150 ألف إرهابى فى إدلب وريف حلب الشمالى.. «أشبال الخلافـة.. قنبلة موقوتة»
5 آلاف صينى و4 آلاف روسى فى صفوف الإرهابيين فى سوريا
ما يزيد على 40,000 مقاتل أجنبى ذهبوا إلى النزاع فى سوريا ومن أكثر من 100 بلد
معظم الدول التى ينتمى إليها أطفال المجاهدين ترفض استردادهم
الإرهابيون يرفضون كل الحلول التى قدمتها الدولة السورية
مع تصاعد حدة المواجهة بين الأجهزة الأمنية السورية، والجماعات المناهضة للنظام، توالت الفتاوى من فقهاء العنف والدم ( الجهادى) التى تدعو إلى الانضمام للجماعات المسلحة المناهضة للنظام، حتى أن البعض من هؤلاء اعتبرها معركة مقدسة ومن يقتل فيها يصبح شهيدا.
فى فبراير 2012 دعا أيمن الظواهرى، زعيم تنظيم « القاعدة»، المقاتلين فى العراق ولبنان والأردن وتركيا، إلى التحرك فى اتجاه الأراضى السورية دعما لإخوانهم فى سوريا.
عقب تلك الدعوات، توجه المئات من العناصر التى تنتمى للفكر التكفيرى من كل أصقاع الأرض إلى الأراضى السورية، لخوض (الجهاد) ضد النظام ( الكافر)، وتزامن ذلك مع تشكيل تنظيمات (جهادية) اعتمدت بشكل أساسى على العناصر المحلية المتشددة منها، ما أطلق عليها بجبهة النصرة وكذلك الجيش الحر.
بعد أن سيطر تنظيم الدولة «داعش» فى عام 2014، على مساحات شاسعة فى سوريا والعراق، ودعوته المسلمين للهجرة إلى ما أطلق عليها دولة "الخلافة" الجديدة، وفدت أعداد كبيرة إلى مناطق سيطرة التنظيم فى العراق وسوريا.
طبقا لتقرير لوزارة الخارجية الأمريكية صدر فى 2 يونيو 2016، فإن جهاز الاستخبارات الأمريكية يقدر أن "ما يزيد على 40,000 مقاتل أجنبى ذهبوا إلى النزاع فى سوريا، ومن أكثر من 100 بلد"، وقدرت وزارة الدفاع الروسية حينها أن هناك نحو 25,000–30,000 من المرتزقة الإرهابيين الأجانب يقاتلون من أجل داعش" وحدها.
أما الأمم المتحدة، فأعلنت عن إن ما يزيد على 40 ألف مقاتل أجنبى قدموا من 110 دول دخلوا سوريا والعراق، للانضمام إلى جماعات إرهابية، ويعتقد أن ثمة ألف مقاتل أجنبى آخر، بعضهم لم تحدد جنسيته، كانوا يقاتلون فى صفوف تنظيم الدولة فى العراق، هم قيد الاعتقال الآن.
فى حين أن الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، كان قد أعلن فى مجلس الأمن الدولى فى فبراير 2018، أن تنظيم الدولة الإسلامية ما زال يضم فى صفوفه ما بين 14 إلى 18 ألف مقاتل فى سوريا والعراق، من بينهم نحو ثلاثة آلاف أجنبى.
وتؤكد دراسة موثقة بالبيانات الرسمية والأكاديمية، نشرها المركز الدولى لدراسات التطرف التابع لكينجز كولدج فى لندن فى يوليو 2018، أن عدد الأجانب فى صفوف تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) يبلغ 41,490 شخصا (بواقع 32,809 من الرجال و 4,761 امرأة و4,640 طفلا) من 80 دولة.
وخلص الباحثون إلى أن 18,852، من هؤلاء الأجانب قد وفدوا من منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، و7,252 من شرق أوروبا، و5,965 من آسيا الوسطى، و5,904 من أوروبا الغربية، و1,010 من غرب آسيا، و1,063 من جنوب شرق آسيا، و753 من الأمريكيتين وأستراليا ونيوزلندا، بالإضافة إلى 447 من جنوب آسيا، و244 من جنوب الصحراء الكبرى.
هؤلاء الإرهابيون منهم من قتل فى المواجهة مع قوات التحالف مع قوات سوريا الديمقراطية، أو قوات الجيش السورى وحلفائه والقوى الرديفة، وبعضهم اعتقل ويقبع داخل سجون ( قسد ) أو سجون الحكومة، والبعض الآخر مازال يجول فى المناطق النائية أو متخفيا عن أعين المتربصين، أو فى مناطق خاضعة للسلطات التركية والجماعات المسلحة المعارضة مثل إدلب وعفرين.
