خلال إحتفالية حزب الوفد
أكتوبر ما كنا نقتسم عطر الكرامة في كل أرجاء المحروسة
قال الكاتب الصحفي شريف عارف المستشار الإعلامي لحزب الوفد إن ذكرى انتصار أكتوبر تُعد أعز وأمجد أيام تاريخ مصر الحديث، ففي التاريخ القديم انتصر أحمس الأول وطرد الهكسوس خارج الحدود، وفي التاريخ الحديث بعدما اقتحم 80 ألف جندي مصري قناة السويس على خط المواجهة بطول 170 كيلو متر، واحتلوا نقاط خط برليف، وتوغلوا بعمق يصل إلى 4 كيلو مترات داخل سيناء على طول الجبهة.
جاء ذلك خلال الاحتفالية التي نظمها الصالون الثقافي بحزب الوفد مساء اليوم بمناسبة الاحتفال بالذكرى الـ ٤٩ لانتصارات أكتوبر المجيدة، تحت عنوان "حرب أكتوبر بعد نصف قرن" برعاية ومشاركة الأستاذ الدكتور عبد السند يمامة الحزب، وذلك بحضور قيادات وأعضاء الحزب من المحافظات ونخبة من رجال السياسة والفن وعدد من أبطال حرب أكتوبر المجيدة، ويدير النقاش الكاتب الصحفي شريف عارف المستشار الإعلامي لحزب الوفد.
وأضاف عارف أنه في مثل هذه الأيام منذ 49 عامًا، وفي أقل من 6 ساعات، أسقط المصريون نظرية الأمن الإسرائيلية، بعدما انتصرت إسرائيل من حدود كانت تعتبرها غير آمنة، وانكسرت من مواقع كانت تعتبرها مؤمنة بمانع مائي هو قناة السويس وسارت ترابي بارتفاع 20 مترًا وزاوية ميل 80 درجة، وخط دفاعي معزز بالنقاط القوية والحصون هو خط برليف الذي قال عنه السوفيت أنه لا يمكن تدميره إلا بقنبلة ذرية.
وأكد المستشار الإعلامي لحزب الوفد أن المصريين العابرين وضعوا نظرية جديدة، عندما استطاع جندي المشاة المصري في غضون الساعات الأولى تدمير مدرعات العدو مقتحما أعنف المواقع، مضيفًا: لقد انسحبت اسرائيل في 25 أبريل 1982 من باقي سيناء بموجب معاهدة السلام الموقعة يوم 26 مارس 1979، ثم كان في 19 مارس 1989 انسحاب آخر جندي إسرائيلي من رمل مصر في منطقة طابا، بعد قرار هيئة التحكيم الدولية بمصرية طابا.
وأشار عارف إلى أن وينستون تشرشل رئيس وزراء بريطانيا الأشهر، كان له عبارة مأثورة تقول: "إنك لن تستطيع أن تصل إلى مائدة التفاوض، أبعد من المدى الذي تصل إليه مدافعك.."، وبعبارة أخرى: "لم إسرائيل تنسحب من سيناء، لولا أنها هُزمت في حرب أكتوبر، وما كان يمكن لمصر أن تحرر باقي أراضيها في سيناء بالسلام إلا إذا كانت تستطيع تحريرها بالحرب".
وأكد المستشار الإعلامي لحزب الوفد أنه لولا حرب أكتوبر.. ما كنا نتحدث عن تنمية وعن مشروع وطني وعن دولة حديثة وعن جمهورية جديدة، فلولا نصر أكتوبر لظلت مدن القناة مهجورة وسيناء مأسورة ولظل الاقتصاد هو اقتصاد حرب، وكل إمكاناتنا موجهة لمعركة لا تأتي، ولكن الأهم أنه لولا حرب أكتوبر ما كانت هاماتنا عالية، وكبرياؤنا شامخًا، لولا حرب اكتوبر ما كنا نقتسم عطر الكرامة في كل أرجاء المحروسة.
ووجه عارف التحية للرئيس السادات صاحب قرار العبور، وللرجال الذين خططوا وعبروا وقاتلوا وللشهداء الذين ضحوا من أجل حرية كل ذرة رمل في التراث الوطني.