بوابة الدولة
الثلاثاء 5 نوفمبر 2024 10:54 مـ 4 جمادى أول 1446 هـ
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرصالح شلبي
مستشار التحريرمحمود نفادي
بوابة الدولة الاخبارية

قضايا وملفات كبيرة في انتظار القمة العربية تحتضنها الجزائر للمرة الرابعة

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

على قدم وساق، تأتى استعدادات دولة الجزائر للقمة العربية المقبلة فى دورتها الـ32 بعد تقدمها بطلب إلى الجامعة العربية، وذلك بعد مرور أكثر من 15 عاماً عن آخر قمة عقدت بها فى 2005. وهو ما أوضحه الرئيس الجزائرى عبد المجيد تبون، فى الكلمة التى ألقاها أثناء افتتاح أول ندوة لرؤساء البعثات الدبلوماسية والقنصلية الجزائرية فى قصر الأمم، وقد اعتبر أن انعقاد القمة العربية المقبلة فى بلاده، “فرصة لإصلاح جامعة الدول العربية” خصوصا أنها ستكون الأولى التى تحتضنها الجزائر، منذ انتخاب عبد المجيد تبون نهاية العام الماضي.

وتعتبر هذه المرة الرابعة، التى تحتضن فيها الجزائر أعمال القمة العربية، حيث احتضنتها لأول عام 1973، ثم عام 1988 وأخيراً عام 2005، وهى القمة التى تزامنت مع تخليد الذكرى الـ60 لتأسيس الجامعة.

«الأهرام العربي» تابعت استعدادات الجزائر للقمة العربية المقبلة، مع عدد من الخبراء الجزائريين فى سطورنا المقبلة.

فى البداية يتحدث أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية، سمير محرز، قائلا: القمة العربية فى نوفمبر 2022 بالجزائر، تأتى فى ظروف استثنائية، بمعنى أن المنطقة العربية عاشت فترات سياسية وهيكلية وأمنية صعبة جدا. ولعل إعلان وزير الخارجية السابق صبرى بوقا دومب عن استعداد الجزائر لتنظيم هذه القمة، والتى يراهن عليها رمطان لعمامرة بأن تكون قمة شاملة، تجمع كل الدول العربية، ووضع كل القضايا فوق طاولة النقاش السياسي، خصوصا تلك القضايا ذات الصلة بالوحدة العربية وتعزيز التعاون العربى العربي، التى أصبحت ضرورة ملحة لإيجاد حلول لبعض الإشكالات السياسية التى تعرقل مسار جامعة الدول العربية، حيث راسلت الجزائر فى هذا الصدد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط بأن يكون عنوان هذه القمة هو الوحدة العربية، والتوافق والدفاع عن القضايا العربية، المصيرية التى تراهن عليها الدبلوماسية الجزائرية كالقضية الفلسطينية، إضافة لإعادة بعث الروح فى الجسد الليبى بالتنسيق مع القوى العربية الكبرى، وهذا ما توافقت عليها الدول الكبرى كجمهورية مصر العربية، والمملكة العربية السعودية والجزائر وقطر ودولة الإمارات المتحدة.

ويضيف محرز: لعل أهم ملف تراهن عليه الجزائر، الذى نراه مهما وضروريا فى الوقت الراهن والحالي، وهو ترتيب البيت الداخلى للجامعة كضرورة ملحة، وكذا مسألة إعادة سوريا إلى الجامعة كدولة كاملة العضوية، وهى ملفات أثارتها الجزائر فى العديد من القمم واللقاءات العربية والإقليمية فى الثلاث سنوات الأخيرة، ونجد فى هذا السياق تجاوب الأمين العام لجامعة الدول العربية أبوالغيط، مع هذه المطالب التى تقدم الإضافة والأبعاد الإيجابية للجامعة.

