بوابة الدولة
بوابة الدولة الاخبارية

الكاتب الصحفى صالح شلبى يكتب : الذاكرة والتاريخ لن ينسوا زملاء المهنة

-

في شهر رمضان المبارك، الذي تتجلى فيه معاني التسامح والمحبة والكرم، أتذكر بكل حب وامتنان أصدقائي الأعزاء من الوسط الصحفي الذين رافقوني في مسيرتي على مدى سنوات طويلة، فكانوا لي سندًا وعونًا في كل الأوقات، على الرغم من مشاغل الحياة وتقلبات الزمان.

أول من خطر على بالي هو الأخ والصديق العزيز، الكاتب الصحفي الكبير محمد المصري، مدير تحرير مجلة "أكتوبر" الذى جمعنا سوياً إتصال تليفونى اليوم الخميس، علمت من خلاله أنه زعلان مني بعض الشيء، ونحن في هذا الشهر الكريم، لم أتردد في الاعتذار وطلب السماح منه، فالعلاقة التي تجمعني به أعمق وأقوى من أي زعل عابر، محمد المصري لم يكن يومًا مجرد زميل، بل هو أخ بمعنى الكلمة، وله مكانة خاصة في قلبي، فلا تمر ذكرى أو مناسبة دون أن أستعيد اللحظات الجميلة التي قضيناها معًا في رحلتنا المهنية.

ولا يمكن أن أنسى الصديق والأخ الحبيب محمود نفادي، مدير تحرير جريدة الجمهورية ومستشار بوابة الدولة الإخبارية، هذا الرجل الذي يمثل نموذجًا للكفاح والعزيمة في عالم الصحافة، لقد جمعتنا سنوات من العمل المشترك، ليس فقط داخل مصر، بل في العديد من المؤتمرات الدولية والعربية والأفريقية والآسيوية.

كان محمود دائمًا رفيق السفر والمواقف، حيث شهدت معه لحظات لا تُنسى في رحلاتنا المهنية،وفي هذا الشهر الفضيل، أتوجه بالدعاء له بالشفاء العاجل وأن يعود إلى الساحة الصحفية بقوته المعتادة، فهو ليس مجرد صحفي متميز، بل هو نجم ساطع في بلاط صاحبة الجلالة، وكلنا ننتظر عودته جمهورة وأصدقائة وزملاءة بفارغ الصبر ليواصل تألقه وإبداعه.

ومن الصعب أن أذكر محمود نفادي دون أن أتطرق إلى مجدي عبد الرحمن، مدير تحرير جريدة "المساء"، الذي كانت لي معه رحلة لا تُنسى إلى بلجيكا. تلك الرحلة كانت مليئة بالمغامرات والمواقف الطريفة، حيث لم نعرف طعم النوم لخمسة أيام متواصلة، بفضل جمال وروعة هذا البلد الأوروبي الذي أخذنا في جولة استكشاف ممتعة، كان مجدي دائمًا ما يضفي روح الفكاهة والمرح على كل موقف، وما زلت أذكر تلك الرحلة وكأنها حدثت بالأمس، وفي هذا الشهر الفضيل، أتوجه بالدعاء له بالشفاء العاجل وأن يعود إلى الساحة الصحفية بقوته المعتادة.

أما عن الأخ الصعيدي الشهم، حامد محمد حامد، مدير تحرير "الأهرام المسائي"، فلا يمكنني إلا أن أستعيد ذكرياتنا المشتركة في الصين وسوريا والأردن. تلك اللحظات التي قضيناها معًا في هذه البلدان جعلتنا نتعرف على بعضنا أكثر، وأثبت لي أنه رجل بمعنى الكلمة، يتمتع بأخلاق نبيلة وشهامة تليق بأهل الصعيد، كان دائمًا مثالًا للصديق الوفي الذي يقف بجانبك في كل الأوقات، ويساعدك على تخطي أي صعوبات.

ولا يفوتني أن أذكر صديقي العزيز جهاد عبد المنعم، الذي عرّفني على حب جديد، حب السمك! كنت لسنوات طويلة أتحاشى تناول السمك حتى جاء جهاد وأقنعني بتجربته، ومنذ ذلك الحين أصبحت من عشاق هذا النوع من الطعام، جهاد لم يكن فقط رفيق الطاولة، بل كان رفيق العمر، دائمًا ما كنا نتبادل الضحكات والنقاشات الممتعة في كل لقاء يجمعنا.