وطبقا للرئيس المشترك لهيئة العلاقات الخارجية، للإدارة الذاتية الديمقراطية لشمال وشرق سوريا، الدكتور عبد الكريم عمر، فإن نحو 800 مقاتل أجنبى فى صفوف تنظيم الدولة من نحو 50 دولة قيد الاعتقال لدى قوات سوريا الديمقراطية ( قسد )، وحوالى 700 امرأة و1500 طفل محتجزون فى معسكرات إيواء.
وكانت صحيفة (لوريون لوجور)، الناطقة باللغة الفرنسية، فى مقابلة مع الباحث فى مركز كارنيجى للدراسات بموسكو "نيكولا كوزانوف"، تناولت عدد المقاتلين الأجانب فى سوريا، وخصوصا القادمين من منطقة القوقاز وآسيا الوسطى.
حيث أشارت، فى تقريرها إلى إن معظم هؤلاء المقاتلين يذهبون إلى ساحات القتال فى سوريا، على أمل العودة لأوطانهم وإحداث "التغيير" فيها، علاوة على أن الوحدة التى تجمع المقاتلين الروس هناك تمثل خطرا على موسكو، خصوصا أن دوافع انضمامهم للتنظيمات المسلحة لا تتعلق بالقضية السورية، بقدر ما هى محض "تدريب" استعدادا للعودة إلى الوطن.
وكشفت الصحيفة عن أن عدد المقاتلين من شمال القوقاز، من الناطقين باللغة الروسية، والروس والشيشان القادمين من جورجيا، والأتراك، والأوروبيين، قد بلغ قرابة الألفين سنة 2015، موزعين على عدة تنظيمات مسلحة أبرزها؛ تنظيم الدولة وجبهة النصرة فى كل من سوريا والعراق.
أما المسلحون المتطوعون من شمال منطقة القوقاز، ودول آسيا الوسطى التابعة لما كان يعرف بالاتحاد السوفيتى، فقد أفادت الصحيفة أن عددهم قد فاق الألف شخص سنة 2015، منهم 500 أوزباكستاني و360 من التركمان و190 طاجيكيا، مقابل 100 قيرغيزستانى، فى سوريا وحدها.
ويرى كوزانوف، أن قلق موسكو يتعلق بالمقاتلين الروس خاصة، حيث إنهم حاضرون بقوة فى صفوف كل من جبهة النصرة وتنظيم الدولة، حيث ثبتت نجاعتهم وقوتهم إلى درجة تشكيلهم مجموعات خاصة بهم.
كما نقلت الصحيفة عن الخبراء الأمنيين الروس، أن دوافع هذه الفئة من المسلحين لا تتعلق بتاتا بإيمانهم بقضية أى من التنظيمين المذكورين أعلاه، فهذه المواجهة ليست سوى إعداد لمعركتهم الخاصة، والتى ينوون شنها بمجرد عودتهم إلى روسيا.
وذكر الخبير الروسى للصحيفة أنه قد تم العثور فى سنة 2013، على كتابات على جدران مبان مدمرة فى سوريا، خُطَّت فيها عبارات من قبيل "الموت لروسيا"، "اليوم سوريا وغدا روسيا"، علاوة على توعد القيادى الجورجى بتنظيم الدولة أبو عمر الشيشانى، بتحرير القوقاز. وكان هذا التهديد قد صدر سنة 2014، فى الفترة ذاتها التى عثرت فيها السلطات الروسية على أدلة متعلقة بالمقاتلين الموجودين فى سوريا، أثناء التحقيق فى الهجمات المسلحة التى طالت جروزنى.
ويرى نيكولا كوزانوف، أن سوريا والعراق قد أصبحتا فضاء يتجمع فيه المسلحون من أصول روسية، ليتمكنوا من إعادة تنظيم صفوفهم، وتشكيل جماعات ذات اتصالات وثيقة بالتنظيمات المسلحة العالمية، بعد أن أصبحوا جزء من الشبكة العالمية للتنظيمات المسلحة.
كما قالت الصحيفة، نقلا عن الباحث الروسى، أن من شأن تجربة المقاتلين فى سوريا أن تمكنهم من تشكيل جبهة موحدة مكونة من مقاتلين ذوى جنسيات مختلفة من دول الاتحاد السوفيتى السابق.