ويتابع: تراهن الجزائر على إنجاح القمة حتى من جانبه التنظيمي، حيث أكدت أنها فى تنسيق مباشر ودائم مع الأمانة العامة للجامعة، خصوصا فيما يتعلق بمتابعة الظرف الصحى من أجل توفير كل الشروط الملائمة الصحية الضرورية، ولعل النقاش سيطغى على الملف الليبى بشكل كبير، وتقديم رؤية ومخارج لحل الأزمة من أجل تنظيم حوار حقيقى بين كل الأطراف الليبية المتنازعة فى المشهد السياسى قبل الانتخابات، وحتى بعد تنظيم الانتخابات الرئاسية ومرافقة عربية كاملة لليبيا من أجل إعادة بناء مؤسساتها السياسية والدستورية، بما يضمن وحدة ليبيا وأمنها واستقرارها وبنفس المرتبة والمستوى من النقاش الليبى ستأخذ القضية الفلسطينية حيزا كبيرا من النقاش العام، ومطالبة الجزائر فى هذا الصدد فى دعم ومساندة الفلسطينيين من أجل استعادة كل حقوقه الوطنية المشروعة، وغير القابلة للتصرف، وعلى رأسها إقامة دولته المستقلّة على حدود 1967، وعاصمتها القدس الشريف، طبقا لقرارات الشرعية الدولية والقرارات الأممية ومرجعيات السلام، بما فيها قمة بيروت.

ويوضح أنه من الملفات التى ترغب الجزائر فى إطار استعداداتها، هو الملف السورى ودعوتها إلى ضرورة تغليب لغة الحوار ووقف الفوضى فى الداخل السوري، وإطلاق حوار سياسى بين الفرقاء السوريين داخل وخارج سوريا، والتوصل إلى حل للأزمة واتفاق نهائى يحفظ وحدة سوريا وكرامتها واستقرارها وسيادتها، إضافة لنفس الخطاب حول الشأن اليمنى، حيث تطالب الجزائر فى هذه القمة إلى وقف العنف فى اليمن ضرورة الإسراع فى تطبيق بنود اجتماع ستوكهولم و”اتفاق الحديدة”، الذى قبلت بموجبه الأطراف المعنية، البدء الفورى فى إجراءات السلام والمصالحة الوطنية اليمنية.

ويقول: الجزائر مستعدة لهذه القمة بكل تفاصيلها التقنية واللوجستية، وحتى فى تهيئة الجو العام، وعن التوقعات سيكون هناك نوع من النقاش فى الأفكار والتوجهات السياسية، وهذا ما يعود لقناعة كل دولة فى سياستها الخارجية ورؤيتها للفضاء العربي، وستكون قمة ناجحة لسبب واحد هو رغبة الجزائر ورئيسها عبد المجيد تبون وبالتنسيق مع وزير الخارجية لعمامرة، من جهة والأمانة العامة لجامعة الدول العربية، بقيادة أبو الغيط من جهة أخرى من أجل إنجاح هذه القمة، خصوصا أن هذه القمة ستخرج بتوصيات قوية أبرزها الإصلاح السياسى داخل الجامعة العربية، وهذا ما هو متوقع من المتابعين والملاحظين للشأن السياسى العربي.

ويضيف: لا شك أن تطورات الأحداث وتسارعها وتعقيدها فى بعض الدول العربية، يستوجب على الجامعة العربية، أن تكون مسايرة ومتفاعلة مع هذه التطورات، الانتخابات الرئاسية فى ليبيا، فالأزمة السورية واليمنية، ومعالجة الوضع الصحى لبعض الدول خصوصا أثناء جائحة كورونا وعدم قدرتها لمواجهة هذا الوباء، كلها أحداث تتوجب على جامعة الدول العربية، أن تكون بموقع المؤثر فى مشهد كل حالة من الحالات التى تم ذكرها سابقا.

ويستكمل الحديث الإعلامى الجزائرى أمين حيدار، قائلا: تتطلع الجزائر لأن تكون القمة العربية، لبعث العمل العربى المشترك وجعل القضية الفلسطينية الركيزة الأساسية فى أجندة القمة، ومن أجل ذلك أسمتها “قمة فلسطين”، ونظرا لما يعرفه الداخل الفلسطينى من انقسام وتشرذم بين فصائله المختلفة، خشيت الجزائر من أن يعرقل ذلك مساعيها لتحقيق الهدف المنشود ولذلك سارعت لدعوة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس إلى الجزائر، وعرضت عليه استضافة كل الفصائل لاجتماع تصالحى جامع، محاولة بذلك استثمار التقدير الفلسطينى لها ولعلاقتها التاريخية بالقضية الفلسطينية، وهو ما حظى بترحيب واسع لدى هذه الفصائل.

