المستشار محمد سليم يكتب : حينما تُحلّق السماء بالصناعة الصينية والعبقرية المصرية القتالية

في توقيت لا يقبل التأويل، وفي أجواء إقليمية تزداد سخونة، انطلقت التدريبات الجوية المصرية الصينية المشتركة لتكتب فصلًا جديدًا من فصول الردع الاستراتيجي، وتُرسل إشارات صاروخية – لا دبلوماسية – إلى كل من تسوّل له نفسه الاقتراب من أمن مصر أو العبث بتوازنات المنطقة.
"نسر السماء" و"التنين الحديدي" يلتقيان... فتتغير قواعد اللعبة.
فلتعلم كل عواصم التآمر والتربص أن زمن الصمت ولى، وأن مصر التي تُصافح بيمينها وتسحق بشمالها، لا تعبث حينما تفتح أجواءها أمام حليف بحجم الصين، القوة الاقتصادية والعسكرية التي باتت تُعيد رسم خرائط النفوذ الدولي، وتجعل من كل مناوراتها رسالة عملية لا تحتاج إلى ترجمة، هذه التدريبات ليست مجرد طيران مشترك أو طلعات جوية روتينية، بل إعلان صريح عن تحول في معادلة الردع.
إنه تحالف السماء، حينما تمتزج التكتيكات المصرية التي صقلتها المعارك والدماء، مع التكنولوجيا الصينية المتقدمة التي تُقلق دوائر القرار في واشنطن وتل أبيب وعواصم أخرى تعرف أن بكين لا تتحرك إلا بدلالة مصالح كبرى.
فلتقلقوا أيها السادة... نعم، فلتقلقوا.
لأن مصر لم تعد وحدها، ولا تتحرك بمفردها، بل تبني شراكات من العيار الثقيل، وتُعيد هيكلة أمنها القومي على أسس تفرض الاحترام وتُرهب الخصوم، مناورات الصين ومصر ليست موجهة لأحد بشكل مباشر – لكن الرسائل واضحة... "نحن هنا، ونملك السماء، وندير المعارك قبل أن تبدأ."
الرسالة لمن يهمه الأمر:
من ظن أن مصر تحت العباءة الأمريكية ، فليعد حساباته، من اعتقد أن تحركات الجيش المصري تنتهي عند حدود التدريب، فليتأمل في الصمت الذي يسبق العاصفة،من أراد اللعب بالنار في المنطقة، فليعرف أن الجو لم يعد له وحده.
حينما تُحلّق المقاتلات المصرية والصينية جنبًا إلى جنب في سماء الشرق الأوسط، فاعلم أن هناك خريطة جديدة تُرسم، وتحالفات تترسخ، وأن القاهرة وبكين تُعلنان بصوت الطائرات: " لدينا مفاتيح الردع ومفاجآت السماء.".
الصقور المصرية.. درع الوطن وسيفه
في صمت العظماء، تعمل القوات المسلحة المصرية، الصقور التي لا تنام، والعيون الساهرة على حدود الوطن، بجهوزية كاملة لا تعرف التهاون ولا التأجيل. الجيش المصري، بتاريخه العريق وتسليحه المتطور، يُصنّف ضمن أقوى الجيوش في العالم، ليس فقط بعدده وعتاده، بل بعقيدته الراسخة: "الوطن أولاً.. ثم الوطن دائماً".
هذه الصقور قادرة على التحليق في سماء المجد والكرامة، والتدخل في أي لحظة للدفاع عن الأمن القومي المصري، من شرق سيناء إلى أقصى الجنوب، ومن مياه المتوسط حتى أعماق الصحراء الغربية.
ولأنه جيش لا يخشى أي مواجهة، أياً كان حجمها أو طبيعتها، يبقى مستعدًا دائمًا للمواجهة، للردع، للحسم. ولنتذكر ملحمة العزة والكرامة في حرب 6 أكتوبر المجيدة، حين لقّن الجيش المصري العالم درسًا في التخطيط والعبقرية العسكرية، عبقرية لا تزال الجامعات والمعاهد العسكرية تدرسها حتى يومنا هذا، وتبقى شاهدًا على أن هذا الجيش لا يُقهر، متى قرر أن يتحرك.
هو مؤسسة وطنية لا تنكسر، ودرع الأمة العربية وقت الشدائد،فحين تهتز العروش وتشتعل الأطماع، يظل الجيش المصري ثابتًا كأهرام بلاده، مستعدًا للردع والحسم في التوقيت الذي تختاره مصر، لا الذي يريده أعداؤها.
كاتب المقال المستشار محمد سليم الامين العام المساعد للتنظيم بحزب الجبهة الوطنية وعضو المحكمة العربية لفض المنازعات وعضو اللجنة الدستورية والتشريعية بمجلس النواب السابق