مها عبد الفتاح تكتب .. المرأة المطلقة وزوج أحمق
كثيرا ما يخسر" الرجل الاحمق " المرأة التي تحبه ليسلم نفسه للمرأة التي تضحك عليه .هذا الوصف ما قالة شاعرنا الكبير نزار قبانى ، لذلك نجد الحياة تجبرنا ،ان نتعامل مع أصناف وأنواع من الطباع البشرية المختلفة والتي قد يعاني منها اقرب الناس إلينا خاصة الأزواج الذين تختلف طباعهم وصفاتهم، فهناك العصبي وهناك المغروروهناك الحاقد والبخيل والأحمق وكلها قد تتغير الى الافضل مع مع مرور الأيام ، إلا الحماقة التى تلازم الزوج فقد أعيت من يداويها.
حقاً وصدقاً أكثر ما يغضب " المرأة الإهمال " ؛ أن تهمل مشاعرها وأحاسيسها، وتكون بعيد الروح والجسد عن تفكيرها. هي لا تريد أكثر من كلمة طيبة، ونظرة حب، وملاطفة وادعة.
نحن بحاجة للتعامل مع المرأة بذوق عال، وأسلوب بسيط، هي لا تحب الغني، ولا " تعجب بالوسيم " ، ولا تريد قصر ؛ تريد بيت يملأه الحب والسكينة والطمأنينة، الدفء هو ما تحتاجه المرأة سواء في العلاقات، المشاعر، الأزمات التي تمر بها، وضعها البيولوجي، هي لا تريد غير قلب يحتفظ بها ويرعاها ؛ يشعرها بكينونتها وأنها ملكة في نظر زوجها. تريد من يكن لها أبا وأما وأخا وصديقا وسندا، وتعشق من يحترم عقلها وكيانها.
دائما المرأة تفعل المستحيل من أجل إرضاء الرجل، ولذلك تتغاضى عن أمور كثيرة في سبيل ألا تفقد الذي اختارته من بين كل هؤلاء الرجال؛ ليكون لها السند الذي تميل إليه حين لا تستطع أن تقف وحدها.
حقا مسكينة ومظلومة المرأة المطلقة !! .. ما أقسى صباحها وليلها ؟! وما أمرهم من علقم تتمرر به حياتها فور حصولها على هذا اللقب البغيض ؟! ، فكل شيء في حياتها يحال إلى النقيض ، صارت متهمة ،خطواتها بحساب ،مع من تتكلمين ؟! ، ولماذا خرجتى من بيتك الآن ؟! ، حتى صار كل المجتمع رقيب عليها ، نعم مسكينة ،فقدت كلمات الحب التى كنت تسمعها من زوجها ، صارت كائنا غير مرغوب فيه في المجتمع مع سبق الإصرار ، الجميع ينظر لها نظرة إتهام لا لشىء إلا لأنها صارت مطلقة ،وصدر عليها حكماً ظالماً،بأنها فاشلة فاشلة فى حياتها.
أمام هذه الأمور الكاريثية نجد المرأة المظلومة ،من زوجها ومجتمعها ، ومن الاحكام القضائية التي لا تنصفها في أغلب الأحيان، لعدم قدرتها المادية على توكيل محامى ضليع في قضايا النفقة والقائمة وغيرها من قضايا الأحوال الشخصية ، كل هذا مع تلاحظ زيادة نسب الطلاق كل دقيقة، ،والتأثيرات النفسية المتعددة على المرأة ،منها على سبيل المثال وضعها في خانة " المرأة المطلقة " ،والجرى داخل ردهات المحاكم ، والمحامى الذى يطلب الاتعاب ورسوم القضايا ، لتجد نفسها أمام مواقف قرارات صعبة، وصدمات تفقدها توازنها، فيصيبها التوتر والاكتئاب والقلق المرضى، والتعرض للضغط النفسى والأفكار السلبية، والتأرجح ما بين اللوم والتبرير، والتأكيد أنها كانت على حق فى التخلص من زيجة سامة، وهى أمور تنعكس على عملها وأولادها، مما يجعل المستقبل غامضا أمامها، يتأرجح ما بين تحمل المسؤولية مضاعفة فى كل شىء تقريبا، أو انتظار ما سيكون، زواج ثان ،أو تربية الأولاد ،ونفقات فوق الطاقة لا تتحملها.
ومن هنا بدأت معاناة عدد من السيدات اللاتي قدر لهن ان يعشن مع أزواج حمقى لأنه ليس من السهل إرضائهم أو تجنب غضبهم عند كل صغيره وكبيره فضربهن أكيد وطلاقهن قريب وقد تتحول الحياة الزوجية الى جحيم لايطاق فليس أمامهن حلول إلا الصبرأوالطلاق .
لا يمكن أيها الرجل، أن تتعامل مع الأنثى كما الرجل الآلي! تنفي عنها إنسانيتها، وضعفها، وأنها شقيقة الروح، وأنس الحياة وبهجة العمر، وآية الجمال
الزواج معناه، عندما تكون في بلاد الأسكيمو، وتكون زوجتك في أدغال أفريقيا، تشعر بها دون أن تراها. الزواج هو النظرة الرحيمة، واليد الحانية، والكلمة الطيبة.
من هنا أقول للمجتمع انصفوا المرأة ، دافعوا عن حقوقها ، وأقول للمرأة حقها فى الزواج مرة ثانية، وليس هناك ما يسمى أن تضحى بعمرها وهى بعد فى الثلاثين - مثلا - لكى تتزوج.. ، لكن على المرأة ، أن تزن الأمور بميزان حساس، لا تعملى ضد نفسك، فكم من أطفال انفصلوا ،قد أكدوا بأن زوج الأم كان أحن من الأب.
ورسالتى الناجية من الألم الى المرأة المطلقة ،اجعلي أكبر همك أن يرضى الله عنك ولا تجعلي أكبر همك نظرة الناس لك بل نظرة خالقهم لك،فالناس مخلوقات لا تملك لنفسها نفع ولا ضر، وكل شيء بيد مالك الملك سبحانه ، فأهتمي دائما لنظرة الله ولا تهتمي لنظرة الناس فإنت عبدة لله ولست عبدة للناس.!
وذكري نفسك دائما بأن الطلاق ليس هو نهاية العالم ، فلا تحطمي نفسك وتستلمي لكثرة الوسواس من الشيطان ، بل كوني قوية بالله وتذكري قول الله:"وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم "
وتذكري دائما أن الله هو " العليم الحكيم "، لم يزوجك إلا لحكمة، ولم يطلقك إلا لحكمة ، وسوف تتجلى لك هذه الحكمة في مستقبل الأيام، فقط أرضي بما كتبه خالقك لأنه سبحانه فقط من يعرف ما يصلح لك ،ولو أن الله كشف أستار الغيب لك لما أخترت غير ما أختار الله لك .
ختاما، وصيتي ،إليك أيها الرجل، إذا وجدت في زوجتك، من تصون عرضك وتحفظ مالك ،وتعيش معك على نوائب الدهر، بحلوها ومرها، وتربي النشء تربية إيمانية، فايإك أن تفرط بها، وما دون ذلك يهون. الأنثى كما الوردة، مظهرها يسعد العين ويثير السكينة على القلب، ورائحتها فواحه عبقة، تعطي عطرها لمن أحسن الاهتمام بها، وزرعها بتربة العشق؛ وإذا ما أسأت الاهتمام بها، وتركتها تذروها الرياح الجافة، حينها لا تلومن الوردة إن أعطتك شوكا ولم تعطيك عطرا، والعاشقون أولى بالمعروف.