نص كلمة «رئيس هيئة المواد النووية» في افتتاح مصنع الرمال السوداء
قال الدكتور حامد ميرا رئيس هيئة المواد النووية، إن مصنع الرمال السوداء مشروع ظل حلما يراودنا عقودًا عديدة منذ أن بدأت هيئة المواد النووية دراساتها حول استكشاف وتقييم الرمال السوداء وفصل معادنها الاقتصادية.
جاء ذلك خلال افتتاح الرئيس عبدالفتاح السيسي افتتاح مجمع مصانع الشركة المصرية للرمال السوداء بمدينة البرلس.
وننشر نص كلمه رئيس هيئة المواد النووية خلال افتتاح المشروع كما يلي:
أقف أمام سيادتكم فى هذه اللحظة، يملؤنى الفخر والاعتزاز إذ نشهد مع سيادتكم إحدى الثمار التى اعتادت مصر جنيها منذ توليكم أمانة قيادة مصرنا العزيزة.
سيادة الرئيس إن مانحن بصدده اليوم ليجسد نموذجًا طالمًا ناديتم به سيادتكم أن يعظم دور البحث العلمى بمصر؛ بحيث يصبح قادرًا على تخليق كيانات صناعية ذات مردود اقتصادى يحمل معه آمال سيادتكم ومساعيكم الصادقة نحو حاضر أفضل وغد مشرق باذن الله.
سيادة الرئيس..... لقد ظل هذا المشروع حُلمًا يراودنا عقودًا عديدة منذ أن بدأت هيئة المواد النووية دراساتها حول استكشاف وتقييم الرمال السوداء وفصل معادنها الاقتصادية بدءًا من المستوى البحثي ووصولا إلى المستوى النصف صناعي، وانتهاء بإعدادها دراسات جدوى استغلال الخام والتى روجعت وقيمت من كبريات الشركات العالمية العاملة فى هذا المجال؛ مما أسفر عن توافر قاعده علمية وطنية ذات خبرة تطبيقية مميزة بهيئة المواد النووية أمكن وبكفاءة عالية البناء عليها بالتنسيق والتعاون التام مع الشركة المصرية للرمال السوداء، وتحت رعاية كاملة من قلعتنا الوطنية العملاقة جهاز مشروعات الخدمة الوطنية والمتابعة الدقيقة والدعم الكامل من وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة.
سيادة الرئيس.. أقولها وبكل يقين لولا رؤية سيادتكم بعد توفيق الله عز وجل نحو إدارةٍ أفضل لثروات مصر التعدينيه وتأكيد سيادتكم على ضرورة أن يكون النشاط التعدينى أحد أهم الدعائم الرئيسيه للتنميه فى مصر ما كان لهذه المشروعات أن تخرج للنور ولظلت دراسات الرمال السوداء حبيسة الأدراج ولظلت حبات هذة الرمال تلاطمها الأمواج.
كما كانت توجيهاتكم الدائمه فخامة الرئيس بالعمل على تحقيق مبدأ "تعظيم القيمه المُضافه" للخامات المصرية، وألا يقتصر العائد الاقتصادى من مشروع الرمال السوداء على إنتاج وتسويق المعادن فحسب، ولكن ناديتم سيادتكم بأن تبنى إستراتيجية المشروع على معالجة المعادن واستخلاص مابها من مخزون العناصر الاقتصادية والإستراتيجية والتى أصبحت اليوم محورًا لصراع الأقطاب العالميه التى تسعى جاهدة لامتلاك أودية الصناعات التكنولوجية المتقدمة.
فإلى جانب ماتزخر به الرمال السوداء من عناصر التيتانيوم والزركونيوم والتى تمتلك طيفًا واسعًا من التطبيقات الصناعية الدقيقة تأتى العناصر الأرضية النادرة أحد المكونات الرئيسيه لمعدن المونازيت لتتصدر أجندة احتياجات الدول الصناعية الكبرى؛ حيث تمثل هذه العناصر عصب الصناعات التكنولوجية والإلكترونية المتقدمة، بالإضافة إلى مجالات الذكاء الاصطناعى وتقدر عوائد مشروعات القيمة المضافة بما يقارب الستة مليارات دولار بمشروع البرلس فقط.
وهنا يجب أن نستحضر توجيه سيادتكم فى رؤية غير مسبوقة بضرورة العمل على توطين الصناعات التكنولوجية فى مصر وعلى رأسها الرقائق الإلكترونية والخلايا الكهروضوئية، انطلاقا من الخامات المصرية الطبيعية لتكتب سيادتكم لمصر فصلًا جديدًا من الريادة يتسق وطموحات الجمهورية الجديدة.. وقد كان لهيئة المواد النووية شرف تكليفها ضمن مجموعة العمل المشاركة في هذا الملف القومي الهام.