ومع ذكر جهاد، لا بد أن أتحدث عن محمود غلاب، رئيس التحرير التنفيذي لجريدة الوفد، هو الرفيق المثالي في جميع الجولات الميدانية التي قمنا بها في مختلف محافظات الجمهورية، في كل جولة، كان محمود يبهرني بنشاطه وحماسه، ودائمًا ما كنا نتعلم من بعضنا البعض ونتبادل الخبرات، فهو له قدرة فريدة على جعل أي جولة صحفية تجربة مميزة، ونحن كنا دائمًا فريقًا واحدًا متماسكًا.

ومع هذا الشهر الكريم شهر الصوم والعبادات لا يمكنني أن أنسى شيوخ المهنة الذين كان لهم الفضل الكبير في تكوين شخصياتنا الصحفية، وغرسوا فينا أصول هذه المهنة العريقة. هؤلاء الأساتذة الكبار الذين علمونا كيف تكون الصحافة سلاحًا قويًا إذا أُحسن استخدامها، وكيف نتحمل مسؤولية الكلمة التي نكتبها. كانوا دائمًا قدوة لنا في الالتزام بالصدق والدقة والموضوعية، وغرسوا فينا القيم التي ترفع من شأن العمل الصحفي وتجعله نبيلًا.

أول هؤلاء العظماء هو الأستاذ جلال السيد، مدير تحرير جريدة "الأخبار"، الذي تعلمنا منه أن الصحافة ليست فقط نقل الأخبار، بل هي مهنة لها أبعادها الأخلاقية والإنسانية. كان جلال السيد مثالًا للإخلاص والالتزام، وعلّمنا كيف نكون أقوياء أمام مصادرنا، وكيف نحافظ على استقلالية قلمنا مهما كانت الظروف.

أما الأستاذ عبد العزيز جاد، مدير تحرير وكالة أنباء الشرق الأوسط، فقد كان مدرسة في كيفية التعامل مع الأخبار الحساسة والمسؤولية الكبيرة التي يحملها الصحفي على عاتقه. تعلمنا منه أن العمل الصحفي ليس مجرد مهنة، بل هو رسالة وأمانة يجب أن نحملها بكل صدق وإخلاص.

ولا يمكن أن أنسى الأستاذ شريف رياض، مدير تحرير جريدة "الأخبار"،واحمد البطريق مدير تحرير جريدة الاهرام واحمد الغمرى مدير تحرير الاهرام ،ومحمد عبد الحافظ رئيس تحرير مجلة أخر ساعة والنائب أسامة شرشر رئيس تحرير جريدة النهاروزكريا أبو حرام مدير تحرير مجلة أخر ساعة ،وفاطمة إحسان ، وسوسن الجيار مديرى تحريرجريدة روزليوسف الذين غرسوا فينا أهمية الدقة والحرص على توثيق المعلومات، وعدم الانسياق وراء الشائعات أو المعلومات غير المؤكدة، كانوا دائمًا مثالًا للصحفي المثابر، الذي يبذل كل جهده في خدمة الحقيقة.

هؤلاء الأساتذة الأفاضل كانوا لنا بمثابة النور الذي نهتدي به في مسيرتنا المهنية. علمونا أن الصحافة ليست فقط مهنة، بل هي فن يحتاج إلى الصبر والتعلم المستمر، وإلى الشجاعة في مواجهة التحديات،علمونا كيف نكتب بكلمات تحمل في طياتها المعنى الحقيقي للصحافة النزيهة، وكيف نكون درعًا للحقيقة مهما كانت الضغوط.

إنني مدين لهؤلاء العظماء، ولكل ما علمونا إياه، فبفضلهم أصبحنا نعرف كيف نتحمل مسؤولية الكلمة، وكيف نكون على قدر الثقة التي يضعها فينا القراء.

طالما تحدثنا عن شيوخ المهنة فى هذا الشهر الكريم لابد أن نذكر هنا رواد التطويروتجديد الأسلوب الصحفي الذى إرتبط بأسماء لامعة حملت على عاتقها مسؤولية النهضة وتطوير المهنة، وفي مقدمة هؤلاء الأساتذة عمرو الخياط، الدكتور محمود مسلم، ورفعت رشاد، هؤلاء هم أعمدة الفكر الإعلامي الحديث، الذين صاغوا بإبداعاتهم مدارس صحفية جديدة قائمة على التميز والابتكار.