فالفرقاء الفلسطينيون - حسب اعتقادى - يعتبرون الجزائر طرفا داعما لقضيتهم دون مقابل أو شرط، من جهة أخرى، تحاول الجزائر جاهدة فى إطار استعداداتها لاحتضان هذه القمة، إلى تحقيق وحدة الصف ولم الشمل العربى ـ العربي، وجمع ما تفرق طيلة عقود من الزمن تحقيقا للتوازنات الإستراتيجية التى تقتضيها المرحلة المقبلة من بوابة عودة سوريا، لشغل مقعدها الشاغر منذ أكثر من عقد من الزمن، تحاول نيل الضوء الأخضر لتحقيق ذلك.

جدير بالذكر بأن الدبلوماسى الجزائرى المرموق الأخضر الإبراهيمي، سبق أن أطلق مبادرة لدعم الفلسطينيين ووحدتهم ووحدة أراضيهم، حيال ما يتعرضون له من ظلم واعتداء تمهيداً لتسليمه إلى الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية، وربما ستكون فرصة انعقاد القمة العربية بالجزائر سانحة لعرض المبادرة بشكل رسمي، وربما - فى اعتقادى - أن القمة المقبلة ستتمخض عن قرارات غير مسبوقة فى هذا السياق، وأعتقد أن الجزائر قادرة على أداء دور محورى فى الملف الفلسطيني، وقادرة على اختراق جدار الانقسام الفلسطينى وتغيير قواعد اللعبة، رأسا على عقب بالنظر للمستجدات الدولية والإقليمية الحاصلة اليوم.

ويضيف د. هشام دراجي، أستاذ العلوم السياسية بالجزائر، قائلا: أعتقد أن القمة العربية المقبلة فى الجزائر، ستحمل الكثير من الآمال والتطلعات، خصوصا بعد الأحداث المتسارعة التى عرفها الوطن العربى خلال العامين الأخيرين، فى إعادة ترتيب الصف العربى من جديد، وتقويم بعض السياسات التى أسهمت فى توسيع الشرخ العربي. وستكون القضية الفلسطينية الملف الرئيسى للقمة، كما جاء على لسان الرئيس عبد المجيد تبون، الذى أكد أن القمة تستهدف بالدرجة الأولى تجديد الالتزام الجماعى العربى تجاه القضية الفلسطينية، وتأكيد تقيد الجميع بمبادرة السلام العربية، هذا بالإضافة إلى ملف إصلاح منظومة عمل الجامعة. هذا فيما تسعى الجزائر أيضا من خلال القمة إلى إعادة سوريا للجامعة بعد غياب طويل.

ويضيف: فى الحقيقة، اهتمام الجزائر بالقضية الفلسطينية، ينبع من مبادئ راسخة وإيمان عميق بحق الشعوب فى تقرير مصيرها، والوقوف فى وجه كل أشكال الاستعمار والاستغلال، هذه المبادئ التى رسختها الجزائر فى بداياتها الأولى بعد الاستقلال، وأصبحت من ثوابت سياستها الخارجية، وبالنسبة للجزائريين - شعبا وسلطة - القضية الفلسطينية ليست قضية تصفية استعمار فقط، بل قضية شرف، ودين ووفاء لن يدير الجزائريون له ظهورهم حتى لو بقوا وحدهم، وهو ما عبر عنه الرئيس بصريح العبارة: “القضية الفلسطينية قضية وفاء قبل كل شيء، وفاء لتاريخنا التحررى المجيد والتضحيات الجسيمة لأسلافنا الأبرار الذين آمنوا بحق أن قضية فلسطين هى قضية حق وعدالة”.

ويتابع دراجي: القضية الفلسطينية اليوم قبل أى وقت آخر، تستحق منا كعرب، لكن البداية يجب أن تنطلق من الداخل الفلسطينى من خلال رص الصف والمصالحة بين مختلف الفصائل، وهو ما تحاول الجزائر العمل عليه أيضا على هامش القمة العربية، بعد أن دعا الرئيس تبون جميع الفصائل الفلسطينية للاجتماع بالجزائر والوصول إلى اتفاق قد يغير الكثير من قواعد اللعبة.