سيادة الرئيس، إلى جانب البعد الاقتصادى يمثل مشروع استغلال الرمال السوداء قيمة بيئية؛ كونه يُعزز من خفض احتمالات التعرض الإشعاعى للبيئة الساحلية المصرية وقاطنيها فضلا عن انعدام تام للانبعاثات الكربونية، مما يمهد الطريق لإقامة المشروعات السياحيه والاقتصادية بالمنطقة.
ويكمن البُعد الاجتماعى للمشروع فيما يوفره من آلاف من فرص العمل لأهالى مناطق تواجد الخام، والتى ستتضاعف مع استكمال مُخطط تعظيم القيمة المضافة لهذه المعادن؛ مما يُعزز من تحسين البيئة المُجتمعية، هذا إلى جانب ما ساهم به المشروع من إعداد بنية تحتية من خطوط الكهرباء والمياه وتمهيد الطُرق، بالاضافة الى ما تم تقديمه من قبل الشركة المصرية للرمال السوداء من بعض الخدمات المجتمعية العينية بمناطق المشروع.... وهو ما يُعد تطبيقًا عمليًا للمبادرة الرئاسيه "مبادرة حياه كريمة".
سيادة الرئيس إن الأبعاد الثلاثة من مظاهر التنمية الاقتصادية والبيئية والمجتمعية لتضع مشروع الرمال السوداء في مصاف مشروعات الاقتصاد الأخضر.
إن ما ترونه سيادتكم الآن يعكس الكفاءة الوطنية فى الإنجاز والتنفيذ، فباستثناء توريد المُعدات فإن كافة الأعمال كانت بأيد مصرية خالصة من خلال الشركه المصريه للرمال السوداء وهيئة المواد النووية، بالإضافة إلى الشركات الوطنية العاملة فى مراحل الإنشاء؛ حيث بلغ المكون المحلى ما يزيد على ستين بالمائة من إجمالى المشروع.
أما عن حرصكم الدائم فخامة الرئيس على حظوظ الأجيال القادمة من هذه المقدرات، فاسمحوا لى سيادتكم أن أبشركم بأن مصر تملك احتياطيات مؤكدة هائلة تصل إلى خمسة مليارات من الأطنان من الرمال السوداء الحاملة للمعادن الاقتصادية تنتشر على ساحلى البحر المتوسط والبحر الأحمر، ومازالت هناك العديد من المناطق لم تنته أعمال تقييمها بعد ومعها ستتضاعف احتياطيات الخام وحجم الاستثمارات بما يضمن لمصرنا العزيزة والأجيال القادمة من أبنائها مردودًا اقتصاديًا مُستدامًا ومزيدًا من الصناعات القائمة على هذه المعادن.
سيادة الرئيس يحمل المشروع على عاتقه المساهمة فى إستراتيجية الدولة تجاه تنمية شمال سيناء فى ظل ما كشفت عنه دراسات هيئة المواد النووية عن تواجد واحدة من أكبر احتياطيات هائلة من الرمال السوداء بمصر والتي تصل الى تسعمائة وثلاثين مليون طن بمحتوى من المعادن الاقتصادية يصل إلى ثلاثة عشر مليون طن وذلك على مساحة ثلاثين كم2 فقط من امتداد الخام ويتبقى ما يقرب من مائتي كم2 لم يتم تقييمها بعد؛ مما يعنى المزيد والمزيد من احتياطيات الخام.
وبعيدًا وليس ببعيد عن الرمال السوداء تستعد هيئة المواد النووية للإعلان عن احتياطيات جديدة لخامات ذات صلة تضفي بعدًا اقتصاديًا جديدًا فى مسار التنمية التعدينية ليؤكد إشارات الخير التى أجراها الله عز وجل على أيديكم سيادة الرئيس.
السيد الرئيس--- إن ما يشيد على أرض مصر يومًا بعد الآخر من إنجازات قومية تغطى مناحى الحياة يجعلنا موقنين بفضل الله أولا ثم بقيادتكم الحكيمة وجهدكم المتواصل بأن مصر ستكون فى طليعة الدول التى تجتاز موجات الأزمات الاقتصادية التى تجتاح العالم أجمع وكلنا عليها شهود.
وأخيرًا أسًال الله عز وجل أن يحفظ مصر تحت قيادتكم وأن يزيدكم عزمًا على عزمكم وقوةً إلي قوتكم لتحقيق طموحاتكم نحو دفع الوطن العزيز لمكانته التى تليق بتاريخه وعظمته.
حفظكم الله لمصر وحفظ بكم شعبهًا وجيشهًا ورجال أمنها.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.