الأستاذ عمرو الخياط، بفكره المتقدم وحنكته الإعلامية، استطاع أن يغير ملامح المشهد الصحفي، مقدمًا نموذجًا غير مسبوق في القيادة الإعلاميةمن خلال دوره في جريدة أخبار اليوم، وإسهاماته الرفيعة في تطوير قناة المحور، لقد أثبت أن الصحافة ليست مجرد مهنة، بل فن يعتمد على البصيرة والقدرة على توجيه الرأي العام.

أما الدكتور محمود مسلم، فهو ليس مجرد صحفي، بل أيقونة إعلامية، جمعت بين الفكر السياسي العميق والإعلام الهادف من خلال رئاسته للجنة الثقافة والإعلام بمجلس الشيوخ، ورئاسته لمجلس إدارة جريدة الوطن وغيرها من المواقع الاخرى، قدم رؤى إصلاحية حقيقية أثرت المشهد الإعلامي، وأكدت أن دوره لا يقتصر فقط على الصحافة، بل هو أحد أعمدة الدولة في مجال الإعلام والتواصل.

الأستاذ رفعت رشاد هو الآخر، بفضل رؤيتة الصائبة داخل مؤسسة أخبار اليوم وتقلد العديد من المواقع وأخرها مدير عام المؤسسة ، استطاع أن يعيد هيكلة الفكر الصحفي بأسلوب مهني رفيع، مما جعله رمزًا للصحافة المتطورة ومرجعًا لكل من يسعى لتحقيق إنجازات حقيقية في المهنة.

هذه القامات الصحفية ليست مجرد أسماء، بل هم رواد التغيير وصنّاع المستقبل، وما قدموه لا يمكن اختزاله في كلمات، بل هو إرث باقٍ للأجيال القادمة.

وعندما أتحدث عن "برنسيسة الصحافة المصرية"، الكاتبة الكبيرة فاطمة بركة مدير تحرير جريدة أخبار اليوم ، لا يمكنني إلا أن أستعيد ذكريات تلك اللحظات المميزة التي جمعتني بأحاديثها الساحرة ومقالاتها الرائعة، فهي تمتلك قدرة استثنائية على الحوار مع كبار المسؤولين في الدولة بأسلوبٍ يحمل المهنية الرفيعة مع لمسة من الإبداع الفريد، إنها واحدة من أعمدة الصحافة المصرية، والتي تشع نوراً في كل حوار أو مقال تُقدمه، هى ليست مجرد كاتبة صحفية ، إنها مدرسة في العمل الصحفي، وقدوة لجيل كامل من الصحفيين ، دائمًا ما أجد نفسي أتمنى لو يعود الزمان لنستمتع بالمزيد من إبداعاتها، تلك الإبداعات التي ترسم صورة مشرقة للصحافة المصرية.

هنا أذكر بكل فخر الكاتب الصحفي القدير محمود الشاذلي، الذي يُعد نموذجًا يُحتذى به في الثبات على المبادئ والتمسك بالقيم الصحفية الأصيلة، رغم التغيرات التي مر بها في مسيرته المهنية.

الشاذلي، الذي انتقل من جريدة الوفد المعارضة إلى جريدة الجمهورية المملوكة للدولة، ظل وفيًا لمبادئه التي عُرف بها، ولم يُغيّر نهجه أو يتنازل عن صدق الكلمة، يضع مصلحة بلاده والقارئ فوق كل اعتبار، دون أن يتأثر بالتحولات أو التغيرات من حوله.

لقد أثبت محمود الشاذلي أن الصحافة هي رسالة قبل أن تكون مهنة، وأن الصحفي النزيه يستطيع أن يحمل على عاتقه مبادئه وقيمه مهما كانت طبيعة المؤسسة التي يعمل بها، تجربته تُعد درسًا لكل من يريد أن يسلك طريق العمل الصحفي، ونجاحه في الحفاظ على نزاهته هو شهادة تقدير من الزمن له ولكل من يشهد له بهذه المهنية العالية.

وفي هذا الشهر الكريم، أتوجه لهم جميعًا بالشكر والتقدير، داعيًا الله أن يحفظهم ويبارك في أعمارهم، وأن يظلوا دائمًا منارات مضيئة في سماء الصحافة المصرية.