فيما يقول بن لعور عبد المالك، رئيس لقاء شباب الجزائر: تولى الدولة الجزائرية، اهتماما كبيرا للقمة العربية التى ستحتضنها، الحركة الدبلوماسية من وإلى الجزائر خير دليل على ذلك، حيث بدأت تتضح الخطوط العريضة للملفات التى تسعى الجزائر، إلى معالجتها بعمق وأخذ قرار عربى جامع حولها. وقبل ذلك نجد أن الدبلوماسية الجزائرية اشتغلت على العودة إلى ساحتها المغاربية والعربية، بعد إعادة هيكلة وبناء مؤسسات الدولة الجزائرية، وهو ما أشار إليه أخيرا الرئيس الجزائرى عبد المجيد تبون خلال أدائه لواجبه الانتخابى فى محليات 27 نوفمبر الماضي، حين قال إن “هذه الانتخابات هى آخر مرحلة فى بناء مؤسسات الدولة والجزائر اليوم تسعى إلى إعادة ترتيب البيت العربى ومعالجة التصدعات التى حدثت فيه من المحيط إلى الخليج، فى إطار سياسة احترام سياسات الدول وقرارات شعوبها، وإصلاح دور الجامعة العربية كهيئة إقليمية مهمة على الساحة العربية والدولية، وإعطائها فاعليتها المنشودة .

ويضيف: نجد أن القضية الفلسطينية هى على رأس الأولويات، والقرارات الأخيرة التى أصدرها الرئيس عبد المجيد تبون تبين ذلك، حيث قدم مساعدة مالية معتبرة للسلطة الفلسطينية قدرت بـ100 مليون دولار، ودعا جميع الفصائل الفلسطينية إلى الجزائر، من أجل إيجاد حلول وتوافق بينها لصالح القضية. بالإضافة إلى الملف الليبى الذى تشتغل عليه الجزائر، ونجد أن السلطات الجزائرية قدمت كل الدعم اللازم لإنجاحها، الجزائر اليوم تريد أن تكون قمة جامعة، ومنحى جديدا فى العمل والعلاقات العربية، بحضور ملفات مهمة، الدليل على ذلك ما صرح به السيد عبد المجيد تبون فى آخر لقاء له مع وسائل إعلام جزائرية، حيث أكد أن الجزائر دوما ما كانت عامل لم شمل للدول العربية، وليست عامل تفرقة، وتشتيت وتاريخها يشهد لها بذلك.

أما الكاتبة الجزائرية، راضية صحراوي، فتتحدث قائلة: إن احتضان الجزائر للقمة العربية، سيكون إنجازا تاريخيا سيغير ملامح السياسة فى المنطقة العربية والإفريقية على حد السواء، كونه سيلملم شتات الفرقة بين الإخوة العرب، وسيعيد أواصر التسامح والسلام بينهم، خصوصا أن الجزائر منذ الاستقلال واسترجاع سيادتها، تعمل على نبذ التفرقة بين العرب، كما ستكون القضية الفلسطينية حاضرة وبقوة، باعتبارها من بين القضايا الحساسة، التى ستعمل الجزائر مع نظيراتها من الدول على إيجاد سبل لتخفيف حدة النزاع القائم مع الكيان الصهيوني، فموقف الجزائر واضح وصريح وثابت، وهو التزامها بالعمل على نصرة القضية الفلسطينية، والقمة العربية التى ستقام فى الجزائر، ستكون خطوة صادقة لإزالة كل الفوارق بين البلدان العربية، وجمعها تحت راية السلام والأمن.

موضوعات متعلقة

أسعار العملات

متوسط أسعار السوق بالجنيه المصرى05 نوفمبر 2024

العملة شراء بيع
دولار أمريكى 49.0908 49.1906
يورو 53.5041 53.6177
جنيه إسترلينى 63.7494 63.8838
فرنك سويسرى 56.9499 57.0722
100 ين يابانى 32.2711 32.3388
ريال سعودى 13.0675 13.0955
دينار كويتى 160.2181 160.5960
درهم اماراتى 13.3646 13.3925
اليوان الصينى 6.9116 6.9258

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار سعر البيع سعر الشراء بالدولار الأمريكي
سعر ذهب 24 4400 جنيه 4366 جنيه $88.14
سعر ذهب 22 4033 جنيه 4002 جنيه $80.79
سعر ذهب 21 3850 جنيه 3820 جنيه $77.12
سعر ذهب 18 3300 جنيه 3274 جنيه $66.10
سعر ذهب 14 2567 جنيه 2547 جنيه $51.41
سعر ذهب 12 2200 جنيه 2183 جنيه $44.07
سعر الأونصة 136855 جنيه 135789 جنيه $2741.45
الجنيه الذهب 30800 جنيه 30560 جنيه $616.98
الأونصة بالدولار 2741.45 دولار
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى