الخطوط الداكنة فى الرقبة قد تكون علامة على هذا المرض.. وطرق العلاج

الخطوط الداكنة أو السوداء على رقبتك قد يتجاهلها العديد من الناس معتقدين أنها مجرد اسمرار طبيعية أو نتيجة لعدم الاهتمام بنظافتها جيدًا، ولكن قد لا يبدو الأمر كذلك، خاصة إذا لم تختفِ تلك البقع الداكنة أو الخطوط السوداء بالماء والصابون واستمرت معك لفترة من الوقت، فقد يكون جسمك يحاول إخبارك بشيء أكثر خطورة، وهو ما يوضحه تقرير موقع "تايمز أوف انديا".
قد تكون الخطوط الداكنة في الرقبة مرتبطة بمشاكل مزمنة في الكبد، ولكن ليست كل علامة داكنة أزمة صحية، ومع ذلك فإن البشرة من الأماكن الأولى بالجسم التي تظهر فيها علامات تخبرك عن صحتك، خاصة في مناطق مثل رقبتك أو تحت الإبطين أو الفخذ.
وقد يكون سبب الخطوط الداكنة في الرقبة ما يسمى بـ "الشواك الأسود"، وهى حالة جلدية حيث يصبح الجلد أغمق وأكثر سمكًا، وأحيانًا يكون خشنًا أو مخمليًا بعض الشيء، وتظهر عادةً حول الرقبة والإبطين والمرفقين والركبتين، وقد يخطئ الكثير من الناس في اعتبارها تصبغًا أو يعتقدون أنها مجرد أوساخ، ولكن أي قدر من الفرك لن يساعد حقًا لأنه يحدث تحت الجلد، وليس فقط على السطح.
ما العلاقة بين "الشواك الأسود" والكبد
يمكن أن يكون الشواك الأسود علامة على مقاومة الأنسولين، وهو في الأساس عندما تتوقف خلايا جسمك عن الاستجابة بشكل صحيح للأنسولين، وبمرور الوقت، يمكن أن يؤدي ذلك إلى الإصابة بمرض السكر من النوع 2، وأحد الأسباب الجذرية لمقاومة الأنسولين هو ضعف صحة الكبد، وخاصة مرض الكبد الدهني، الذي أصبح شائعًا هذه الأيام، حيث أن مرض الكبد الدهني غير الكحولي (NAFLD)، على وجه التحديد، يحدث عندما تتراكم الدهون في خلايا الكبد حتى لو كنت لا تشرب الكثير من الكحول، ويمكن أن تؤدي عملية تخزين الدهون المتراكمة هذه إلى إفساد مستويات الأنسولين لديك تمامًا.
يلعب الكبد دورًا رئيسيًا في كيفية تعامل جسمك مع السكر والدهون، وعندما لا يعمل بالطريقة التي ينبغي أن يعمل بها، يبدأ نظامك الأيضي بأكمله في العمل بشكل غير طبيعي، وتخرج الهرمونات عن التوازن، وتتراكم الدهون في أماكن غريبة، ويبدأ جلدك في إعطائك تلك العلامات التحذيرية، مثل الخطوط السوداء أو البقع الداكنة على رقبتك، وقد يظهر لك الجلد علامات الإجهاد الداخلي، وخاصة من الكبد والبنكرياس.
طريقة أخرى يمكن أن تظهر بها صحة الكبد السيئة على الجلد، وهي من خلال التغيرات في مستويات البيليروبين، حيث يعالج الكبد هذه المادة، وعندما لا يعمل بشكل صحيح، يمكن أن يتراكم البيليروبين ويسبب تغير لون الجلد والبشرة، وقد يظهر ذلك أكثر في العينين مثل "الإصفرار"، كما يمكن أن يسبب عدم توحد لون البشرة ويجعل تلك البقع على رقبتك أكثر وضوحًا، هذا كله بجانب الخلل الهرموني والالتهاب ومقاومة الأنسولين، ولديك عدد من الأسباب التي يمكن أن تسبب بالتأكيد اسمرار الرقبة الغريب.
في كثير من الأحيان، يعالج الناس هذه المشاكل الجلدية من خلال كريمات أو مقشرات فاخرة أو حتى يزورون طبيب أمراض جلدية، ومع أن العناية بالبشرة قد تُفيد ظاهريًا، إلا أنها لا تحل المشكلة من جذورها، فإذا كان الكبد لا يعمل بشكل صحيح سيستمر ظهور هذه البقع على بشرتك حتى تُعالج ما يحدث في الداخل.
ما هو العلاج؟
من البداية، يجب إجراء بعض فحوصات الدم - مثل اختبارات وظائف الكبد ومستويات السكر في الدم والأنسولين وربما حتى الموجات فوق الصوتية إذا كان طبيبك يعتقد أنك قد تكون مصابًا بالكبد الدهني، حيث أن الاكتشاف المبكر هو المفتاح، والكبد عضو مذهل يمكنه بالفعل شفاء نفسه، ولكن فقط إذا أعطيته استراحة والدعم المناسب، ويمكن أن يحدث ذلك من خلال:
تقليل السكر والكربوهيدرات المكررة
شرب المزيد من الماء وتناول المزيد من الخضراوات وإدراج الأطعمة الصديقة للكبد مثل الكركم والثوم والخضراوات الورقية والدهون الصحية (مثل زيت الزيتون والأفوكادو) يمكن أن يساعد الكبد على التخلص من السموم والعودة إلى المسار الصحيح.
يمكن أن تساعد الحركة المنتظمة، حتى مجرد المشي يوميًا، على تنظيم الأنسولين ودعم وظائف الكبد، ولست بحاجة إلى بذل جهد كبير في صالة الألعاب الرياضية، ولكن حافظ على الاستمرارية.
يؤثر التوتر المزمن سلبًا على الهرمونات ومستويات سكر الدم، بل وعلى الكبد أيضًا، لذلك فإن إدارة التوتر من خلال ممارسة تقنيات مثل التأمل، وتدوين اليوميات، أو حتى مجرد الاسترخاء مع الموسيقى المفضلة، قد يفيدك أكثر بكثير مما تظن.
إذا لاحظتِ ظهور تلك الخطوط أو البقع الداكنة، وجربتِ كل الطرق، من التقشير إلى الأمصال الفاخرة، دون جدوى، ربما تحاول رقبتك إخباركِ بشيء عن صحة الكبد، وبينما قد يبدو الأمر مشكلة تجميلية بسيطة ظاهريًا، إلا أنه قد يكون دليلًا أكبر بكثير على صحتك الداخلية.