واذا تذكرت صديقنا المنقذ صاحب الكاريزما فى هذا الشهر الكريم ، لا يسعني إلا أن أتوقف بتقدير وإعجاب أمام أخي وصديقي العزيز مصطفى عبد الغفارمدير تحرير جريدة الجمهورية ، ذلك النجم الساطع في سماء الصحافة المصرية، إنه ليس مجرد صحفي عادي، بل عبقرية متفردة وصاحب حضور لا يضاهى في الوسط الإعلامي، كاريزما مصطفى عبد الغفار تجعله محط الأنظار والاحترام أينما حلّ، فهو عنوان للثقة والمهنية في كل ما يقدمه، مقالاتهالاسبوعية ليست مجرد كلمات على ورق، بل هي نبضات قلب الوطن، تتحدث بلسان الشعب وتعبر عن آماله وهمومه، حين تقرأ ما يخطه ، تدرك أنك أمام صحفي من طراز فريد، قادر على استشراف المستقبل، وتحليل أدق القضايا برؤية عميقة تتجاوز السطحية لتغوص في جوهر الأمور، إنه صاحب بصيرة استثنائية، يملك القدرة على إيصال الحقيقة بوضوح وقوة، مما يجعله مصدر ثقة لا غنى عنه في المشهد الصحفي.

وعلى الصعيد الدولي، كان مصطفى عبد الغفار دوماً المنقذ لنا في العديد من دول العالم، بإتقانه لعدة لغات أجنبية وقدرته على التواصل بمهارة عالية مع الثقافات المختلفة،لقد كان وما زال سفيرًا فوق العادة لصحافة مصر، يُظهر لنا أن الصحافة ليست مجرد مهنة، بل رسالة إنسانية عالمية.

وخلال هذا الشهر الكريم عندما أسترجع ذكرياتي مع الصديق والأخ محمد القباحي صاحب البشرة السمراء الذهبية التى تعكس الشهامة والأصالة التي طالما تميز بها في كل خطوة ، لا يمكنني إلا أن أُشيد بذكائه الحاد، تلك البصيرة التي يملكها لتحليل المواقف وكشف التفاصيل التي لا يراها الآخرون، إنه ليس مجرد مدير تحرير الأخبار المسائي أو مؤسس جريدة أسوان، بل هو ركن أساسي في عالم الصحافة، معة كانت كل لحظة مليئة بالتحديات المثيرة والنجاحات المدوية، خضنا معًا مواقف ومهام جعلتنا نصنع خبطات صحفية لا تُنسى، تلك التي جعلت كبار المسؤولين والوزراء في حالة من الخوف والقلق، بما كشفناه من حقائق وطرحناه من قضايا،بموهبته وجرأته الصحفية، دائمًا ما كان يكسر الحواجز ويثير النقاشات الكبرى في المجتمع، هو ليس فقط صحفيًا لامعًا، بل هو روح مبدعة تقود بشغف وتواضع، ومعه تُصنع الأحداث، لا تروى فقط.

وخلال هذا الشهر الكريم عندما أتحدث عن الكيمياء بين شخصين، لا يمكنني إلا أن أستحضر على الفور أخي وصديقي العزيز جمال عصام الدين، مدير تحرير جريدة الأهرام وكلى المتميز بجرأته الفريدة التي تفوق زملاءه في صحف المعارضة خلال فترة حكم مبارك، كان نموذجاً نادراً للصحفي الذي لا يخشى مواجهة السلطة، مقالاته اللاذعة كانت بمثابة سيف قاطع، يكشف عن قضايا الفساد ويفضح المستور، مما جعله مصدر إزعاج دائم لكبار المسؤولين في ذلك العصر، ولا أنسى كيف كان يجلس شامخاً في شرفات مجلسي النواب والشيوخ، يتابع كل جلسة بدقة، ويحول كلماته إلى "منشتات" صحفية صادمة، تهز الأوساط السياسية وتثير التساؤلات بين المسؤولين، تلك الجرأة في الكتابة والقدرة على التأثير جعلت منه قامة إعلامية يصعب تكرارها،لقد عملنا سوياً في عدد من الصحف، وكان دائماً يرشحني للعمل معه، في إشارة إلى ثقته الكبيرة في مهاراتنا المشتركة، معه كانت الصحافة مغامرة وشغفاً، حيث كنا نتحدى الواقع ونصنع خبطات صحفية لا تُنسى،هوليس فقط صحفياً شجاعاً، بل هو عقل مضيء وروح تواقة للتغيير، وهذا ما جعلنا نلتقي ونعمل معاً في عدة محطات ناجحة.

وخلال هذا الشهر الكريم أتذكر هنا بكل تقدير الزميلة العزيزة منال لاشين، نجمة متألقة في سماء الصحافة المصرية، والتي كان لها بصمات لا تُنسى منذ أن كانت من مؤسسي جريدة العربي وصولًا إلى انتقالها إلى جريدة الفجر. منال ليست مجرد صحفية عادية، بل هي عين ثاقبة لماحة تقرأ مصادرها بعناية وعمق، وتحلل الأحداث بأسلوب يعكس ذكاءها الفطري ومهنيتها العالية.

