في إسرائيل.. قد لا يكون هناك مفر لنتنياهو من تشكيل حكومة تضم «بن جفير»
كما كان التوقع، فاز مُعسكر اليمين الذي يقوده حزب "الليكود" بزعامة بنيامين نتنياهو بـ 64 مقعدًا في انتخابات الكنيست الـ 25 والتي أعلنت نتائجها الرسمية الليلة الماضية.
وحازت قائمة "الصهيونية الدينية " التي تضم السياسيين المُتطرفين "إيتمار بن جفير" زعيم حزب العظمة اليهودية، و"بتسلائيل سموتريتش" زعيم الصهيونية الدينية على 14 مقعدًا.
وإلى جانب الصهيونية الدينية، يضم معسكر نتنياهو بالطبع الليكود (32 مقعدا) وشاس (11 مقعدا) ويهوديت هتوراة (7 مقاعد)، وبهذا يكون معسكره قد حصل على 64 مقعدًا.
وطوال فترة الحملة الانتخابية، كانت هناك تقارير عن اتفاق من "تحت الطاولة" بين نتنياهو وبن جفير يحصل بموجبه الأخير على وزارة الداخلية.
ومع اقتراب الانتخابات، كشف "بن جفير" عن الاتفاق مع نتنياهو، ورهن انضمامه لحكومة بزعامة نتنياهو إلى الحصول على وزارة الأمن العام التي يرأسها خصمه اللدود عومر بارليف.
وطالما تهجم "بن جفير" على "بارليف" في كل هجوم وقع داخل الخط الأخضر خلال الأشهر السبعة الماضية، وسجلت كاميرات الإسرائيليين الكثير من المواقف التي كاد فيها بن جفير أن يشتبك مع "بارليف".
وكان جفير يريد الحصول على وزارة الداخلية بدلا من أيليت شاكيد، لكنه خفض مطالبه على ما يبدو بعد أن أعلن نتنياهو أن بوسع بن جفير وسموتريتش الحصول على وزارات (غير حساسة) قاصدًا الداخلية والدفاع والخارجية.
لكن مسئولين أمريكيين نقلوا لنتنياهو أنهم لن يتعاملوا مع "بن جفير" في وزارة الأمن العام وحذروا من علاقات مضطربة مع الحكومة الائتلافية بقيادة نتنياهو إن ضمت أطرافا مثل بن جفير وسموتريتش.
وأبلغ مسئولون أمريكيون الرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتسوج لدى زيارته الأخيرة لواشنطن قبل أسبوع، أن واشنطن قد تجد نفسها مضطرة إلى عدم التعامل مع سياسيين متطرفين من اليمين أمثال بن جفير.
ويريد سموتريتش هو الآخر الحصول على وزارة الدفاع وقد حذر رئيسان سابقان لهيئة الأركان من حصوله على الوزارة وقالوا إن ذلك سيقود إلى "حرب أهلية"، وهما "دان حالوتس" و"جادي إيزنكوت".
ويريد بن جفير تغيير قواعد إطلاق النار على الفلسطينيين في الضفة الغربية، وهو ما قد يؤجج الوضع المؤجج بالفعل، كما أن بن جفير من ضمن أمور أخرى يريد إسقاط الهوية عن أهل من يقوموا بعمليات من الفلسطينيين، وهدم منازلهم وترحيلهم إلى خارج الخط الأخضر، هذا من ضمن أمور أخرى في جعبته ولم يكشف عنها.
ومن المؤكد أن نتنياهو يريد الفكاك من التزامه تجاه بن جفير في المرتبة الأولى وسموتريتش في المرتبة الثانية، لكنه في حاجة شديدة لـ 14 مقعدًا، فبدونها لن يستطيع تشكيل الحكومة.
والسيناريو الآخر لنتنياهو لتشكيل الحكومة هو التحالف مع "إسرائيل بيتنا" و"القائمة الموحدة" الذراع السياسية للحركة الإسلامية الجنوبية في إسرائيل، فهما يعطيانه 11 صوتًا يكفيانه إلى جانب "شاس" ويهوديت هتورات" إلى تشكيل حكومة بـ 61 مقعدًا .
وأجرى الليكود اتصالا مع أفيجدور ليبرمان زعيم "إسرائيل بيتنا" للفكاك من (بن جفير) و(سموتريتش)، لكن هذا السيناريو لا يبدو مطروحًا بعد أن أعاد أفيجدور ليبرمان زعيم "إسرائيل بيتنا" اليوم التأكيد على أنه لن ينضم إلى حكومة بها نتنياهو.
وكشف ليبرمان اليوم عن أن أحد القيادين بالليكود اقترب منه ليستطلع رأيه عما إذا كان ممكن أن ينضم إلى حكومة بقيادة "الليكود"، لكن ليبرمان قال إنه رفض.
وقال ليبرمان إنه ليس لديه مشكلة للانضمام إلى حكومة بقيادة الليكود شريطة ألا يكون نتنياهو رئيسها، مضيفا أن ما يمنعه ليس "شاس" أو "يهوديت هتوراة" ولكنه نتنياهو.
وفي ظل هذا الرفض الشديد من قبل ليبرمان، يبدو أن الخيار الوحيد لنتنياهو في الفترة المقبلة سيكون تشكيل حكومة ولو كان بها بن جفير وسموتريتش، ولو حصل كل منهما على ما يريدانه.
واللافت للنظر في انتخابات الكنيست الـ 25 هو خروج حزب "ميرتس" اليساري خاسرا، بعدم بلوغه نسبة الحسم، وذلك للمرة الأولى في تاريخ الحزب منذ تأسيسه عام 1992.
ولن يمثل الطائفة الدرزية في الكنيست الحالي سوى ممثل وحيد وهو حمد عمار عن حزب "إسرائيل بيتنا".
وترشحت شخصيات درزية للانتخابات الحالية، غالبيتهم ضمن أحزاب إسرائيلية، لكن في مواقع متأخرة من القوائم، وبالتالي لم ينجح منهما سوى حمد عمار.
وضمن من رشحوا من الطائفة الدرزية؛ "أكرم حسون" وترشح على المقعد الـ 16 على قائمة تحالف "المعسكر الوطني" لوزير الدفاع الإسرائيلي بيني جانتس، لكن التحالف لم يحصل سوى على 12 مقعدا.
ورشح "الليكود" الدرزي مُفيد مرعي للمقعد الـ 44 في قائمة الحزب، ولكن الحزب لم يحصل سوى على 32 مقعدا.