الكاتب الصحفى صالح شلبى يكتب : من الذي أغلق ”ب لبن”؟ ومن يصرف العفريت؟!

مصر كلها تتساءل: من الذي أمر بإغلاق 170 فرعًا و6 مصانع في يوم وليلة؟! من الذي ألقى بقنبلة في وجه 25 ألف عامل وأسرهم؟! من الذي قرر أن ينهي قصة نجاح استثماري مصري خالص اسمه "ب لبن" بلا سابق إنذار أو إبلاغ أو حتى تحقيق؟!
الحكومة، نعم أنتِ، أنتِ صاحبة اليد الطولى، أنتِ من أغلقتِ الفروع، والمصانع، وأوقفتِ خطوط الإنتاج، وخنقتِ آلاف الأسر في أيام مفترجة، مع اقتراب عيد القيامة المجيد ، واعياد شم النسيم ،وعيد العمال، وعيد سيناء وعيد الاضحى المبارك ، والعامل المصري لا يعرف كيف يرد على أبنائه حين يسألونه: "بابا هيرجع شغله إمتى؟"
الدكتور مؤمن عادل، المدير التنفيذي لسلسلة "ب لبن"، خرج يستغيث على الهواء مع الاعلامى "عمرو أديب " ببرنامج الحكاية على فضائية إم بي سي مصر، مؤمن عادل لاأعرفة من قريب او بعيد لكن معلوماتى تؤكد انة طبيب بيطري مصرى ناجح، ورجل أعمال شريف، بنى اسمه وطوب شركته طوبة طوبة، ثم استيقظ ذات صباح فوجد كل شيء أُغلق، وكل حلم تم الإجهاز عليه، سأل الدولة: "إيه المشكلة؟ قولوا لنا عشان نحلها؟" - لكن الحكومة، ودن من طين والتانية من عجين.
هل هذا مناخ الاستثمار؟!
الرئيس عبد الفتاح السيسي يجوب العالم لجذب الاستثمارات إلى مصر، الرئيس لا ينام، لا يتوقف عن الحديث عن المشروعات القومية ودعم القطاع الخاص والحد من البطالة، بينما أنتم – بعض الأجهزة والهيئات – تمارسون العكس، تغلقون، وتخرسون، ولا تردون!
هيئة سلامة الغذاء تقول إنها وجدت بكتيريا ،جميل لكن هل يوجد تقرير رسمي ؟ هل تم إعلام صاحب النشاط ؟ هل أُعطي فرصة للعلاج؟ هل تم فحص كل الفروع أم تم الحكم بالإعدام الجماعي؟!
أين الشفافية؟ أين الإجراءات؟ بل أين العقل؟! ليس دفاعًا عن أحد، بل دفاع عن المنطق، من أخطأ يُحاسب، لكن ليس بهذه الطريقة المهينة، الفجّة، المدمّرة.
لا يمكن لدولة تحترم نفسها ومواطنيها أن تُغلق شركة ناجحة بـ"كبسة زر"، دون تحقيق، دون إنذار، دون فرصة للتصحيح،ما حدث يُرعب أي مستثمر، مصريًا كان أو أجنبيًا.لأنه سيسأل:هل ممكن يُغلق مشروعي بالكامل في ساعات، بسبب ورقة أو تقرير غير معلوم؟ هل سأستثمر ملايين في بلد لا ترد على الهاتف، ولا توضح سبب الغلق، ولا تمنح فرصة للدفاع؟!
يا حكومة مصر: قولي لنا الحقيقة، ما الذي حدث؟ لماذا حدث؟ وهل من سبيل للعلاج؟ افتحي حوارًا مع المستثمر، ردّي على استغاثته بدلًا من تجاهلها، فمن أحضر العفريت عليه أن يصرفه.
الدكتور مؤمن عادل قال: "أنا خدام الدولة، وتحت أمر أي جهة"،وقال أيضًا: "احنا نشأنا في عهد الرئيس السيسي، وعِزنا كله كان في فترته"، فهل هذا جزاء الولاء؟ هل هذا جزاء النجاح؟ نحن لا نطلب تبرئة، بل نطلب عدلًا،نطلب أن تحاسبوا المخطئ، وأن تحموا الأبرياء،أن تعاقبوا من أخطأ، لا أن تذبحوا الجميع.
وإذا كانت الحكومة تمتلك الجرأة على الإغلاق، فعليها أن تمتلك الشجاعة على الرد، وبشكل فوري لا يحتمل التسويف أو التأجيل، وإن لم يكن لديها ما تقوله، فلتتقدم باستقالتها فورًا، لأن الصمت في مواجهة أزمة تمس لقمة عيش 25 ألف أسرة ليس إلا عارًا إداريًا وتخبطًا سياسيًا، يضع أمامه آلاف علامات الاستفهام، هل ما حدث تصفية حسابات؟ هل هو "قرصة ودن" مجاملة لأحد الأشخاص؟ ومن المستفيد؟
ثم نسأل: أين مجلس النواب؟! لم نرَ نائبًا واحدًا يُحرك ساكنًا، لا طلب إحاطة، لا سؤال، لا بيان عاجل، لا حتى كلمة دعم لاستثمار وطني ناجح يُذبح على قارعة طريق البيروقراطية، فهل النواب يباركون ما تفعله الحكومة؟ أم أن البرلمان – كعادته – في إجازة من قضايا الناس؟!
يا سادة، إن لم تتحركوا الآن، فلا تحدثونا عن الاستثمار ولا البطالة ولا الاقتصاد، فأنتم أول من يهدم ما يُبنيه الرئيس عبد الفتاح السيسى صباح مساء.