لقد جمعتني بها سنوات من العمل المشترك داخل مجلسي النواب والشيوخ، وكانت دائمًا متميزة في متابعتها للقضايا الهامة، لذلك أتابع باهتمام بالغ مقالاتها المميزة التي تحمل دائمًا طابع الجرأة والصدق، ومنها "في حضرة بهاء الصحافة"، و"أقوى رجل في مصر"، و"السمسار والمستشار"، و"دعارة بقسيمة ومهر".

بكل فخر، أرى أن منال لاشين تمثل مدرسة صحفية رائدة، تجمع بين الحرفية والجرأة، وتقدم للقراء رؤية متفردة تكشف عن عمق إدراكها لما يحدث في الساحة السياسية والاجتماعية.

ومع هذا الشهر الكريم أتذكر هنا بكل اعتزاز صديقي وأخي محمد طلعت، مدير تحرير جريدة الجمهورية، الذي يلقب بحق بـ"برنس الصحافة المصرية"، لقد جمعنا العمل سويًا داخل مجلسي النواب والشيوخ، وشهدت عن قرب مدى تميزه وحنكته الصحفيةفهو ليس مجرد صحفي بارع فحسب، بل يمتلك شبكة علاقات قوية ومؤثرة، خاصة مع السفراء العاملين على أرض مصر، وهو ما جعله دائمًا محور اهتمام وتقدير من الجميع.

واحدة من أكثر الذكريات المميزة التي جمعتنا كانت رحلتنا إلى تركيا، برفقة زميلنا العزيز مجدي عبد الرحمن مدير تحرير جريدة المساء ، ورغم زيارتي لتركيا عدة مرات من قبل، إلا أن هذه المرة كانت بنكهة خاصة بوجود محمد طلعت، الذي قادنا إلى أماكن لم نكن قد شاهدناها من قبل، لقد أضفى على الرحلة روح المغامرة والاكتشاف، حتى أطلقنا عليه لقب "كريستوفر كولومبوس"، تيمناً بالرحالة الإيطالي الشهير مكتشف قارات العالم.

محمد طلعت هو بحق رجل العلاقات القوية، الذي يستطيع بذكائه الاجتماعي وخبرته الواسعة أن يفتح لك أبوابًا جديدة في كل مكان، سواء في الصحافة أو من خلال علاقاتة المتشعبة .

وفي هذا الشهر الكريم، أجد نفسي ممتنًا لكل هؤلاء الأصدقاء الأعزاء، الذين صنعوا معي ذكريات لا تُنسى ،ولا يمكن أن أنسى من بينهم هشام سلطان، ومحمد دبور، حمادة بكر، واحمد ناصف،وعصام عو ف، وخالد العوامى ،حازم العبيدي، سامح لاشين، واحمد عامر،أسامة منازع، عماد فؤاد، وعلاء الحلوانى، وخالد اليب ومصطفى قايد، عبد الناصر محمد، أحمد مكاوي، سامي أبو العز، عادل صبرى ،عادل منير،الهام حداد، محمد حسني، محمد المنسي، محمود حسين، كامل كامل،هشام عبد الجليل، وماجدة بدوى ،نورا فخرى، تهانى تركى، ومحمد الفقى ،واحمد جلال عيسى ، واحمد خليل ،وآمال كمال، آمال ربيع، فاطمة الدالي، محمود شاكر، سمير دسوقي، ماجدة صالح، محمد طرابية،وبهاء مباشر،وحمدى مبارز، محمود فايد، طه خليفة، وحسام صدقة، ونور الصباح على ،وولاء نعمة الله وفريدة موسى ، ورانيا نبيل، ومحمد يوسف، وسيد السعدنى، وكريمة أبو زيد

كل واحد من هؤلاء الزملاء له مكانة خاصة في قلبي، ولكل واحد منهم قصة تروي جزءًا من رحلتي المهنية والشخصية، قد تكون الكلمات قليلة لوصف ما يعنيه هؤلاء الأشخاص لي، لكنهم كانوا وما زالوا جزءًا لا يتجزأ من حياتي. ومع مرور الوقت، تزداد محبتي لهم وتقديري لوجودهم في حياتي.

