الكاتب الصحفى مجدى سبلة يكتب ..(السياق الإعلامى الغائب)
خلال مداخلة سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية مع الاعلامي يوسف الحسينى قبل يومين لاحظ إلرئيس ملاحظة شديدة الأهمية وربما تقال لأول مرة عندما قال إن الإعلام المصرى تأخر كثيرا في صناعة السياق الفكرى والثقافي العام للشعب .. عندما وقفت أمام هذه الملاحظة وانا من العاملين في هذا الحقل الاعلامى وجدت أننا بالفعل نعانى غياب السياق الاعلامي الذى ينتج ثقافة وفكرا ومعرفة وو عيا لهذا الشعب وهنا نتساءل لماذا غاب هذا السياق الإعلامى المطلوب للدولة المصرية كل هذا الوقت وعجزنا عن صناعة الرأى العام الذى يتواكب مع الظروف الاستثنائية التى عاشها المصريون في السبع سنوات الماضية على الأقل وصناعة سياق لعشرة سنوات قادمة تسير في اتجاه تحديد هدف الدولة لكى نعيش حالة تساعد على استعدادنا لمواجهة كل الظروف والتحديات المطلوبة لكى تنهض الدولة ..وليس هناك مانعا أن يكون هذا السياق به رأى اخر أو وجهة نظر تخرج من منظمات مدنية رسمية لكنها تصب في خانة المسئولية الوطنية وتحافظ على تراب هذا الوطن وليس هناك مانع أن يحمل السياق تقصيرا وملاحظة على مسار اقتصادى أو مسار إدارى في الإدارة الحكومية في قطاع من القطاعات او ملف من الملفات طالما أنها بعيدة عن المساس بالأمن القومى للبلاد ..باختصار نحن لدينا وسائل الإعلام كقنوات تليفزيونية للدولة وقنوات للقطاع الخاص ولدينا صحافة منها ماهو ملك الدوله و منها ما هو تابع للقطاع الخاص علاوة على الهيئة العامة للاستعلامات كل هذه الوسائل تتبع هيئات مستقلة طبقا للدستور ومع كل هذه الهيئات والمجالس والصحف والقنوات عامة وخاصة نفتقد لخطة تصنع هذا السياق وكوادر لم تتمكن من صناعته و لا أدرى من المسئول عن غيابها أو عجزها .. وفي رأى أن الحالة التى تعيشها الدولة ويعيشها الشعب هي التى تخلق السياق وتناول السياق يظهر في المهنية وإعداد الرسائل التى توجهها هذه الوسائل للمتلقي وطريقة صياغتها وكذلك عمل حسابات ودراسات لطبيعة الشرائح المتلقية قبل أن تخرج من هذه الوسائل لكى نخلق الحالة المجتمعية التى تصنع السياق المطلوب ..
ومن هنا ليس عيبا أن نعترف نحن العاملين في مهنة الإعلام والصحافة ونحدد كل ادواتنا المطلوبة لكى نصنع السياق ويمكن أن تكون هناك خطة يتخللها كذلك الإعلام المباشر من خلال منظمات المجتمع المدني بما فيه من أحزاب وليس هناك مانع أن تشارك مؤسسات ووزارات في تنفيذ هذه الخطة مثل وزارة الشباب والرياضة ووزارة التربية والتعليم والجمعيات الأهلية ليكون صناعة السياق عبر الوسائل وعبر قاعات هذه المؤسسات ..وايضا لكى ينجح هذا السياق المجتمعى وينتج وعيا وثقافة وفكرا ومعرفة أن يكون المرسل من خلال هذه الوسائل والصحف ومحاضرات الإعلام المباشر لديه المؤهلات والمعابر التى يؤثر بها على الرأى العام وتأهيل المتلقي على استقبال وفهم الرسائل الموضوعية المبنية على معلومة موثقة ومصدر رسمى تجعلة يكون مقتنعا بما يتلقفه من معرفة ومعلومات وقتها يكون لدينا سياقا عاما للشعب ويمكن أن نخاطبة بمرونه وقبول .