لقد صدرت تقارير عن الأمم المتحدة، ومؤسسات حقوقية دولية، تكشف عن أن هناك أكثر من ألفى طفل من أبناء المقاتلين الأجانب، داخل السجون فى العراق، وفى ثلاثة معسكرات احتجاز تابعة لقوات سوريا الديمقراطية فى شمال وشرق سوريا، هؤلاء الأطفال يعيشون فى تلك المنطقة، ومعظمهم محتجزون مع أمهاتهم، بينما كثير من آبائهم إما معتقلون أو مفقودون أو لقوا حتفهمـ ومعظم الدول التى ينتمى إليها هؤلاء الأطفال يرفضون استردادهم لأنهم يرون أنهم قد يشكلون تهديدا أمنيا، ولا يمكن التأكد من جنسية بعضهم لافتقادهم لأوراق ثبوتية.
وتحذر الأمم المتحدة، من خطر أن يصبح هؤلاء الأطفال من البدون (لا يحملون جنسية أى دولة)، على الرغم من أن بعضهم معروف جنسية والديه.
تظل هناك أسئلة حائرة، تتطلب إجابات مثل ماذا تبقى من المقاتلين الأجانب فى سوريا؟
وماذا عن المقاتلين الروس من الشيشان والقوقاز، والمقاتلين الصينيين من الجيش التركستانى، وكذلك ما يسمى بأشبال الخلافة فى مخيمى الهول وروج.
توجهنا بتلك الأسئلة إلى كل من عضو مجلس الشعب السورى، وممثلة مجلس سوريا الديمقراطية، فكانت الإجابات التالية:
عضو مجلس الشعب السورى مهند الحاج على أجاب بالقول:
فى سوريا توجد إحصاءات تقريبية، عن وجود نحو مائة وخمسين ألف إرهابى فى مناطق إدلب وشمال حلب، وفلول تنظيم داعش الإرهابى ( بجوار القواعد الأمريكية غير الشرعية فى الجزيرة السورية).
يوجد منهم نحو خمسين إلف إرهابى، من جنسيات غير سورية فى إدلب هناك أربعة آلاف من قومية الإيغور /صينين / ونحو خمسة آلاف شيشانى أو من مناطق القوقاز ، والباقى إما عرب أو تركمان.
لهذا أدركت الدول الصديقة لسوريا، كروسيا والصين وبعض الدول العربية التى تملك نوعا من التنسيق الأمنى مع سوريا، مثل الإمارات ومصر والجزائر والعراق، ضرورة القضاء على هؤلاء أو إللقاء القبض عليهم لأنهم يشكلون تهديداً للأمن القومى، ليس فقط فى سوريا بل لكل منطقة الشرق الأوسط ولبلدانهم.
أولا هؤلاء الإرهابيون يرفضون لكل حلول التسوية التى طرحتها الدولة السورية سابقا فى حلب وحمص وحماه، ودمشق والمنطقة الجنوبية ، ورفضوا سابقا الاستفادة من مراسيم العفو الصادرة عن رئاسة الجمهورية العربية السورية، وآثروا على نفسهم الانتقال الى إدلب مع سلاحهم.
وبالتالى أعتقد أن الحلول السياسية مع هؤلاء، قد لا تكون مجدية لأنه لا يوجد تعاون من بعض الدول وخصوصا الغربية، الذى يحمل هؤلاء الإرهابيون جنسياتها، من أجل استقبالهم، وحتى الآن لا يوجد أى نوع من التنسيق ولا حتى الأمنى مع هذه الدول لإيجاد حلول لهؤلاء او ترحيلهم لدولهم وإخضاعهم لقوانين بلادهم .
المشكلة تكمن بأننا بحاجة إلى إرادة وتنسيق دولى، للقضاء على هذه البؤر الإرهابية، لكن حتى الآن يبدو أن الولايات المتحدة وحلفاءها مازالت تستثمر فى الإرهاب وفق نظام ( الحروب بالوكالة ) ، فهى ما تزال تدعم سرقة النفط والأقماح السورية وترهب أهالى الجزيرة السورية، وتدعم ما يسمى (أشبال الخلافة)، من أجل إعادة إنتاج وتوليد تنظيم داعش الإرهابى من جديد بعد أن قضى عليه الجيش السورى وحلفاؤه، ومازالت المخابرات الإقليمية برعاية أمريكية، تدعم جبهة النصرة فى إدلب، أو تنظيم أحرار الشام، الذى يحوى على عشرات آلاف الإرهابيين من الشيشان والايجور والتركمان ومن جنسيات عربية، لاستمرار الضغط على الدولة السورية واستنزافها واستنزاف حلفائها.
وأعتقد أن الصبر السورى بدأ ينفد، فالمناورات المميزة التى يقوم بها الجيش العربى السورى، بالتعاون مع حلفائه تحاكى تحرير تلك المناطق بالقوة ، وبصراحة ما هى إلا تدريبات عملية على مواقع قتال تشابه مواقع القتال فى إدلب والجزيرة السورية وشمال حلب، استعدادا للجوء للخيار العسكرى إذا ما استمرت الولايات المتحدة وحلفائها، بالتعنت فى مواقفها.