هؤلاء الصحفيون ليسوا مجرد زملاء مهنة، بل هم عائلة كبيرة جمعتنا الأخلاق النبيلة، القيم، والمواقف التي أثبتت معدنهم الأصيل. وأتمنى من الله أن يجمعنا دائمًا على الخير، وأن يديم علينا هذه الروابط القوية التي لا تتأثر بتقلبات الأيام.

في هذا الشهر الفضيل، أتمنى أن يحفظهم الله، وأن يبقى كل واحد منهم نجمًا ساطعًا في سماء الصحافة، مضيئًا درب الحق والحقيقة.

ومع هذا الشهر الفضيل، تتجدد الذكريات حول الرواد الأوائل الذين غادروا عالمنا، تاركين وراءهم إرثًا عظيمًا وبصمات لا تُمحى في تاريخ الصحافة المصرية،هؤلاء العظماء حفروا المجد بعرقهم وجهودهم، وساهموا في بناء مهنة الصحافة وتشكيل أجيال تربت على أيديهم، وأصبحوا الآن أعمدة هذه المهنة في مصر والعالم العربي.

الأستاذ سامي متولي، مدير تحرير جريدة الأهرام، كان أحد هؤلاء العمالقة الذين أسهموا بشكل مباشر في توجيه دفة الصحافة المصرية نحو المهنية العالية، لم يكن مجرد صحفي بل كان مدرسة تعلمت منها أجيال من الصحفيين الذين يسيرون اليوم على خطاه.

أما محمود معوض، مدير تحرير الأهرام ورئيس شعبة المحررين البرلمانيين الأسبق، فقد كان نموذجًا للصحفي البارع الذي استطاع بحرفيته العالية أن يكون مرجعية في تغطية الشأن البرلماني، لم يكن مجرد محرر بل قامة يُحتذى بها في عالم الصحافة السياسية، واجة العديد من المعارك والمؤامرات من مراكز القوى التى حاولت الاطاحة بة .

وشريف العبد، مدير تحرير الأهرام، الذي تميز بحرفيته ودقته في تناول الأحداث، كان مثالاً للصحفى الذى يحتذى بة فى تغطية جلسات البرلمان مقدماً إسهامات لا تُنسى في تطوير المهنة.

محمد المختار، مدير تحرير جريدة الجمهورية، ومحمد الطويل، مدير تحرير مجلة أكتوبر، قاما بتقديم محتوى صحفي مميز جعل منهما رموزًا في عالم الصحافة، فقد استطاعا أن ينقلا الصحافة المصرية إلى آفاق جديدة.

ولا ننسى قاسم عوض وعبد الكريم ربيع، مديري تحرير وكالة أنباء الشرق الأوسط، اللذين كانا بحق جنديين مجهولين خلف نجاح هذه المؤسسة العريقة، بفضل جهودهم، ظلت الوكالة في طليعة وكالات الأنباء على المستوى العربي والدولي.

أما محمد عمر، مدير تحرير أخبار اليوم، فقد ترك إرثًا لا يُقدر بثمن في العمل الصحفي البرلمانى،فضلاعن مقالاتة الساخرة حيث كان يُعتبر مرجعًا لكل صحفي يسعى للتميز.

وأخيرًا، زميلنا الراحل محمد عدس، الذي رحل في سن مبكرة، لكنه ترك ذكرى طيبة في قلوب كل من عرفه. كان شخصًا نادرًا، بقلبه الكبير وروحه المتواضعة، وسيظل اسمه محفورًا في ذاكرة الصحافة المصرية، ندعو لهم جميعًا بالرحمة والمغفرة، وأن يكونوا في عليين مع الشهداء والصديقين، اللهم آمين.

فى نهاية مقالى الذى أعاد أجمل الذكريات ، أرجو من الجميع أن يلتمس لي العذر إن كنت قد نسيت ذكر أحد من الزملاء الأعزاء، خاصة من المحررين البرلمانيين الذين كانوا جزءًا لا يتجزأ من رحلتي المهنية الطويلة التي امتدت لأكثر من 35 عامًا في متابعة مجلسي النواب والشيوخ المليئة بالتحديات والمواقف التي قد تنسيني بعض الأسماء.

كل زميل منكم كان له دور مهم في هذه المسيرة، وإن كنت قد أغفلت عن ذكر البعض، فإن ذلك لا يقلل من قيمة إسهاماتكم وتأثيركم في هذا المجال، لكم مني كل التقدير والاحترام، وأتطلع دائمًا إلى أن تظل روابطنا المهنية والإنسانية قوية كما عهدتها.