نص كلمة الرئيس السيسي خلال افتتاح أسبوع القاهرة للمياه في نسخته الخامسة
ألقي الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الأحد كلمة خلال افتتاح أسبوع القاهرة للمياه في نسخته الخامسة، أكد خلالها أن المياه منذ بدء الخليقة، واهبـة للحياة على كوكب الأرض، والركيزة الأساسية لتطـور الحضارة.
من البلدان تحديات متزايدة، لتوفير الاحتياجـات الأساسية من المياه وقد استمر الغذاء هو المحور الأكبر للاستخدامات المائية عالميًا وعلى ضوء ما يتوقع، من ازدياد احتياجات الغذاء، بنسبة "٦٠٪" بحلول عام ٢٠٥٠ فقـد بات واضحًا، أنـه لا انفصام بين تحديات الماء والأمن الغذائي.
كما جاء تغير المناخ، ليفاقم من هذا التحدي المزدوج لاسيما في الدول التي تعاني من ندرة مائية بما قد يؤدي لتبعات سلبية خطيرة على السلم والأمن، إقليميًا ودوليًا.
كان قدر مصر، أن تقع في قلب تلك التحديات الثلاثة المتشابكة: تحديات الأمن المائي والغذائي وتغير المناخ فمصر من أكثر الدول جفافًا في العالم وتعتمد على نهر النيل، بشكل شبه حصري، لمواردها المائية المتجددة والتي يذهب حوالي "٨٠ ٪" منها إلى قطاع الزراعة مصدر الرزق لأكثر من "٦٠" مليونًا من البشر هم نصف سكان مصر.
وعلى ضوء هذه الندرة المائية الفريدة من نوعها فإن موارد مصـر المائية، صارت تعجز عن تلبية احتياجات سكانها بالرغم من اتباع سياسة لترشيد الاستهلاك، من خلال إعادة الاستخدام المتكرر لمياه الري الزراعي على نحو جعل معدل الكفاءة الكلية لاستخدامها في مصر واحدًا مـن أعلى المعدلات في إفريقيا.
وتؤدي تداعيات تغير المناخ، لتفاقم آثار الندرة المائية على الرقعة الزراعية بمصر والتي تتأثر بالتبعات السلبية لتغير المناخ، التي تحدث داخل حدودها، وكذا في سائر حوض النيل لكون مصر دولة المصب الأدنى به.
وبناءً على تلك المعطيات، كان ضروريًا أن تتبنى مصر مقاربة شاملة، بغرض التعامل الناجح مع تحديات الأمن المائي والغذائي، وما يرتبط بذلك من تحديات مناخية باعتبار ذلك مسألة أمن قومي لمصر.
فعلى الصعيد الوطني، انتهجت الدولة "الإستراتيجية الوطنية لإدارة الموارد المائية" التي تهدف لتوفير مياه الشرب وتحسين نوعيتها وترشيد الموارد المائية وتنميتها بكافة الوسائل الممكنة.
كما تبنت مصر سياسة للأمن الغذائي، توازن بين الإنتاج المحلى والواردات الغذائية، وقد تمكنت مصر بفضل ذلك، من الحفاظ على أمنها المائي والغذائي، في ظل أزمات عالمية وإقليمية.
متنافسين على نحو غير تعاوني بما يسفر عن تنمية محدودة، وقاصرة في حجمها ونطاقها، على نحو يزعزع استقرارهم.
إن رؤيتنا الراسخة، هي العمل معًا، بغرض تكريس وتقاسم الازدهار بدلًا من التنافس والتناحر، الذي يؤدي إلى تقاسم الفقر، وعدم الاستقرار.
وإدراكًا منا لخطورة هذه القضية، وانطلاقًا من أهميتها الوجودية لنا فإن مصر تجدد التزامها، ببذل أقصى جهودها لتسوية قضية "سد النهضة" على النحو الذي يحقق مصالح جميع الأطراف وتدعو المجتمع الدولي، لتعظيم وتضافر الجهود، من أجل تحقيق هذا الهدف العادل.
أما على الصعيد الدولي، فقد حرصت مصر على الانخراط النشط، في كافة المحافل ذات الصلة، والدفع بضرورة تضافر الجهود، لتنفيذ الهدف السادس من أهداف التنمية المستدامة، على نحـو متكامل.
واتصالًا بذلك، تتطلع مصر باهتمام كبير، لمؤتمر الأمم المتحدة لمراجعة منتصف المدة للعقد الدولي للمياه، المقرر عقده في شهر مارس ٢٠٢٣ حيث تعد هذه الدورة من أسبوع القاهرة للمياه، إحدى الفعاليات الأساسية تحضيرًا له.
وأود أن أغتنم هذه المناسبة، لأدعوكم للمشاركة في فعاليات القمة العالمية للمناخ "COP-٢٧" التي تستضيفها مصر بمدينة "شرم الشيخ" في شهر نوفمبر القادم والتي ستطرح مصر خلالها، مبادرة "العمل على التكيف مع المياه والقدرة على الصمود" والتي يتم التنسيق بشأنها مع المنظمة الدولية للأرصاد الجوية حيث من المقرر، أن تستضيف مصر في هذا الإطار، مركزًا إفريقيا "للمياه والتكيف مع المناخ"، وذلك لدعم القدرات الإفريقية في هذا المجال المهم.
أود في الختام، أن أجدد الشكر لكم، وأن أرحب بكم في مصر كما أعرب عن تطلعي لنجاح أسبوع القاهرة للمياه، في الخروج بتوصيات ناجحة قادرة على دفع أجندة المياه الدولية قدمًا بما فيه تعزيز تطلعاتنا التنموية، ورخاء العالم واستقراره.
وفقكم الله وكلل جهودكم بالنجاح والتوفيق، وشكرًا على حسن الاستماع، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته