني الدول حتي ان البعض يطلق عليها كوكب اليابان من فرط التقدم والابداع والابتكار .
وهنا في مصر لدينا ثروة بشرية ضخمة ومتميزة فقط تنتظر التاهيل والتدريب واعادة النظر في مفاهيم كثيرة تتعلق بالتعليم والعمل فلم تعد الشهادات الجامعية تساوي شيئا واصبح العالم وسوق العمل لايسأل معاك شهادات ايه وانما السؤال هو بتعرف تعمل ايه .
وهنا تجدر الاشارة الى ان تكنولوجيا المعلومات الاكثر اسهاما في خلق فرص العمل والتصدير والثروات وتعد صناعة التعهيد مناسبة جدا للمجتمع المصري لأنها صناعة كثيفة العمالة جدا تعتمد في الاساس علي الانسان فقط لا تحتاج الا مهارات بسيطة وطبعا حبذا لو لغات وكلما زادت درجة إتقان اللغة كلما زاد دخل الفرد وكمان ياسلام لو لغة مثل الالمانية مع الانجليزية يبقي متميز ومطلوب بشدة وكلنا عارفين ان مصر يتخرج في جامعاتها سنويا نحو 600الف خريج لو وفرنا لهم قليل من تدريب يمكن ان يكونوا قوة عمل هائلة تحقق دخلًا قوميا كبيرا جدا وتنتهي مشكلة البطالة تماما ايضا يمكن القول ان صناعة التعهيد هذه اهم من منجم ذهب او حقل غاز أوبير بترول لأنها بالاضافة الي تحقيق دخل كبير جدا تستوعب عمالة كثيرة جدا وعلي سبيل المثال نشير الى ان الهند تحقق دخلا يتجاوز 130مليار دولار سنويا من هذه الصناعة .

واليوم لا بد ان يتخلى الشباب عن فكرتهم القديمة عن صناعة التعهيد وأنها كول سنتر ومرحلة قصيرة في حياة الخريجين تنتهي بالبحث عن فرصة عمل اخري ولا بد ان يثق الشباب ان مصر تتمتع بكافة المؤهلات والمزايا التنافسية التي جعلتها أحد أهم المواقع الرائدة عالميا في مجال التعهيد ومقصد جاذب لتقديم الخدمات العابرة للحدود وعلى رأس هذه المزايا وفرة المهارات ووجود هذا العدد الكبير من الخريجين سنوياً كذلك ميزة الموقع الجغرافي المتميز لعمليات أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا، والدليل على ذلك المكانة المرموقة التي اكتسبتها مصر عالميا في هذه الصناعة حيث تأتي في المرتبة الأولى بأفريقيا والمرتبة 23عالميا .

ويزداد دخل الفرد في هذه الوظائف حسب المهارات ويمكن للشاب الصغير أو الطالب أن يعمل بهذه الوظيفة براتب شهري كبير جدا إذا كان يجيد مهارات التحدث بلغات مثل الالمانية أو غيرها من اللغات النادرة وكلما ازداد قدرته على التحدث بطلاقة أزداد دخله الشهري.

تأتي بعد ذلك خدمات الأنشطة المؤسسية مثل العمليات المحاسبية والمالية وإدارة الموارد البشرية وإدارة سلاسل التوريد، وغيرها من العمليات المؤسسيةالداعمة، وهذه النوعية من الخدمات تصنف أيضا ضمن خدمات تعهيد أو الخدمات المشتركة .. وللحديث بقية