الكاتب الصحفي مجدي سبلة يكتب.. بطانة الوزير والمحافظ
البطانة هم المقربون من المسؤول الكبير بالمؤسسة أوالشركة أوالديوان والمديرية والوزارة منهم من جاء بالصدفة ومنهم من جاء بالاختيار ومنهم من هم أهل الثقة من معارف المسئول الكبير نفسه على اختلاف درجته التى يشغلها ومنهم من جاء بتوصية للوزير أوالمحافظ أورئيس مجلس الإدارة و البطانة هم المستشارون في أمور حكمه، المنفذون لأوامره، المطلعون على أحوال محكوميه .
البطانة نوعان: بطانة صالحة، وبطانة سيئة، وينقسمون بحسب حال الجهاز الإدارى في الدولة إلى السلطات الثلاث التشريعية،و التنفيذية والقضائية.
لكل نوع من البطانه أوصاف هناك بطانة صالحة وهي بطانة كاملة العقل كثيرة التجربة، متدينة، ذكية، عالمة بمقتضيات كل عصر وحوادثه داخل الديوان أو الشركة أو المؤسسة … أما البطانة السيئة فمن أوصافها الغش والخيانة، والتحايل، والنفاق، والبغضاء لأهل الصلاح... ولهذا لابد أن يقفز ضمير المسئول الكبير في انتقاء البطانة الصالحة، ونهى عن الاستعانة بالبطانة السيئة، ويحرص على إبعادها .
تستمر سطوة البطانه الفاسده حول المحافظ مثلا في الإقليم ويطلق عليهم ( لصوص السلطان) كونهم يستمدون منه ما يمكنهم من استخدام كل الأدوات التى اعطتهم مراكز قوى فى الوصول إلى مآربهم مما جعلهم ساده بين أقرانهم فقد استفادو من تنفيذ مشروعات وفرض اتاوات حتى ان الموظفات الجميلات لم يسلمن من البطانة وقد فاحت قصصهم ومع ذلك صاحب السلطان يترك لهم الحبل على الغارب ليصولوا ويجولوا من دون رادع أو لفت أنظارهم .. يظن المقربين بالديوان العام ان خلف ذلك علامات استفهام بينهم وبين المحافظ أو المسئول وعندما يثار تسريبات تخص نفر من البطانه يقوم المسئول بأبعاده لفترة ثم يعود به مرة أخرى حتى وإن كانت فضائحه جنسية أو ماليه وتبدوا عليه مظاهر الثراء ويعود ليبدأ فصول جديده بعلاقاته المتعدده فمثلا تجد أفراد من البطانه تشغل مسمى متابعة المحافظ مثلا فيقومون بفرض اتاوات على رؤساء المدن والقرى والموظفين ممن لهم طلبات نقل وغيره وغيره .. ومنهم من يستفيد من وظيفة البطانه بتعين زوجته أو شقيقه في جهات منتجة مثل قطاع البترول أو قطاع البنوك وتأتى الاستفاده من كونه قريب من المحافظ أو الوزير والاستفادة تطلب في البداية سرا وتسميها انفار البطانه لغة المصالح ومن هذا النوع حدث فيه ولا حرج ..
ويتعامل نفر البطانة مع المديريات الخدمية كأنه المحافظ نفسه أو الوزير أو المسئول الأول فلا أحد يقف أمامه وطلباته مجابه كن فيكون وهو من يكرمه المحافظ بين الحين والآخر كونه فقط ساعى المحافظ وحامل أوراقه وقد يكون سكرتيره الخاص .. ومن البطانه تجد بعض المسئولين التنفيذيين التابعين للمحافظ فيصبح من المقربين للكبار ويعتمد على علاقاته ويصول ويجول في الإقليم أو الشركة أو المؤسسة ومنهم من يقبل الهدايا من الشركات والمحلات ومسئولى الإدارات الحكومية بالمدينه للوصول وطلب الرضا من المحافظ .
البطانة لها حكايات غراميه مع موظفات وطالبات للخدمه بالمساومه علي ممارسة الرذيلة وهكذا ..
هؤلاء البطانة هم الأخطر فى منظومة الفساد القابعه حول المحافظ أو المسئول الكبير ..
وللهروب من البطانة أن تكون هناك قواعد حاكمه لطلبات المواطنين والموظفين وان تكون هذه القواعد معلنة للجميع والعاملين في الديوان وللمواطنين حتي يكون كل تصرف وكل إجراء وفق قواعد حاكمة يتساوى فيها الجميع ..وفي النهاية أرى أن البطانة ليس علي رؤوسهم ريشة ويجب أن تلاحقهم الأجهزة الرقابية حتى لا تتحكم في مقاليد الأمور في الجهاز الإدارى ..
كاتب المقال الكاتب الصحفي مجدى سبلة رئيس مجلس إدارة مؤسسة دار الهلال السابق