في إطار تعاون دولي.. ثلاثية بحرية جديدة تعزز قدرات الأسطول المصري

خطت القوات البحرية المصرية خطوة استراتيجية جديدة في مسار التحديث والتطوير، حيث تسلمت ثلاث وحدات متقدمة للبحث والإنقاذ من طراز (SAR-1700)، وتم رفع العلم المصري عليها إيذانًا بانضمامها الرسمي إلى الخدمة، لتضاف إلى سلسلة التطويرات المستمرة التي تشهدها البحرية المصرية مؤخرًا، والتي تواكب أحدث التقنيات العالمية في مجالات التسليح والإعداد القتالي.
تسليم هذه القطع البحرية جاء ضمن إطار تعاون ثلاثي يجمع بين مصر والاتحاد الأوروبي والمنظمة الدولية للهجرة، ويستهدف دعم القدرات الفنية والعملياتية للقوات البحرية، خاصة في مجالات التأمين البحري والإنقاذ، بما يسهم في تعزيز الاستقرار والأمن في مناطق العمل الحيوية بالبحر الأحمر والبحر المتوسط.
وخلال مراسم التسليم الرسمية، ألقى اللواء بحري أركان حرب محمود فوزي، رئيس أركان القوات البحرية، كلمة أشار فيها إلى أن هذه الخطوة تمثل دليلاً على متانة العلاقات بين مصر وشركائها الأوروبيين، كما تعكس التزام القوات المسلحة بتحديث منظوماتها بما يتناسب مع التحديات الإقليمية والدولية، مؤكدًا أن هذه القطع الجديدة تمثل دعمًا مباشرًا لقدرات الأسطول المصري في مواجهة مختلف المهام.
تُعد اللنشات الجديدة من بين أكثر الوحدات تقدمًا في مجالات البحث والإنقاذ، وتُمثل إضافة استراتيجية للأسطول، بما يُسهم في رفع كفاءته الميدانية وتنفيذ المهام ذات الطبيعة الخاصة بكفاءة عالية، كما تجسد التزام الدولة بتعزيز جاهزية قواتها البحرية لحماية مصالحها الإقليمية في محيطها البحري.
حضر مراسم التسليم عدد من كبار قادة البحرية المصرية، إلى جانب وفد أوروبي رفيع المستوى ضم ماغنوس برونر، مفوض الاتحاد الأوروبي لشؤون الهجرة والداخلية، والسفيرة أنجيلينا إيكهورست، رئيسة بعثة الاتحاد الأوروبي لدى مصر، بالإضافة إلى كارلوس أوليفر، رئيس بعثة المنظمة الدولية للهجرة بالقاهرة، وعدد من المسؤولين من الجانبين.
وعلى صعيد التعاون الثنائي، استقبل قائد القوات البحرية الفريق أشرف عطوة، نظيره اليوناني الفريق بحري ديمتريوس كاتاراس والوفد المرافق له، خلال زيارة رسمية إلى قيادة القوات البحرية بالإسكندرية، ضمن الجهود الرامية إلى توسيع التعاون العسكري وتبادل الخبرات بين البلدين.
شهد اللقاء مناقشات موسعة تناولت عدداً من القضايا ذات الاهتمام المشترك، مع التأكيد على أهمية دفع التعاون البحري قدمًا خلال الفترات القادمة، بما يعكس متانة العلاقة الاستراتيجية التي تربط البلدين، ويعزز الاستقرار الإقليمي في شرق المتوسط.
كما شملت الزيارة جولة ميدانية للوفد اليوناني شملت عددًا من الوحدات البحرية الحديثة، بالإضافة إلى زيارة شركة ترسانة الإسكندرية، للاطلاع على الإمكانات التصنيعية الوطنية، وما وصلت إليه من تطور في مجالات بناء وإنتاج السفن والوحدات القتالية الحديثة.
بهذا التطور، تواصل القوات البحرية المصرية ترسيخ حضورها كلاعب محوري في أمن الملاحة البحرية بالمنطقة، مستفيدة من دعم دولي وشراكات قوية تعزز من قدرتها على تنفيذ مهامها بكفاءة واستعداد دائم.