وبالتالى من حق الشعب السورى، اللجوء إلى كل الخيارات بما فيها العسكرية لتحرير أرضه ومقدراتها، ولو باستخدام الكفاح المسلح، وهذا حق تكفله كل الشرائع الدولية.
والخاسر الأكبر من هذا كله سيكون المجاميع الإرهابية نفسها، وكل دولة لا تتعاون مع سوريا، وأيضا الوجود الأمريكى غير الشرعى، سيكون فى مرمى نيران مقاومة الشعب السورى، لأنه لا يمكن أبدا السكوت على الوضع الخالى.
وقد دعت سوريا جميع الدول، بما فيها العربية للتعاون معها لإنهاء ملف هؤلاء، وقد تم تحرير بعض الرهائن من ذوى تنظيم داعش الإرهابى من مخيم الهول، وترحيلهم لبلدانهم.
لكن من يستمر فى حمل السلاح سيلاقى مصيره الطبيعى، حيث أثبت الجيش العربى - السورى، أنه قادر مع حلفائه أن يحرر أى منطقة فى سوريا، يريد تحريرها، لكن لا تزال الدولة السورية تغلب الحلول السياسية على الحل العسكرى.
ولا يفل الحديد إلا الحديد
وبالتالى على كل دول المنطقة استغلال الفرصة، وحماية نفسها من خلال تعاونها مع سوريا فى هذا الملف، لأنه بهروب هؤلاء الإرهابيين الى دول الجوار، سيهدد الأمن القومى فى منطقة الشرق الأوسط، خصوصا أنهم متشددون ومتطرفون لأبعد حد، بينما ممثلة مجلس سوريا الديمقراطية ليلى موسى أجابت بالقول:
لتقدير أعداد عناصر المقاتلين من التنظيمات المتطرفة بمختلف تسمياتهم، والتى تضم عناصر من مختلف الجنسيات.
فبعد تحرير العديد من المناطق من تنظيم داعش الإرهابى، وانهياره بشكل كلى ميدانياً وجغرافياً فى آخر معاقله فى بلدة الباغوز، توجهوا إلى المناطق الشمالية، حيث الملاذ والحاضنة الأكثر أمناً وأماناً لاحتوائهم، وانضمامهم لتشكيلات وتنظيمات فى تلك المناطق، لكون جميعهم يتبنون نفس الإيديولوجية وأن اختلفوا فيما بينهم بالجزئيات.
أما الشيشان والقوقاز، أو الجيش التركستانى، فيتوزعون بشكل رئيسى فى مناطق إدلب واللاذقية فى شمالها الشرقى، وحماه فى شمالها الغربى، بالإضافة إلى ريف حلب الغربى، مثل الأتارب وفق بعض الإحصائيات فى مناطق هيئة تحرير الشام أعدادهم تتراوح ما بين 4000 إلى 5000، مقاتل متوارين عن الإعلام وذلك بناء على طلب هيئة التحرير لتلميع صورتها إعلامياً، حيث كان لهم دوراً أساسياً فى معارك 2015م، مع هروب قسم منهم عبر تركيا إلى جهات مجهولة. وكذلك وجود عشرة آلاف مقاتل من الإيغور، مع عوائلهم فى عدة قرى فى ريف إدلب على الحدود التركية، ويمنع أى شخص غريب فى الدخول لهذه القرى التى يوجد فيها الإيغور.
لذا لا يمكننا الحديث بأرقام دقيقة، حول أعداد المقاتلين الأجانب الموجودين فى سوريا، فى ظل غياب جهات دولية محايدة فاعلة على الأرض بسبب فقدان الأمن والاستقرار، نتيجة الانتهاكات المستمرة التى ترتكبها التنظيمات المتطرفة ضاربين بجميع الأعراف والمواثيق الدولية والإنسانية عرض الحائط.
أم القسم الآخر الذين استسلموا لقوات سوريا الديمقراطية، بعد تحرير بلدة الباغوز أخر معاقل التنظيم، أو تم أسرهم والقبض عليهم أثناء المعارك فأعدادهم معلومة وموجودون فى سجون مناطق الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، ويزيد عددهم على 11 ألف مقاتل.
أما بخصوص سؤالك عن أشبال الخلافة، فهم موجودون فى مراكز الإصلاح والتأهيل وأعدادهم بالألوف، ويمتلكون أفكار متطرفة تتحمل الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، إلى الآن نفقاتهم وتأهيلهم بإمكانياتها المحدودة فى ظل تهرب المجتمع الدولى ودولهم، من مسئولياتهم.